هل دراسة الطب صعبة

هل دراسة الطب صعبة

هل دراسة الطب صعبة؟ لعله أحد أهم التساؤلات التي تتراود لدى الكثيرون ممن يوّدون الالتحاق بدراسة الطب، فكثير منّا كان يطمح منذ الصغر بأنّ يُصبح طبيبًا بارعًا ذو مكانة مميزة في المجتمع، ولكن ما أنْ يلتحق الطالب بكلية الطب تبدأ مشاعر الخوف والرهبة تُسيطر عليه نظرًا لمقرراته الكثيرة، والكم الهائل من الكتب الدراسيّة، ومهما يكن الأمر فقد شاء الله تبارك وتعالى أن يجعل لكل فنٍّ أهله، ولكلّ علم طُلابه، ولكل صانعٍ صنعته، فهل دراسة الطب أمر صعب أم أنَّها مجرد أقاويل ومعتقدات خاطئة؟ لتعرفوا صحة هذا استمروا في قراءة المقال الذي سيتناول الإجابة عن هذا الاستفسار.

هل دراسة الطب صعبة

تُحيط دراسة الطب العديد من المفاهيم غير الصحيحة والمغلوطة عن صعوبة موادّه، ومن هنا ازدادت التساؤلات المتمحوّرة حول الصعوبات التي يواجهها الطالب في دراسة الطب، ولكن الحقيقة تقول إنَّ دراسة الطب ليست بالأمر الصعب كما يتوقع الكثيرون، ولكنَّها مزيج من الصعوبة والسهولة، ويعتمد ذلك على الطالب ذاته؛ فالطموح والتفاؤل على الدوام، وتحمل الضغوطات الدراسيّة هي من أهم الأمور التي تُساعد على تسهيل دراسّة الطب، بينما يقود الخوف والرهبة من دراسة الطب إلى إخفاق الطالب في دراسته وتراجع تحصيله العلميّ، وهذا ما تُثبت صحته العديد من الأبحاث والتجارب؛ إذ أظهرت الدراسات أنَّ الطالب المتفوّق الذي يدرس بطموحٍ وتركيزٍ عاليين دون أن يؤثر الخوف على عقله بتاتًا هو من ينجح في دراسته أيًا كان نوعها، أمّا الطالب الذي يُسيطر الخوف عليه فإنَّه ينعكس على نتائجه وتحصيله العلميّ، ومن هنا يجب أنْ يُقرر الطالب ما يُريد، وأنْ يبتعد عن الأشخاص الذين يقللون من عزيمته، فالطالب بإرادته وطموحه يصنع المستحيل.[1]

حقائق حول دراسة الطب

في ظل انتشار العديد من المعتقدات التي لا صحة من أمرها حول دراسة الطب؛ فإننا سنُقدّم لكم بعضًا من الحقائق العلمية الخاصة بدراسة الطب، وهي كالآتي:

  • فترة الدراسة: يمتاز الطب عن غيره من التخصصات بطول الفترة التي يقضيها الطالب لإنهاء مرحلة البكالوريوس، حيث تنقسم مراحل الدّراسة إلى العديد من المراحل التي تمنح الطالب نوعًا من التغيير الإيجابي، وهي:
  • المرحلة التحضيرية في السنة الأولى.
  • مرحلة التأسيس الأكاديمي في السنوات الثانية والثالثة والرابعة.
  • مرحلة العلوم السريرية في السنتين الخامسة والسادسة.
  • طبيعة العمل: تُثير طبيعة العمل القريبة من ممارسة التشريح والدم والعمليات الجراحية مخاوف الكثير من الطلاب، ولكن الأمر يحتاج إلى المداومة وعندما يعتاد الطالب على دخول غرفة التشريح عدّة مرات متتالية ستزول هذه المخاوف.
  • طبيعة المواد الدراسية: يُشاع العديد من الأقاويل التي تؤكد صعوبة مواد الطب، ولكن يُجمع العديد من الطلاب الذين اجتازوا هذه المواد بتفوق بأن التشاؤم والخوف هو ما يزيد من صعوبة المادة رغم سهولتها.
  • الطب مزيج من الحفظ والفهم: تمتاز كلّ التخصصات العلمية والأدبية على قوانين يجب حفظها ومبادئ يجب فهمها، وهذا ما يفنّد المعلومات المغلوطة بأنَّ الطب حفظ وليس فهمًا.

نصائح عامة لطلبة الطب

هنالك العديد من النصائح التي يُمكن تقديمها لطلبة كليات الطب، والتي تُساعد الطالب على النجاح والتفوق، ونذكر لكم منها ما يلي:

  • الحرص على حضور المحاضرات وتسجيل الملاحظات المهمة مع أساتذة المادة، والدراسة أولًا بأول، والسؤال عن المواضيع والنقاط التي لم يتم فهمها.
  • المشاركة في المجموعات الدراسية.
  • التفاؤل دومًا ووضع الأهداف مهما كانت صغيرة أم كبيرة.
  • النوم المنتظم وروتين الحياة المنظم، وتناول الغذاء الصحي، واختيار الصحبة الطيبة.
  • الترويح عن النفس والابتعاد عن ضغوطات الدراسة والاختبارات بين كل فترة وفترة حتى لا يشعر بالملل وبالتالي انخفاض نسبة الحماس والإنجاز.
  • استغلال الإجازات في المشاركة في المشاريع التطوعية، مثل مشروع التطوع الإسعافي لزيادة الخبرة وتطبيق ما تمَّ دراسته.
  • حضور الدورات التي تتيح الفرصة لتكوين فكرة عن المهارات السريرية الأساسية في أخذ التاريخ المريض و عمل الفحص الاكلينيكي التي تطبق في المستشفيات من قبل الأندية الطبية الداعمة و المنظمة.
  • العمل على تطوير المهارات و المعلومات.

تجربة الاطباء في دراسة الطب

يرى معظم الأطباء الذين أنهوا مرحلة البكالوريوس بجميع موادها الدراسية الصعبة بتفوق، أنَّ دراسة الطب ومواده ليست أمرًا صعبًا، فالطموح والتفاؤل والقدرة على تحمل الضغط الدراسي تعزز من النجاح بالطب بكلّ سهولة، والتخرج بتفوّق أكاديمي في الوقت المناسب دون أيّ تأخير على المواد الدراسيّة، وفي هذا الشأن نُقدم لكم تجربة إحدى طالبات الطب في سنواتها الدراسيّة الأولى التي اجتازتها بتفوّق نتيجة طموحها وتغلبها على الخوف والقلق، وهي كالآتي:[2]

  • السنة التحضيرية هي مرحلة انتقالية في النظام التعليمي ابتداءً من نظام الحصص والدروس إلى طريقة تلقي المعلومة والبحث عن مصادرها والاختبارات، ويُمكن اجتيازها من خلال مراعاة ما يلي:
  • الاستعانة بالله والتوكل عليه وتسليم الأمور كلها لله.
  • حضور الدورات الموضحة لطبيعة كل تخصص طبي من حيث طبيعة الدراسة وسنوات الدراسة والمواد.
  • الحرص على حسن اختيار الصحبة.
  • التجهيز السابق للغة الإنجليزية و ذلك بتطويرها خلال المرحلة الثانوية، فهي لغة مهمة وأساسيّة لدراسة الطب.
  • التخصيص في المسارات الصحية.
  • السنوات الأساسية في دراسة الطب: هي سنتان يختلف النظام الدراسي فيها من جامعة إلى أخرى، ولكن بشكل عام يتم خلال هذه السنوات تكثيف وتأسيس طلاب الطب في المواد الأساسية للطب، والتي تعد لبنة البناء الأولي لطبيب المستقبل، وإليكم نصائح اجتياز هذه المرحلة:
  • الحرص على حضور المحاضرات وتسجيل الملاحظات المهمة مع أساتذة المادة.
  • الدراسة أولًا بأول، والسؤال عن المواضيع والنقاط التي لم يتم فهمها.
  • المشاركة في المجموعات الدراسية.
  • الترويح عن النفس والابتعاد عن ضغوطات الدراسة والاختبارات بين الفينة والأخرى.
  • التفاؤل على الدوام ووضع أهداف صغيرة وأخرى كبيرة يتم تحقيقيها خلال العام الدراسيّ.
  • تخصيص وقت من الإجازة الصيفية في تطوير مهارات ومعلومات طبية معينة خاصة في المجال الذي يحتاج إليه الفرد وتحسين وتطوير نقاط الضعف
  • حضور الدورات التي تتيح الفرصة لتكوين فكرة عن المهارات السريرية الأساسية في أخذ التاريخ المريض و عمل الفحصوصات اللازمة.
  • سنوات الطب السريرية: وهي ثلاث سنوات تختلف من جامعة إلى أخرى، يتم فيها التطرق إلى المواد السريرية الأساسية التي تعتبر حجر الأساس للكثير من التخصصات الطبية مستقبل، ومن نصائح التفوق في هذه المرحلة ما يلي:
  • العمل على تطوير المهارات و المعلومات ، و أخذ التدريب الصيفي في تخصصات مجال الاهتمام.
  • استغلال الإجازة الصيفية في تطوير المهارات البحثية وحضور المؤتمرات وتطوير السيرة الذاتية.
  • سنة الامتياز: هي سنة تدريب اجباري بعد الإنتهاء من سنوات الدراسة في كلية الطب، وتعطي هذه السنة الفرصة للطبيب في تجربة التخصصات الطبية المختلفة، وبالتالي منحه فرصة الاختيار للتخصصات المناسبة كمهنة للمستقبل من خلال التجربة ومعايشتها كواقع.

وإلى هنا نكون وصلنا لنهاية مقالنا الذي ناقشنا من خلاله الاستفسار المتعلق بهل دراسة الطب صعبة، وتبين لنا أنَّ الأمر ليس صعب على الإطلاف؛ بل العزيمة والطموح تساعد على تخطي الصعوبات، بينما يؤدي الخوف والقلق إلى السيطرة على الطالب وإخفاقه بدراسته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *