هل جميع الانبياء دعوتهم واحده وشرائعهم مختلفه

هل جميع الانبياء دعوتهم واحده وشرائعهم مختلفه

هل جميع الانبياء دعوتهم واحده وشرائعهم مختلفه ، سؤال لا بدّ من الإجابة عنه، فالنبي هو الإنسان الذي يصطفيه الله تعالى ليوحى إليه بشريعة أو دين، سواء كان عليه تبليغها أو لم يكن، فالرسول يصطفيه الله تعالى برسالة عليه تبليغها لقوم لا يعلمون عنها شيئًا، أمّا النبي فيصطفيه الله تعالى ليجدد للناس إيمانهم بشرع موجود، وفي هذا المقال سنعرف ما إذا كانت شرائع الأنبياء مختلفة ودعوتهم واحدة.

عدد الأنبياء والرسل والفرق بينهم

قبل أن نعرف الإجابة عن السؤال: هل جميع الانبياء دعوتهم واحده وشرائعهم مختلفه ؟ سنتحدّث عن عدد الأنبياء والرسل، ولم يُرف لعم عدد صحيح، ولم يثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حديث صحيح عن ذلك، ولكنّ الثابت أن عدد الأنبياء كثير أمّا الرسل فهم أقلّ عددًا، وجاء في تعريف كلّ من الرسول والنبي أكثر من تعريف، والأول أنّ الرسول هو إنسان يوحى إليه من الله تعالى وقد أومر بتبليغ هذا الوحي للناس، أمّا النبيّ فهو أيضًا إنسان يوحى إليه ولكنّه ليس مأمورًا بتبليغ الوحي للناس، والثاني أنّ الرسول هو يبعث برسالة إلى أمّة مستقلًا بذاته، أمّا النبي فيبعث تابعًا لغيره، كأنبياء بني إسرائيل بعد موسى -عليه السلام- هم تابعين له، والصحيح أنّ في هذا الأمر سعة فالرسول يُسمى نبيًا والنبي يُسمّى رسولًا، وذلك لما جاء في قوله تعالى: ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى[1]، والله تعالى أعلم.[2]

اقرأ أيضاً: حرف ومهن الأنبياء

هل جميع الانبياء دعوتهم واحده وشرائعهم مختلفه

في الإجابة عن السؤال: هل جميع الانبياء دعوتهم واحده وشرائعهم مختلفه؟ فالإجابة هي نعم، فإنّ الأنبياء جميعهم جاؤوا بدين واحد ويحاسبون جميعهم على دين واحد دعوا إليه جميعًا، من آدم -عليه السلام- وحتّى محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وهو دين الاستسلام والتوحيد والانقياد لأوامر الله تعالى وحده لا شريك له، واجتناب ما نهى عنه سبحانه، ولو كان هناك اختلاف بسيط في شرائعهم سواء كان اختلاف فرعيات أو جزئيات، وقد جاء في قوله تعالى في سورة الأنبياء: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ” [3]، ومن الأدلة على أنّ الانبياء دعوا إلى دين واحد قوله تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ[4]، والله تعالى هو العدل لمن يحاسب عباده إلّا على دين واحد والذي يقول أن من يعصي الله سوف يعاقب ومن ينفذ أوامره سينجو، والله تعالى أعلم.[5]

منهج الأنبياء عليهم السلام

في الحديث عن منهج الأنبياء سنؤكد على أمور يعرفها الكثيرون عن الأنبياء، وهي ثوابت اتفق عليه الأنبياء جميعهم، ويتم الحديث عن منهجهم لأنّهم معصومون عن الخطأ وقد أمر الله تعالى نبينا محمد -صلّى الله عليه وسلم- أن يتّبع منهجهم، كما أنّ الأنبياء هم قمة النجاح البشري، وتلك العوامل هي وغيرها يدعونا لدراسة منهج الأنبياء، والذي يمكن تلخيصه فيما يأتي:[6]

  • قضية التوحيد: وهي القضية الرئيسة في دعوة الأنبياء جميعهم، والذين سعوا إليها، فدعوا لعبادة الله والكفر بالطاغوت.
  • تعبيد الناس لله وحده: وهي أيضًا تأتي تحت معنى التوحيد، والقصد من دعوة الأنبياء جميعهم هو تعبيد الناس لله جلّ وعلا.
  • لا يسألون الناس أجرًا على دعوتهم: أيّ أنّ الأنبياء جميعًا يدعون إلى الله تعالى دون أن يطلبوا أجر ذلك، فهم لا يتجّرون بالكلمة، فهم لا يردون بذلك عرض الدنيا، بل يدعون لدين الحق من أجل الآخرة.
  • الأنبياء جميعهم من أمّة واحد: وهذا ما يجعل المسلمين ييتخطوّن حاجز الزمن ليتشعروا انتمائهم لأمّة ضاربة في عمق التاريخ.

وهكذا نكون قد أجبنا عن السؤال: هل جميع الانبياء دعوتهم واحده وشرائعهم مختلفه ، كم عرفنا الفرق بين الأنبياء والرسل، وعرفنا كذلك ما هو منهج الانبياء في دعوتهم، ولماذا يجب دراسة هذا المنهج.

المراجع

  1. ^ سورة الحج , الآية 52
  2. ^ binbaz.org.sa , عدد الأنبياء والرسل والفرق بينهم , 23-12-2020
  3. ^ سورة الأنبياء , الآية 25
  4. ^ سورة الشورى , الآية 13
  5. ^ islamweb.net , الأنبياء دينهم واحد وشرائعهم مختلفة , 23-12-2020
  6. ^ islamway.net , منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله , 23-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *