هل يقع الطلاق وقت الغضب

هل يقع الطلاق وقت الغضب

هل يقع الطلاق وقت الغضب هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية المُهمة في الشريعة الإسلامية، فقد بيَّن الدين الإسلامي كل التفاصيل المُتعلقة بأحكام الزواج، ووضَّع بعض الحدود التي لا يجوز على المُسلمين تجاوزها ولا تجاهلها، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على حكم الطلاق وقت الغضب، وحكم الطلاق ثلاثًا وقت الغضب، وحكم الطلاق وقت الحيض أيضًا، كما سنقوم بالتعريف بالطلاق، وذكر كفارة الطلاق وقت الغضب.

الطلاق

الطلاق في اللغة هو الإطلاق وحل وثاق شيء ما، أمَّا الطلاق في الشريعة فهو إلغاء عقد الزواج وإبطاله، وإنهاء العلاقة الزوجية بين شخصين، وإنَّ الطلاق هو أمرٌ مشروع في الدين الإسلامي، ولا حرج فيه في حال وصول العلاقة بين الزوجين إلى طريق مسدود لا أمل فيه من نجاح العلاقة بينهما، أمَّا في حال عدم وجود أي سبب شرعي أو منطقي للطلاق، فإنَّ الطلاق في مثل هذه الحالة هو أمر مكروه، كما ذهب بعض أهل العلم إلى تحريمه.[1]

هل يقع الطلاق وقت الغضب

لا يقع الطلاق وقت الغضب في حال انعدم شعور الإنسان، وعُميت بصيرته وانغلق على قلبه وعقله وفكره بسبب الغضب، كما إنَّه في بعض حالات الغضب البسيطة والتي لا تُؤدي إلى غياب الشعور والعقل فإنَّ الطلاق يقع، وفيما يلي نُبيِّن كل من الحالتين:[2]

  • الحالة الأولى: هي شدَّة الغضب التي تُؤدي إلى تغيّير الشعور، ووصول الشخص إلى حالة تُشبه المجنون أو السكران، وهي حالة لا توقع الطلاق عند جمهور أهل العلم، وكذلك في حال كان الشخص شديد الغضب لكنَّ ذلك لم يُؤثر على تغيير المشاعر والعقل والفكر، لكنَّ الغضب الشديد هو الذي أدّى به إلى الطلاق فإنَّ الطلاق لا يقع أيضًا في هذه الحالة.
  • الحالة الثانية: وهي حالة الغضب غير الشديد والمعتدل، والذي يستطيع فيه الشخص السيطرة على أفكاره ومشاعره، فإنَّ الطلاق يقع في مثل هذه الحالة.

كفارة الطلاق عند الغضب

إنَّ الأساس الذي تقوم عليه العلاقة الزوجية هو التفاهم بين الزوجين وغض النظر عن الأخطاء التي تصدر من الآخر، وإنَّ الطلاق بسبب الغضب هو طلاق ناجم عن تراكم المشاكل وعدم التفاهم بين الزوجين، وعمومًا فإنَّ كفارة الطلاق في حال الطلاق يرجع إلى الحالة الذي كان فيها الشخص، فإذا كان غضبه شديدًا مُغيبًا للعقل والفكر فإنَّ الطلاق لا يقع في هذه الحالة وليس له أي كفارة، أمَّا إذا كان الطلاق في حالة الغضب المتوسط أو العادي فإنّ الطلاق يقع في هذه الحالة وليس لذلك كفارة، والله أعلم.[3]

ما حكم الطلاق ثلاث مرات في حالة الغضب

إذا طلَّق الرجل زوجته في حال الغضب الشديد الذي أدّى به إلى الانغلاق وذهاب التفكير والمنطق فإنَّ طلاقه لا يفع ساء في حال لفظه لكلمة الطلاق مرَّة واحدة أو مرتان أو ثلاث مرات، أمَّا في حال طلَّق الرجل زوجته في حال الغضب المتوسط أو الخفيف بلفظ الطلاق ثلاث مرات بأن يقول: “أنت طالق ثم طالق ثم طالق” أي أن يقوم بلفظه ثلاث مرات منفردة فإنَّ الطلاق في هذه الحالة يقع، ولا تحل له زوجته أبدًا بعد ذلك إلَّا في حال تزوجت زوجًا غيره ثم تطلَّقت منه، وذلك لقوله تعالى في كتابه الكريم: “فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ[4]، والله أعلم.[5]

هل يقع الطلاق وقت الحيض

إنَّ حكم الطلاق في فترة الحيض هو أحد الأحكام التي اختلف فيها أهل العلم، فمنهم من قال أنَّ الطلاق في الحيض واقع ومنهم من ذهب إلى أنَّه لا يصح ولا يقع، فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن الطلاق في حال الحيض أو النفاس واقع على المرأة، كما ذهب الشيخ ابن باز لعدم وقوعه من خلال فتواه التي تقول: “طلاق الحائض لا يقع في أصح قولي العلماء، خلافاً لقول الجمهور، فجمهور العلماء يرون أنه يقع”، كما أشار ابن عثيمين إلى أنه إذا طلق الرجل زوجته في الحيض فإنَّ ذلك يُعدُّ لها طلقة، لكنه يُؤمر بأن يُرجعها فإذا طهُرت إذا شاء طلقها وإذا شاء أمسكها، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما هو حكم الحلف بالطلاق بالتفصيل

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن هل يقع الطلاق وقت الغضب، كما عرَّف بالطلاق، وكفارة الطلاق عند الغضب، وحكم الطلاق ثلاثًا في الغضب، بالإضافة للتعريف بحكم الطلاق في فترة الحيض.

المراجع

  1. ^ alukah.net , الطلاق وأحكامه في الإسلام , 09/10/2021
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم الطلاق حال الغضب , 09/10/2021
  3. ^ islamweb.net , هل ترجع الزوجة إذا طُلقت في حالة غضب , 09/10/2021
  4. ^ سورة البقرة , الآية 230.
  5. ^ binbaz.org.sa , حكم المراجعة بعد الطلاق ثلاثاً حال الغضب , 09/10/2021
  6. ^ islamqa.info , الطلاق في الحيض , 09/10/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *