أعظم أمانة أداها النبي صلى الله عليه وسلم هي

أعظم أمانة أداها النبي صلى الله عليه وسلم هي ؟ سؤال من الاسئلة التي تتردد على أذهان المسلمين، فقد اشتهر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بصدقه وعظمة أمانته قبل نزول الوحي عليه، كما لقّبته قريش بالصادق الأمين، فكان حًسن الخُلق والفعل قبل بدء الدعوة الإسلامية وبعدها، وكان خير مثال وقدوة للبشرية جمعاء، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أحد أعظم الأمانات التي أداها النبي صلّى الله عليه وسلّم.

أعظم أمانة أداها النبي صلى الله عليه وسلم هي

إنَّ أعظم أمانة أداها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هي تبليغ الدعوة الإسلامية ونشر الدين الإسلامي، فقد اشتهر النبي-صلّى الله عليه وسلّم- بشدّة أمانته واحترامه لحقوق الناس وعدم الغدر بهم حتى أنّ أمانته تجلّت في أصعب الأوقات وأكثرها شدّة ويتمثل ذلك عند هجرة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة حيث أمر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن ينام مكانه ويؤدي الأمانات لأصحابها، فلم تمنعه الظروف الصعبة التي جاءت في وقت الهجرة من تأدية حقوق الناس وأماناتهم، وقد شهد له العدو قبل الصديق بشدّة أمانته، أمّ عن أعظم الأمانات التي أداها -صلّى الله عليه وسلّم- فقد كانت تبليغه للدعوة الإسلامية ونشره للرسالة التي نزلت عليه عبر جبريل عليه السلام، فكانت تأديته لأمانة تبليغ الدين الإسلامي في ظروف مليئة بالمتاعب وكلّ أنواع المشقّة والتعب، فكانت حياته بعد نزول الوحي عليه نذرًا لتأدية أمانة الدين ونشرها بين الناس، حتى آخر لحظة من حياته صلّى الله عليه وسلّم، فأدّى أمانته على أكمل وجه وبلّغ بالدين الإسلامي وعلّم المسلمين أحكام دينهم وتشريعاته وأخبرهم بالقرآن الكريم كما نزل عليه من السماء وأقام الدولة الإسلامية العظيمة.[1]

شاهد أيضًا: ما الهدف من دعوة غير المسلمين إلى الإسلام

مرحل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم

بعد نزول الوحي على سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- انقسمت دعوته للناس للدخول فيدين الإسلام إلى أربع مراحل وهي:[2]

• المرحلة السرية: وقد استمرت هذه المرحلة لثلاث سنوات بعد نزول الوحي وكانت بشكل سرّي يدعو فيها من حوله من المقربين والأصدقاء إلى توحيد الله تعالى والابتعاد عن عبادة الأصنام.
• الدعوة اجهرًا دون قتال: وقد كانت هذه المرحلة في مكة المكرمة واستمرت عشر سنين إلى أن هاجر النبي إلى المدينة المنورة، وقد كانت الدعوة في هذه الفترة بشكل علني دون قتال أو استخدام للعنف واقتصرت على الدعوة باللسان والأقوال، وفي هذه المرحلة قابلت قريش النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأشد أنواع الصدّ والمواجهة فلم يتقبّلوا دعوة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وحاربوه هو وكلّ من آمن برسالته.
• الدعوة العلنية مع قتال: وقد بدأت هذه المرحلة بعد هجرة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة واستمرت حتى عام صلح الحديبية، وكانت تتمثل بقتال كلّ من بدأ بالاعتداء والقتال ومن بادر المسلمين بالشر والأذى.
• الدعوة جهرًا مع قتال: وقد بدأت هذه المرحلة بعد صلح الحديبية وتمثلت في نشر الدعوة الإسلامية مع قتل كلّ من وجه الدين الإسلامي أو وقف في وجه نشر الدعوة ومنع نشرها، وفي هذه المرحلة استقرّت الدعوة الإسلامية والتشريعات في الجهاد والدعوة.

شاهد أيضًا: نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم عندما بلغ من العمر

أهداف الدعوة النبوية

كان العرب قبل نزول الدعوة الإسلامية على سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- غارقين في الجهل ومظاهر الوثنية والشرك والتخلف، فقد نزلت الدعوة الإسلامية على نبي الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- لتخليص البشرية من الشرك والدعوة إلى دين الإسلام وتوحيد الله تعالى، كما للدعوة النبوية الكثير من الأهداف التي اختلفت باختلاف المرحلة.

أهداف الدعوة في المرحلة المكية

كانت بدايات نزول الوحي على سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وكانت بداية الدعوة الإسلامية في مكة أيضًا، وقد هدفت الدعوة في المرحلة المكية إلى:[3]

• كان الهدف الأول الذي هدفت له الدعوة النبوية في مكة هو إبطال مظاهر الوثنية وعبادة الأشياء التي لا تضر ولا تنفع مع الله تعالى، وتخليص أهل مكة من هذه العادات ودعوتهم لتوحيد الله تعالى والتأكيد على أنّع لا معبود غيره عزَّ وجل.
• إعادة الناس إلى الفطرة الإنسانية السليمة التي تتصف بالطهارة والنقاء من كل ما هو مخالف للطبيعة البشرية والمنطق والعقل، وخصوصًا بعد انتشار الكثير من العادات في الجاهلية التي تُخالف الفطرة السليمة مثل عادة وأد البنات وقتل الأولاد خشية الفقر، فجاءت الدعوة الإسلامية لتأمر الناس بالابتعاد عن هذه العادات التي لا أساس لها سوى الهوى وحبّ النفس.
• دعوة الناس إلى التحلّي بالأخلاق الحميدة والحسنة، فقد جاء دين الإسلام ليُتمم مكارم الأخلاق، فأمر الناس بصلة الرحم وبرّ الوالدين والإحساس إلى الجار وإكرام الضيف والصدق والأمانة والعفاف وغيرها من الأخلاق الفاضلة التي يجب أن يتحلى بها المسلمون.
• البدء بسنّ التشريعات الإلهية والأحكام الإسلامية وتحريم بعض العادات التي كانت متداولة عند العرب قبل الإسلام مثل تحريم الخمر والميسر والربا، وفرض الزكاة.

أهداف الدعوة في المرحلة المدنية

بعد هجرة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة انتقلت الدعوة الإسلامية إلى مرحلة أخرى، فقد كان سكّان المدينة من الأوس والخزرج ينتظرون الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بلهفة وشوق، فقد تعهدّوا بحماية النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ومساعدته على نشر الدين الإسلامي، وقد هدفت الدعوة في المرحلة المدنية إلى عدد من الأهداف وهي:[4]

• خلق روح التآلف والمحبة والتآخي بين المسلمين من المهاجرين والأنصار، وذلك لتكوين قاعدة إيمانية قوية وصلبة عند المسلمين.
• العمل على مواجهة اليهود ومحاربتهم، فقد كانوا يكيدون المكائد للدين الإسلامي ويعادون الدعوة النبوية، وقد نزلت الكثير من الآيات القرآنية التي تصف وتبيّن وتكشف ألاعيب اليهود ومكرهم للمسلمين.
• إرساء القواعد التشريعية والأحكام الدينية والتي تمثلت بالأحكام الدينية النهائية وتحريم ما هو محرّم وبيان ا هو جائز ومسموح وقد كان ذلك بنزول سورة النساء، ثم تبعها سورتي المائدة والتوبة.
• توطيد الدولة الإسلامية وتقوية أركانها، ووضع الأسس الأولى التي تقوم عليها الدولة الإسلامية والدين الإسلامي، وقد كتب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كتابًا بين المهاجرين والأنصار والذي اصبح بمثابة دستور للمسلمين.
• أكدّ الكتاب الذي كتبه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على حقوق المواطنين في الدولة الإسلامية وواجباتهم، كما أكدّ على حرية اختيار الدين، وواجبات وحقوق كلّ من لم يدخل في الدين الإسلامي.
• كما تحقق أبرز أهداف الدعوة الإسلامية في المدينة المنورة وهو نشر الدين الإسلامي بشكل عالمي، وجعل دين الإسلام هو دين البشرية جمعاء.

شاهد أيضًا: حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد

أعظم أمانة أداها النبي صلى الله عليه وسلم هي كان عنوان هذا المقال الذي بيّن فيه أبرز الأخلاق التي اشتر بها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وهي صفة الأمانة كما بيّنا فيه أعظم الأمانات التي أدّاها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وهي أمانة تبليغ الدعوة الإسلامية ونشر الدين والرسالة، كما بيّنا مرحل الدعوة الإسلامية، وأهم أهدافها في المرحلة المكية والمرحلة المدنية.