أفضل ذكر عند الإصابة بمصيبة

أفضل ذكر عند الإصابة بمصيبة

أفضل ذكر عند الإصابة بمصيبة، معلومٌ أنَّ هذه الدنيا دار ابتلاء، وإنَّ كلَّ مخلوقٍ من بني البشر سيُصاب بما يكره يومًا ما، وقد شرع الله -عزَّ وجلَّ- ذكرًا بعينه يُقال عند حصول المصائب، فما هو هذا الذكر؟ وما هو دليل مشروعيته، وما هي المصيبة التي يُشرع لها هذا الذكر؟ وما هي الآثار العائدة على المسلم عند ترديده لهذا الذكر؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.

أفضل ذكر عند الإصابة بمصيبة

يعدُّ الاسترجاع هو الذكر المستحبُّ عند إصابة المسلم بمصيبةٍ ما، والاسترجاع هو قول: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، وقد جاء هذا الذكر صراحةً في القرآنِ الكريم وبالتحديد في الآية المائة وستةٌ وخمسين من سورة البقرة، حيث قال الله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).[1]

شاهد أيضًا: يجب على العبد عند نزول المصيبة أن يتأدب مع الله تعالى في قضائه، وقدره فيصبر

ما هي المصيبة التي يُشرع لها الاسترجاع

إنَّ كلَّ ما يصيب المسلم من سوءٍ، أو كلَّ ما يسبب له الأذى يعدُّ مصيبة، ويدخل في ذلك المرض، والطلاق، والهم والغم وغيرها من الأمور المؤذية،[2] ودليل ذلك الحديث الذي ذكره القرطبي في تفسيره عن عكرمة، حيث قال: (إن مصباحَ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- انطفأَ ذاتَ ليلةٍ، فقال: إنَّا للهِ وإنَّا إليْه راجعونَ. فقيل: أمصيبةٌ هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: نعم، كلُّ ما آذى المؤمنَ فهو مصيبةٌ).[3]

شاهد أيضًا: الإيمان بالقضاء والقدر سبب لهداية القلب للتسليم بأمر اللَّه والرضا بقضائه عند وقوع المصيبة

آثار الاسترجاع عند حصول المصيبة

إنَّ للاسترجاع فضلاً عظيماً عائدٌ على المسلم المصاب عند ذكره له، وقد جاء فضله في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وفيما يأتي بيان ذلك:

من القرآن الكريم

لقد بيَّن القرآن الكريم أنَّ المسلم الذي يسترجع عند حدوث مصيبةٍ ما، فإنَّه يتنزل عليهم صلواتٌ ورحمةٌ من الله -عزَّ وجلَّ- ويجعلهم -تبارك وتعالى- من المهتدين، ودليل ذلك قوله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).[4]

من السنة النبوية المطهرة

أمَّا في السنة النبوية، فقد بيَّنت السيدة أم سلمة زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ هذا الذكر كان سببًا من أسباب حصولها على العوض من الله -عزَّ وجلَّ- وقد جاء ذلك في الحديث الذي روته حيث قالت: (ما مِن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ ما أمَرَهُ اللَّهُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها، إلَّا أخْلَفَ اللَّهُ له خَيْرًا مِنْها، قالَتْ: فَلَمَّا ماتَ أبو سَلَمَةَ، قُلتُ: أيُّ المُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِن أبِي سَلَمَةَ؟ أوَّلُ بَيْتٍ هاجَرَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ إنِّي قُلتُها، فأخْلَفَ اللَّهُ لي رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَتْ: أرْسَلَ إلَيَّ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- حاطِبَ بنَ أبِي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي له، فَقُلتُ: إنَّ لي بنْتًا، وأنا غَيُورٌ، فقالَ: أمَّا ابْنَتُها فَنَدْعُو اللَّهَ أنْ يُغْنِيَها عَنْها، وأَدْعُو اللَّهَ أنْ يَذْهَبَ بالغَيْرَةِ).[5]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان أفضل ذكر عند الإصابة بمصيبة، وفيه تمَّ بيان أنَّ الذكر المشروح عند المصائب هو قول: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، ثمَّ تمَّ بيان ماهية المصيبة التي يُستحبُّ لها قول هذا الذكر عندها، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان آثار الاسترجاع عند حدوث المصائب وفضل ذلك.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة: , آية 156
  2. ^ islamweb.net , ماهية المصيبة، وما يشرع قوله عند وقوعها , 10/8/2022
  3. ^ تفسير القرطبي , القرطبي، عكرمة، 465/2، ثابت معناه في الصحيح
  4. ^ سورة البقرة: , آية 156-157
  5. ^ صحيح مسلم , مسلم، أم سلمة 918، صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *