نوع المد في كلمة السماء حال الوصل والوقف .. وما هي انواع المد بالتفصيل
جدول المحتويات
إن الدارس لعلم التجويد يمكنه معرفة نوع المد في كلمة السماء ومقدار المد فيها مباشرةً، حيث أن المدود هو أحد فروع علم التجويد، والتجويد بشكل عام ينقسم إلى شقين، القسم الأول وهو القسم العملي التطبيقي ويقصد به؛ تلاوة القرآن الكريم تلاوة مجودة مثل ما أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأما القسم الثاني فهو يتعلق بمعرفة قواعد التجويد وأحكامه العلمية ويسمى القسم العلمي النظري.
نوع المد في كلمة السماء حال الوصل
إن حرف المد في كلمة السماء هو الألف الذي تليه همزة، وهذا المد يسمى المد المتصل، وهو مدّ واجب، وهو يأتي عندما يقع حرف المد في كلمة وخلفه مباشرة في نفس الكلمة همزة، أي يكونان متصلان وذلك سبب تسميته بالمد المتصل، فحكمه في هذه الحالة الوجوب، ولذلك أيضًا يطلق عليه المد الواجب، وتمد الألف في كلمة السماء وجوبًا بمقدار أربع إلى خمس حركات. ومن أمثلة هذا المد؛ المدّ في قولنا: “الصَائمين، يشَاء، جَاء ، السُّوءَ، خَطِيئة، سِيْئَت”، فجميع أحرف المد هنا تمدبمقدار أربع إلى خمس حركات على أنها مدّ واجب متصل. [1]
نوع المد في كلمة السماء حال الوقف
ومن الجدير بالذكر أن ما ذكرناه سابقًا فيما يخص المد في كلمة “السماء” كان يتعلق فيما لو جاءت الكلمة خلال القراءة ولم نقف عليها، أما إذا جاءت كلمة “السماء” متطرفة؛ أي وقفنا عليها، فإنها في حال الوقف سكِّن آخرها وهو حرف الهمزة، فصار لدينا سببان للمد، الأول هو المد العارض للسكون والثاني المد المتصل، وهنا نعمل بقاعدة السبب الأقوى، فيعتري كلمة السماء 3 حالات هي:[2]
- يجوز المد بمقدار 4 حركات؛ لأنه له سببان عارض ومتصل، والعدد 4 عامل مشترك بينهما.
- يجوز الوقف بمقدار 5 حركات لأنه مد واجب متصل، وذلك عملاً بقاعدة أقوى السببين لمن قراءتُه فى المتصل 5 حركات.
- يجوز الوقف بمقدار 6 حركات؛ لأنه مد عارض للسكون، عملاً بقاعدة أقوى السببين لمن كانت قراءتُه فى العارض 6 حركات.
تعريف المد والقصر
الأصل في هذا الباب ما ورد في الحديث الشريف: “سَأَلْتُ أنَسَ بنَ مَالِكٍ، عن قِرَاءَةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: كانَ يَمُدُّ مَدًّا” [3]. والمدُّ في اللغة يعني الزيادة، أما اصطلاحًا: فهو إطالة الصوت بحرف المد أو اللِّين عند وجود السبب، وضدُّه القَصْرُ، ويعني لغة: الحبس والمنع، والقصر اصطلاحًا: هو إثبات حرف المد أو اللين من غير زيادة فيه لعدم وجود السبب. [4]
وتثبت حقيقة المد في تحققه بأي مقدار وإن كان في حركتين، والقصر يحقق بعدم المد مطلقًا، إنما يصطلح في علم التجويد أن القصر هو مقدار حركتين، والمد ما زاد على ذلك. وأحرف المد ثلاثة هي؛ الألف ولا تكون إلا ساكنة، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا، والثاني هو الواو الساكنة مع ضم ما قبلها، والثالث هو الياء الساكنة مع كسر ما قبلها. [4]
انواع المد
للمد مجموعة من الأنواع وتختلف هذه الأنواع في حكمها، وفي مقدار مدها، ونلخصها فيما يأتي:[1]
المـد الطبيعي أو الأصلي
ويعرف بأنه المَدُّ الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون، ويكون مقداره :حركتان ، ويسمى طبيعياً لأن صاحب الطبيعة لا ينقصه و لا يزيد عن الحد الطبيعي. مثل: “قَال، قِيل، مُوسَى، عِيسَى”. ويعد هذا المد الأصلي، وما بقي من المدود يسموه العلماء بالمد الفرعي.
مد البــدل
ويحصل بأن تأتي الهمزة قبل حرف المد في كلمة واحدة، ومقداره : حركتان كما هو في المد الطبيعي. مثل: “ءَادم، ءَامنوا، إِيمان، أُوتُو”. ويكمن السبب في تسميته؛ أن الأصل وجود همزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة فتم ابدال الهمزة الثانية بحرف مد يتناسب مع حركة الهمزة الأولى ، مثل كلمة “أَأْمَن” أُبْدِلَت الهمزة الثانية ألفاً فصارت “ءَامَن”، ونحو ذلك.
مــد العوض
مد العوض يتعلق بتنوين الفتح عند الوقف عليه، حيث أننا نقف على تنوني الضم والكسر بالسكون. مثل: “عليمٌ :عليمْ – عليمٍ: عليمْ” أما التنوين المنصوب نقف عليه بالألف، فمد العوض؛ هو أن نعوض عن التنوين المنصوب ألفا عند الوقف، ومقداره: حركتان. ويمكن إدراجه ضمن المد الطبيعي.
المد المتصل الواجب
وهو عندما يأتي بعد حرف المد همزة في نفس الكلمة، ومقداره: (4 أو 5) حركات، وحكمه: الوجوب. ولذا سمي واجبا، وسمي متصلاً لاتصال الهمز مع حرف المد في كلمة واحده.
المد المنفصل الجائز
وهو عندما يقع حرف المد في آخر الكلمة الأولى والهمزة في أول الكلمة التي تليها، ومقداره: ( 2 – 4 – 5 )حركات، حكمهالجواز،
وسمي منفصلاً لانفصال الهمزة عن حرف المد، كما سمي جائزا لجواز قصره وتوسطه ومده .
مد الصلة
هو صلة هاء الضمير الغائب بواو إذا جاءت مضمومة أو بياء إذا جاءت مكسورة،إن وقعت بين متحركين، ويتم بإشباع ضمة الهاء ليتولد عنها واواً مدية أو إشباع كسرة الهاء ليتولد عنها ياء مديه، ولا تكون إلا في حالة الوصل، و ينقسم مد الصلة إلى:
- مد الصلة الصغرى: وهو أن لا يأتي بعد هاء الضمير همزة، وحكمها مثل المد الطبيعي، وتمد حركتين.
- مد الصلة الكبرى: هو أن يأتي بعد هاء الضمير همزة، وحكمها مثل حكم المد المنفصل، وتمد ( 2- 4 -5 ) .
المد العارض للسـكون
وهو أن يأتي بعد حرف المد سكون عارض بسبب الوقف على الكلمة، وحكمه الجواز، ومقدارالمد فيه (2 – 4- 6 ) حركات .
مـد اللـين
وهو مد الواو أو الياء الساكنتين المفتوح ما قبلها، إن جاء بعدها سكون عارض بسبب الوقف، وحكمه مثل حكم المد العارض للسكون، فيمد ( 2-4-6) حركات. ومن أمثلته: “شَيْء، خَوْف، بَيْت، عَلَيْه، قرَيْش، صَيْف، الغَيْب”.
المـد اللازم
وهو أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي في نفس الكلمة، وحكمه الوجوب، ويمد بمقدار ست حركات وجوبًا في كل أقسـامه الآتية:
- المد اللازم الكلمي: وينقسم إلى قسمين؛ الأول هو المد اللازم الكلمي المثقل، وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف مشدد في نفس الكلمة، مثل: “الضالّين – الصآخّة”. والثاني هو المد اللازم الكلمي المخفف، ويعني أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن غير مشدد في نفس كلمة، مثل: “ءآلْان” وقد وردت في موضعين فقط من سورة يونس.
- المد اللازم الحرفي: وهو يتعلق بحروف الهجاء التي تأتي في أوائل بعض السور، وهذه الحروف مجموعة في “نص حكيم قطعا له سر”، وبعض هذه الحروف لا يمد مطلقًا لعدم وجود حرف المد عند النطق بها، وبعضها تمد مدًّا طبيعيًا، وما بقي يمدّ مدًّا لازمًا حرفيًّا إما مخففا أو مثقلًا.
ذكرنا فيما سبق نوع المد في كلمة السماء، ويبناه في حال الوقف على الكلمة أو وصلها، كما بينّا معنى المد وأنواعه وحكم كل واحد منها بالإضافة إلى مقدار المد فيه، ودعمنا ذلك بأمثلة.