آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن

آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن

آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن موضوع مهم ينبغي على جميع المسلمين الإلمام به ومعرفته، فاتباع أوامر خير خلق الله كلهم واتخاذه قدوة للنفس من أعظم الأشياء التي يجب أن يقوم بها المسلم في حياته، فرسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- هو المعلم الأول وهو القدوة الحسنة لجميع المسلمين والناس أجمعين، وفي هذا المقال سوف نتحدَّث عن الوصية الأخيرة لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وسنتحدَّث عن وصايا الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- التي أوصى بها قبل وفاته.

آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن

إنَّ آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن الصلاة، حيث أوصى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- المسلمين والناس أجمعين بالصلاة، وقد وردت هذه الوصية في صحيح السنة النبوية الشريفة، فعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “كان آخر ُكلامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الصلاةَ الصلاةَ، اتقوا اللهَ فيما ملكت أيمانُكم”[1] وإنَّما هذه الوصية الأخيرة دليل على أهمية الصلاة في الإسلام، وأهمية الالتزام بها وعدم التهاون في أدائها، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: كم رمضان صام النبي صلى الله عليه وسلم

وصايا النبي قبل وفاته

لقد أوصى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- قبل بوفاته بمجموعة من الوصايا، وهي وصيته بالأنصار وإحسان الظن بالله تعالى وإخراج المشركين من جزيرة العرب والتحذير من بناء المساجد على القبور الصلاة التي تُعدُّ آخر وصية نطق بها النبي -عليه السَّلام- قبل وفاته، وفيما يأتي تفصيل بهذه الوصايا كاملة:[2]

وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالأنصار

لقد أوصى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الصحابة الكرام بالأنصار قبل وفاته بأيام قليلة، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “مَرَّ أبو بَكْرٍ، والعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، بمَجْلِسٍ مِن مَجَالِسِ الأنْصَارِ وهُمْ يَبْكُونَ، فَقالَ: ما يُبْكِيكُمْ؟ قالوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَّا، فَدَخَلَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرَهُ بذلكَ، قالَ: فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقدْ عَصَبَ علَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ، قالَ: فَصَعِدَ المِنْبَرَ، ولَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذلكَ اليَومِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أُوصِيكُمْ بالأنْصَارِ، فإنَّهُمْ كَرِشِي وعَيْبَتِي، وقدْ قَضَوُا الذي عليهم، وبَقِيَ الذي لهمْ، فَاقْبَلُوا مِن مُحْسِنِهِمْ، وتَجَاوَزُوا عن مُسِيئِهِمْ”[3] والله أعلم.

شاهد أيضًا: وصايا الرسول في شهر رمضان

إحسان الظن بالله

من الوصايا التي الأخيرة التي أوصى بها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أصحابه هي إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قَبْلَ مَوْتِهِ بثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يقولُ: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ”[4] والله أعلم.

التحذير من بناء المساجد على القبور

لقد أوصى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بألَّا تُبنى المساجد على القبور، وقد ذكر هذا الفعل عند اليهود والنصارى، وهذا ما صح من حديث عبد الله بن عباس وعائشة أم المؤمنين -رضي الله عنهم أجمعين- الذي ورد فيه: “لَمَّا نَزَلَ برَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً علَى وجْهِهِ، فإذا اغْتَمَّ كَشَفَها عن وجْهِهِ، فقالَ وهو كَذلكَ: لَعْنَةُ اللَّهِ علَى اليَهُودِ والنَّصارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيائِهِمْ مَساجِدَ. يُحَذِّرُ ما صَنَعُوا”[5] والله أعلم.

وصايا النبي في حجة الوداع

بعد ما ورد من آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن، لقد أوصى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حجة الوداع بمجموعة من الوصايا، نذكر من هذه الوصايا ما سيأتي:

التمسك بكتاب الله وسنة رسوله

أوصى النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- الناس من بعده أن يستمسكوا بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال في حجة الوداع: “فإنَّما أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُما كِتَابُ اللهِ فيه الهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا به فَحَثَّ علَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ”[6]

حرمة الدماء والأموال والأعراض

أوصى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حجة الوداع بحرمة الدماء والأموال والأعراض، قال في خطبة الوداع في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، فأعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقالَ: اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ…”[7]

العدل

كان العدل بين الناس من أعظم الوصايا التي أوصى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بها الناس يوم حجة الوداع، قال في تلك الخطبة العظيمة: “أَلَا إنَّ المسلمَ أَخُو المسلمِ، فليس يَحِلُّ لمسلمٍ من أَخِيهِ شيءٌ إلا ما أَحَلَّ من نفسِه، أَلَا وإنَّ كلَّ رِبًا في الجاهليةِ موضوعٌ، لكم رؤوسُ أموالِكم لا تَظْلِمونَ ولا تُظْلَمُونَ، غيرَ رِبَا العباسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ؛ فإنه موضوعٌ كُلُّه، وإنَّ كلَّ دمٍ كان في الجاهليةِ موضوعٌ، وأولُ دَمٍ أَضَعُ من دمِ الجاهليةِ دمُ الحارثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ”[8]

المساواة بين البشر

ظهرت وصية رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حجة الوداع يوم خطبة الوداع بالمساواة بين البشر في قوله: “يا أيُّها النَّاسُ ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإنَّ أباكم واحدٌ، ألا لا فضلَ لِعَربيٍّ على أعجميٍّ، ولا لعَجميٍّ على عربِيٍّ، ولا لِأحمرَ على أسودَ، ولا لِأسودَ على أحمرَ، إلاَّ بالتَّقوى..”[9] والله تعالى أعلم.

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن وتحدَّثنا فيه عن وصايا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قبل وفاته وعن وصاياه في يوم حجة الوداع أيضًا.

المراجع

  1. ^ صحيح أبي داود , الألباني، علي بن أبي طالب، 5156، صحيح.
  2. ^ islamweb.net , من وصايا النبي قبل موته , 15-04-2021
  3. ^ صحيح البخاري , البخاري، أنس بن مالك، 3799، صحيح.
  4. ^ صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، 2877، صحيح.
  5. ^ صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس وعائشة، 3453، صحيح.
  6. ^ صحيح مسلم , مسلم،يزيد بن حيان، 2408، صحيح.
  7. ^ صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 1739، صحيح.
  8. ^ صحيح الجامع , الألباني، عمرو بن الأحوص، 7880، صحيح.
  9. ^ الصحيح المسند , الوادعي، سمع عن النبي صلى الله عليه وسلم، 1536، صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *