من هو النبي الذي قطع راسه وهو ساجد
من هو النبي الذي قطع راسه وهو ساجد هو أحد الأسئلة التي لا بدَّ من بيان إجابتها، إذ أنَّ هذا السؤال يُسلط الضوء على الأذى والمشقة التي كان الأنبياء والرسل -عليهم السلام- يُلاقونها من أقوامهم خلال سعيهم لنشر الدعوة وهداية الناس، والتضحيات التي قدموها في سبيل ذلك، ومن خلال هذا المقال سنتعرّف من هو النبي الذي قطع راسه وهو ساجد، وكذلك سنُعرِّف به ونذكر قصته وكيف قُتل.
من هو النبي الذي قطع راسه وهو ساجد
النبي الذي قطع راسه وهو ساجد هو نبي الله يحيى عليه السلام، وهو نبي من أنبياء بني إسرائيل الذين عُرفوا بفسادهم في الأرض وتكذيبهم لرسلهم وقتلهم أنبيائهم، وقد ورد ذلك في قول الله تعالى في كتابه الكريم في وصفه لبني إسرائيل: “أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ”[1]، وقد قتل النبي يحيى -عليه السلام- على يد أحد ملوك بني إسرائيل بعدما طلبت منه امرأة قريبة له ذلك، وكان يُحبها ولا يردُّ لها طلبًا، لذا أرسل جنوده فقتلوه وهو ساجد ويُصلي، والله أعلم.[2]
النبي يحيى
النبي يحيى -عليه السلام- هو ابن النبي زكريا، وقد ورد في القرآن الكريم قصة ولادته عندما التجأ زكريا -عليه السلام- إلى الله تعالى ودعاه ليرزقه بابن بعده يرث علمه ودينه، فاستجاب الله تعالى له وبشره بأنَّه سيرزقه بيحيى على الرغم من تقدمه في السن هو وزوجته واستحالة إنجابهما، ولكن قدرة الله تعالى ومشيئته قضت بذلك، وقد كان نبي الله يحيى مثلًا في ورعه وعلمه واجتهاده، شديد التُقى والبر بأبويه، وشديد الزهد في الدنيا، لا يقرب النساء مع قدرته على ذلك، ولا يدع أي شاغل عن العلم والدين والعبادة، وقد استمرت دعوته في الشام حتى توفي فيها وهو في الثلاثين من العمر، كمّا يُقال أنَّ قبره في دمشق، والله أعلم.[3]
قصة قتل النبي يحيى
وردت في الإسرائيليات الكثير من القصص التي تذكر قصة النبي يحيى وتبيّن أسباب قتله، والتي لا نعرف مدى صحتها، ولكن أشهر القصص التي يذكرها المفسرون والمؤرخون هي أنَّ ملكًا وامرأة من محارمه أحبّوا بعضهم وأرادوا الزواج، ولكن يحيى حرّم عليهم هذا الفعل واستقبحه، فطلبت المرأة من الملك أن يقتله وفي البداية رفض الملك ذلك ثم قبل بعد إصرارها وأرسل من يقتله، كمّا يُقال أنَّ امرأة من البغي أحبّت يحيى وأرادته ولكنه رفض ذلك وعصمه الله منها، لذا قامت بإغراء الملك وتحايلت عليه ليقتل يحيى ففعل، والله أعلم أي هذه القصص هي الصواب وأيها الخطأ، كمّا إنَّ التحري الشديد وراء تفاصيل هذه القصة هو أمر ليس فيه فائدة، والله أعلم.[4]
صفات النبي يحيى
هو نبي من أنبياء الله الصالحين، تمتع بالكثير من الأخلاق العظيمة والمناقب الكريمة منذ صغره، ومن أبرز صفاته التي وردت في القرآن الكريم نذكر ما يلي:[5]
- كان فطينّا وذكيًا منذ صباه، وقد أتاه الله الحكم والنبوة منذ صغره.
- كان شديد الاجتهاد في التعلم وفهم آيات الله تعالى والتعاليم التي وردت في التوراة.
- كان بارًا بوالديه ومحسنًا لهم، ويُعاملهم بلطف وإحسان وحنان.
- كان تقيًا صالحًا يتبع ما أمره الله به، ويجتنب نواهيه ولا يعصيه.
- كان متواضعًا بعيدًا عن الاستكبار والتجبر والظلم، مُطيعًا لله تعالى ولوالديه.
- كان حصورًا، أي أنَّه لا يقترب من النساء على الرغم من استطاعته، كما إنَّه لم يتزوج كي يتفرغ للعبادة والعلم.
شاهد أيضًا: من هو النبي الوحيد الذي تم ذكر اسمه خمس وعشرين مرة في سور القرآن الكريم؟
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي عرَّف بأحد أنبياء بني إسرائيل وهو النبي يحيى، كما بيّن أن جواب سؤال من هو النبي الذي قطع راسه وهو ساجد هو النبي يحيى عليه السلام، بالإضافة إلى التعريف بما هي قصة قتله والسبب الذي جعل أحد الملوك يبعث لقتله، وأيضًا تم ذكر أبرز صفات ومناقب النبي يحيى عليه السلام.