هل يجوز الصيام قضاء يوم الجمعة

هل يجوز الصيام قضاء يوم الجمعة من الأحكام الشرعيّة التي يرغب المُسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في معرفتها، فيوم الجُمعة يوم عظيمٌ فضّله الله على غيره من الأيام، وفيه يعتري المُسلم بعض الأحكام التي يُريد أن يعرف حُرمتها من حلّها؛ حتّى يكون على بيّنةٍ واضحةٍ من أُمُور دينه، وفيما يلي سنتعرّف على حكم صيام القضاء يوم الجمعة.

حكم صوم يوم الجمعة مُنفردًا

ينهى عن الصوم يوم الجمعة بشكل مُنفرد نهي تنزيه، مما يعني أن صوم يوم الجمعة ليس من الحرام وليس من المنهي عن كراهية التحريم، ولكن من الأولى والأصح ألا نُخصص يوم الجمعة بمفرده من أجل الصيام، وينهى عن الصوم بيوم الجمعة بمفرده نهي تنزيه عن التنفُّل المُطلق بالصوم فيه، أي إذا كان الصوم بـيوم الجمعة من أجل قضاء لـصوم واجب مثل صوم رمضان؛ فـيجوز شرعًا الصوم فيه وليس هناك أي حرج أو كراهية؛ وبـذلك من الصحيح قضاء الأيام التي أفطرتها في رمضان بيوم الجمعة دون حرج.

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام القضاء قبل رمضان بيوم أو يومين

هل يجوز الصيام قضاء يوم الجمعة

إذا كان الصوم واجب، إذًا فـيصح صوم يوم الجمعة من أجل قضاء صوم الواجب وذلك يجوز شرعًا دون حرج أو كراهة بذلك؛ وبالتالي يكون صيامك بشكله الصحيح إذا قضيت ما عليك من أيام أفطرتها برمضان في يوم الجمعة، ومن أجل ذلك نستشهد بما ورد بـسُنة رسولنا الكريم من أحاديث تعرِب عن كراهة الصيام يوم الجمعة بمفرده “دون صيام الخميس قبله أو السبت بعده”، وذلك وضَّح رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أن الكراهة تقع بحالة الصوم عن عمد يوم الجمعة خصيصًا أي اختص الصائم هذا اليوم للصيام طوال الوقت، رغم كونه مثل يوم عيد لدى كل مُسلم، وأيضًا روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام؛ إلاّ أن يكون في صوم يصومه أحدكم”، ومما يدل عليه هذا الحديث هو كراهة صوم يوم الجمعة بشكل منفرد، حيث استثناه رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- من ذلك إلا إذا كان صومه موافقًا لقضاء.[1]

شاهد ايضًا: فضل صيام الخميس وما هو فضل صوم التطوع وفوائده

حكم صوم المرأة يوم الجمعة

ليس هناك أي مانع لدى المرأة من أجل قضاء ما عليها من أيام أفطرتها برمضان في يوم الجمعة، وإجابةً على سؤال هل يجوز صيام القضاء يوم الجمعة؟ فـيجب أن نعلم أن هناك كراهة بصيام يوم الجمعة إذا كان مُنفردًا بينما لمَن يصوم هذا اليوم متطوعًا أو كـ نافلة مُطلقة ولا تمت إلى قضاء ما عليه أو إذا كانت لا ترتبط بعادة في صيام النوافل، ونقول أن صيام يوم الجمعة بشكل منفرد صحيح ولكنه مكروه، لذا إذا استطاعت المرأة أن تصوم قبل ذلك اليوم أو بعده فهو الأفضل لها؛ لـتزول الكراهة، وإذا لم تستطع فصيام يوم الجمعة من أجل قضاء ما عليها لا حرج به بـإذن الله.

اقرأ أيضًا: حكم صيام القضاء بعد رمضان الثاني

حكم قضاء ما عليك من رمضان يوم الجمعة

ليس من اللازم التتابع في قضاء رمضان، بل من الجائز تفريقه، وقضاء الأيام الذي أفطر بها مثل المُسافر في رمضان، أو المريض، وكل مَن أفطر بأيام مشابهة فيستطيع صيامها مُفرقة، ولكن إذا جعل قضاءه بيوم جمعة هذا محل نظر؛ لأن رسول الله -صل الله عليه وسلم- نهانا عن صوم يوم الجمعة كما ذكرنا مُسبقًا: “لا تخصوا يوم الجمعة إلا بصوم يوم قبله ويوم بعده هذا التطوع، إذا تطوعنا.”، ولكن إذا كان الصوم من أجل قضاء واجب عن فريضة لم يستطع صيامها في الستة أيام الأخرى مثل رمضان، هنا محل نظر، حيث إذا صام بذلك اليوم فـ إن شاء الله يُجزئ كونه ليس مُتعمدًا صيام هذا اليوم لما يُذكر في فضله، بينما مقصده هو قضاء ما عليه؛ لذا من الاظهر أنه صحيح.

شاهد أيضًا: هل يجوز قطع صيام القضاء

الحكمة في كراهة إفراد يوم الجمعة بالصوم

تُعد الحكمة من الكراهة في إفراد يوم الجمعة بالصوم، كونه يوم عيد لدى كل مُسلم، فـهو موسم من أجل الذكر والعبادة والدعاء فيه مُسحب حيث يُعد من أرجى الأوقات المُستحب بها الدعاء وإجابته؛ فـهو يوم العبادة والذكر ومن المُستحب به الغُسل والسعي للإلحاق بـتكبيرة الإحرام وانتظار الصلوات والانتصات إلى الخطبة والإكثار من الذكر بعدها، حيث قال تعالى: ﴿فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون﴾، تُعد الكراهة بحالة تعمُّد الصائم عند صومه الاعتراض على الاحتفال الذي شرَّعه الله في يوم الجمعة لـكونه بـمقام العيد لدى المسلمين، مع التأكيد أن في حالة ما كانت نية الصائم تخلو من هذا المقصد، فلا توجد أي كراهة بـفعله وخاصةً إذا كان صيامه من أجل قضاء ما عليه.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على هل يجوز الصيام قضاء يوم الجمعة ، وما الحكم إذا صام المُسلم يوم الجمعة ولم يصُم يومًا قبله ولا يومًا بعده، ولم كُره ذلك، وما الحكمة في ذلك، وما حكم قضاء ما عليك في شهر رمضان يوم الجمعة، وما هي الأدلة والبراهين التي كُره من خلالها أن يصوم المرء يوم الجمعة منفردًا.