أعظم مخلوقات الله تعالى وأعلاها هو كما ورد في سورة النمل

أعظم مخلوقات الله تعالى وأعلاها هو كما ورد في سورة النمل هو عنوان هذا المقال الذي سنتحدث فيه عن أعظم ما خلق الله تعالى، فإنَّ الله تعالى بديع السماوات والأرض خلقهم ثم استوى على عرشه عزَّ وجلّ، ونزّل لنا في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تُحدثنا عن بدء الخلق وكيفيته وعظمة مخلوقات الله تعالى وإعجازه في تكوينها، وفي هذا المقال سنبيّن أعظم مخلوقات الله تعالى كما وردت في سورة النمل، كما سنقدّم موجزًا عن سورة النمل ومقاصدها.

سورة النمل

سورة النمل هي السورة السابعة والعشرون في المصحف العثماني من حيث الترتيب، ومن حيث ترتيب النزول فهي الثامنة والأربعون، نزل قبلها سورة الشعراء ونزل بعدها سورة القصص، عدد آياته ثلاث وتسعون آية، وهي احد السور المكّية التي تروي قصة النبيّين داوود وسليمان عليهما السلام، كما إنّ سورة النمل تتشابه في مضمونها مع سورتي الشعراء والقصص وإنّ في السور الثلاثة تتمة لبعضها لما ترويه من قصص الأنبياء، وقد سُميت سورة النمل بهذا الاسم لأنّ اسم النمل لم يُذكر سوى فيها ولأنَّها بيّنت قصة سليمان مع النمل ووضّحت أنّ الحيوانات تعلم بنزاهة الأنبياء وفضلهم، كما سُميت أبضًا بسورة سليمان وسورة الهدهد.[1]

مقاصد سورة النمل

تتشابه مقاصد سورة النمل مع غيرها من السور المكيّة من حيث الهدف، حيث إنّ أغلب السور المكية تهدف لترسيخ العقيدة الإسلامية والتوحيد، ومن أهم مقاصد سورة النمل:

• تحثُّ سورة النمل على الإيمان بالله تعالى وحده والتوجه بالعبادة له دون إشراكه بشيء.
• تُخبر سورة النمل بثواب الآخرة وعقابها، وعن الجنّة والنار، وتدعو للإيمان بذلك والسعي لنيل الثواب في الآخرة.
• تصف سورة النمل القرآن الكريم بأنّه الهدى والهداية للبشرية، وهو الذي يُبين للناس السراط المستقيم وأحوال الدين وأصوله.
• ورد في سورة النمل قصة النبي سليمان، وعظيم ملكه الذي أعطاه أيّاه الله تعالى.
• ذكرت سورة النمل بعض علامات قيام الساعة وهو خروج دابة من الأرض، ووصفت بعضًا من أهوال يوم القيامة.
• تحثّ سورة النمل على الدعاء فإنّ الله تعالى قريب مُجيب لمن يدعوه.
• كما أخبرت سورة بقصص بعض الأنبياء وأحوالهم بهدف ترسيخ مبادئ التوحيد والإيمان عند المسلمين.

أعظم مخلوقات الله تعالى وأعلاها هو كما ورد في سورة النمل

إنَّ أعظم مخلوقات الله تعالى كما ورد في سورة النمل هو عرش الرحمن، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ”[2]، فإنَّ العرش هو مكان استواء الرحمن له قوائم وحَملة من الملائكة العِظام، لذا فإنَّ أعظم المخلوقات هو عرشّ الله عزَّ وجلَّ خالق المخلوقات كلّها ومالك كلّ شيء والعالم بكلّ شيء، وقد جعل كل مخلوقاته دون العرش العظيم وهو سقف السماوات والأرض والمخلوقات كلّها، وقد ورد ذكر عرش الرحمن في كثير من المواضع في الآيات القرآنية ومن ذلك ما ورد في سورة المؤمنين في قوله تعالى: “فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”[3]، كما ورد ذكر العرش في أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأعيته، ومن ذلك ما ورد عن عبد الله بن عباس أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يدعو عند الكربِ: “لا إلهَ إلَّا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ السمواتِ السبعِ وربُّ الأرضِ، وربُّ العرشِ الكريمُ”[4]، ومن الجدير بالذكر انّه ورد لفظ الكرسي في عدد من الآيات القرآنية إلّا أنّ المعنى والقصد من الكرسي أي كرسي الرحمن يختلف عن معنى العرش، والله سبحانه أعلم.[5]

شاهد أيضًا: معنى استوى في قوله تعالى ثم استوى على العرش

الفرق بين الكرسي والعرش

قد يُشكل مفهومي الكرسي والعرش خلطًا عند بعض الناس فيعتقدون أنّهما شيء واحد، والصحيح في ذلك أن الفرق بينهما هو:

• الكرسي: هو موضع قدمي الله سبحانه وتعالى، وهو أصغر من العرش.
• العرش: هو مكان استواء الرحمن وهو أعظم الخلوقات التي خلقها الله تعالى، وهو قائم فوق الماء.

والفرق بين الكرسي والعرش ورد في عدد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، ومن ذلك الحديث الوارد عن ابن مسعود: “بين السماءِ الدنيا، والتي تليها خمسُمائةِ عامٍ، وبين كلِّ سماءٍ وسماءٍ خمسُمائةِ عامٍ، وبين السماءِ السابعةِ والكرسيِّ خمسُمائةِ عامٍ، وبين الكرسيِّ والماءِ خمسُمائةِ عامٍ، والعرشُ فوق الماءِ، واللهُ فوق العرشِ، لا يخفى عليه شيءٌ من أعمالِكم”[6]، وقد ورد ذكر الكرسي في قوله تعالى: “وسع كرسيه السموات والأرض“[7]، فظنّ كثير من الناس أن الكرسي هو العرش وفي ذلك قال الشيخ ابن عثيمين: “هناك من قال إن العرش هو الكرسي لحديث إن الله يضع كرسيَّه يوم القيامة، وظنوا أن الكرسي هو العرش وكذلك زعم بعض الناس أن الكرسي هو العلم فقالوا في قوله تعالى: “وسع كرسيه السموات والأرض” أي علمه، والصواب أن الكرسي موضع القدمين، والعرش هو الذي استوى عليه الرحمن سبحانه، والعلم صفة في العالِم يُدرك فيها المعلوم”، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: ماهو الشي الذي خلقه الله ثم استعظمه

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن أعظم مخلوقات الله تعالى وأعلاها هو كما ورد في سورة النمل، وهو عرش الرحمن عزَّ وجل، كما بين الفرق بين الكرسي والعرش في المعنى، وعرّف بسورة النمل وبعض مقاصدها.