من هو النبي الذي لقب بأبي الانبياء
جدول المحتويات
من هو النبي الذي لقب بأبي الانبياء حيث أرسل الله أنبياءه إلى الناس، من أجل هدايتهم إلى الدين، واختص كل نبيٍ منهم بلقب سمي به، والغرض من تلك الألقاب بيان مكانتهم ومدحهم وإعلاء لشأنهم، أو بيان ووصف لهم، وفي هذا المقال سوف نتعرف على النبي الذي لقب بأبي الأنبياء.
من هو النبي الذي لقب بأبي الانبياء
النبي الذي لقب بأبي الأنبياء هو سيدنا ابراهيم عليه السلام، وهو من الأنبياء الذين أطلق عليهم أولي العزم من الرسل، كما لقب أيضًا بخليل الرحمن، وقاسمه في هذا اللقب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فعن جُنْدَب بنِ عَبْدِ الله البَجَلي رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يَقُولُ : (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا ، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا) رواه مسلم (532).
لماذا ابراهيم ابو الانبياء
لقب سيدنا إبراهيم عليه السلام بلقب أبو الأنبياء، فقد كان وجدت النبوة في نسله، فكان الأنبياء الذين أتوا من بعده من ذريته، بدءًا بنبي الله إسحاق، وانتهاءً بخاتم الأنبياء رسول الله صلى الله عليه وسلم.[1]
أين كانت إقامة ابو الانبياء ابراهيم؟
اختلف في مكان إقامة إبراهيم عليه السلام، وأيضًا مكان مولده، البعض رأى أنه في بابل العراق، وهناك من قال الأهواز، ومن قال حران، ومن قال دمشق، ولكن اتفق على أن مولده كان في فترة حكم النمرود، وهو طاغية اشتهر بذلك الاسم.
شاهد أيضًا: من هو النبي الملقب بشيخ المرسلين
جانب من حياة إبراهيم عليه السلام
هناك العديد من جوانب الحياة التي مر بها نبي الله إبراهيم في حياته، وتنقله بين الأمم، بالإضافة إلى وصف لتحركات نبي الله وأنشطته:
- هاجر إبراهيم – عليه السلام – وامراته سارة، ونبي الله لوط (ابن أخيه)، من الأمة الكلدانية إلى أرض كنعان، خاصة في منطقة بيت المقدس، حيث دعا قومه بالتوحيد، بدأ في الأصل بدعوة والده الذي ظل على إشراكه ولم يستجب لنداء النبي إبراهيم.
- اشتهر إبراهيم – عليه السلام – بالفكر العظيم والحكمة والنصيحة الحسنة عندما دعا أبيه وقومه، أنه استغل إقامة الادلة، وتوضيح أخطائهم عند دعوتهم بالإيمان بالله وترك الكفر.
- دعا إبراهيم قومه إلى عبادة إله واحد فقط، فأنكروا عليه ذلك، فأضرموا له نارًا عظيمة، وأوثقوه وألقوا به في الهاوية بنية قتله، ولكن الله تعالى أنقذ نبيه من النار بدون أن يصاب بأذى.
- انتقل إبراهيم مع زوجته إلى بلاد الشام عندما يئس أن يؤمن قومه، ثم عاد الى مصر مرة أخرى، وبعد ذلك انتقل إلى فلسطين، كل فترة من تلك الفترات كانت شاهدة على دعوة إبراهيم، وبعض المحن والضيقات التي مر بها واستطاع تجاوزها بالصبر والقوة.[2]
صفات إبراهيم عليه السلام
ذكرت صفات عديدة لإبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم، منها:
- القوة والبصيرة: كان ذات هيئة قوية، وبصيرة نفاذة، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).
- الرشد والهداية: فقد منحه الله الهداية منذ حداثة سنه، قال -تعالى-: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)، وتمثل ذلك في رفضه لما كان يفعله قومه.
- الصديق: وصف بذلك لإقتناعه بالحق وتصديق به، حتى صار معروفًا بذلك، قال تعالى: “واذكر في الكتاب إبراهيم إنّه كان صدّيقاً نبياً.
- العلم بالدين: فهو صاحب حجج قوية للدفاع عنه، حازم في الحق، وصبور في حفظ وصايا الله.
- نقاء القلب وصفاءه وسلامته: المراد بذلك هو إزالة الآفات المرئية وغير المرئية من القلب، قال تعالى “إذ جاء ربه بقلبٍ سليم” الصافات:84.
- إكرام الضيف: تجلت تلك الصفة عندما أتت الملائكة إليه، فاكرم ضيافتهم بأن قدم لهم عجلًا سمين، قال تعالى: “هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ –إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ – فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ” الذاريات:24.
- الإنابة والحلم: كان إبراهيم عليه السلام يفوض أمره إلى الله، ويسامح غيره، فلا يتسرع إلى معاقبة الآخرين، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).
شاهد أيضًا: من هو خطيب الأنبياء ولماذا سمي بذلك؟
دعوة إبراهيم لقومه
مرت دعوة إبراهيم إلى قومه بمراحل ثلاث، وهم:
- دعوة أبيه: اتبع في دعوته لأبيه اسلوب الرفق في الحديث، والخوف من غضب الله عليه بسبب كفره، وقد ذكر في القران تفاصيل دعوته لأبيه، قال تعالى (واذكُر فِي الكِتَابِ إبرَاهِيمَ إنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِياً (41) إذ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ مَا لا يَسمَعُ ولا يُبصِرُ ولا يُغنِي عَنكَ شَيئاً (42) يَا أَبَتِ إنِّي قَد جَاءَنِي مِنَ العِلمِ مَا لَم يَأتِكَ فَاتَّبِعنِي أَهدِكَ صِرَاطاً سَوِياً (43) يَا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطَانَ إنَّ الشَّيطَانَ كَانَ لِلرَّحمَنِ عَصِياً (44)) [مريم41 / 44].
- دعوة قومه: دعا إبراهيم قومه لعبادة الله، وكانوا فريقين: فريق يعبد الأصنام، وفريق يتخذ الكواكب آلهةً لهم، وكلا الفريقين اثبت بطلان دعوتهم بالحجج والبراهين التي تثبت صحة ذلك.
- دعوة الملك: جعل دعوته في النهاية، فتلك كانت عادة الأنبياء يدعون الناس اولًا ثم بعد ذلك الملوك، وكان ذلك بعد إضرام قومه النار فيه.[3]
وفي النهاية نكون قد عرفنا من هو النبي الذي لقب بأبي الانبياء حيث يعتبر سيدنا ابراهيم هو أبو الأنبياء كما عرف أيضًا سيدنا نوح بأبو البشرية، وقد لقب كل نبي من الأنبياء بلقب معين، حيث أرسل الله سبحانه وتعالى كل نبي برسالة معينة ليبلغ بها قومه.