احكام الميم الساكنة والتنوين

احكام الميم الساكنة والتنوين

احكام الميم الساكنة والتنوين، فقد نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون حُجةً على الكافرين ويدحض جميع مزاعمهم بأنه من قول البشر، وفي تلاوة القرآن هناك أحكام من خلال لفظ الأحرف وخاصة النون والميم الساكنتين والتنوين، وفي هذا المقال سنبين لكم ما هي أحكام الميم الساكنة والتنوين.

احكام الميم الساكنة والتنوين

الميم الساكنة وهي الميم الخالية من الحركة والتي يكون سكونها ثابتًا في الوصل والوقف، وسواءً وقعت في فعل أو في اسم أو في حرف، متوسّطة أو متطرّفة، لها ثلاثة أحكام هي: الإخفاء، الإدغام، الإظهار، وبما أنَّ الميم حرف شفوي يخرج مع إطباق الشّفتين، اتّصفت جميع أحكامها بالشفوية، فأصبحنا نقول: الإخفاء الشفوي، الإدغام الشفوي، الإظهار الشفوي ويسمى إدغام مثلين صغير، وتشمل أحكام الميم الساكنة الثلاثة أحكام، وأمّا التنوين: هو نون ساكنة تلحق آخر الاسم تظهر في اللفظ، والوصل وتسقط في الخط والوقف، وتكون في آخر الكلمة وفي وسطها، وتثبت لفظًا وخطًّا ووصلًا ووقفًا، وأحكام التنوين هي: الإظهار، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء. [1]

شاهد أيضًا: النون الساكنة خاليه من الحركات

أحكام الميم الساكنة

للميم الساكنة العديد من الأحكام في اللغة العربية والقرآن الكريم، وفيما يأتي سنبيّن لكم هذه الأحكام:

  • الإخفاء الشفوي: هو إخفاء الميم الساكنة مع بقاء الغنة إذا وقعت قبل حرف واحد هو (ب) باء متحرّكة وسمي إخفاءً شفويًا ولا يكون إلا من كلمتين، و يجب ترك فرجة بسيطة بين الشفتين حيث أن إطباق الشفتين هو صفة الإظهار، وهذا الإخفاء يحدث للميم الأصلية أو لميم الجمع، ووجه الإخفاء أنّهما لـمّا اشتركا في المخرج وتجانسا في بعض الصّفات كالانفتاح والاستفال ثَقُل الإظهار والإدغام المحض، فعدّل بهما إلى الإخفاء، وسُمِّي إخفاءً؛ لإخفاء الميم الساكنة عند ملاقاتها للباء، وسُمِّي شفويًا؛ لخروج الميم والباء من الشفتين، وسـببـه اتحاد مخرج الميم والباء، وتقاربهما في الصفات، مثل: “فَاحْكُم بَيْنَهُم”، و”تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ”، “وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ”.
  • الإدغام الشفوي: ويُسمّى أيضًا الصغير، وله حرفٌ واحدٌ هو الميم، وهو إدغام الميم الساكنة بميم بعدها بغنة كاملة ويقع إذا وقعت الميم المتحركة بعد الميم الساكنة وجب الإدغام، وسُمّي ذلك إدغام مثلين أو متماثلين صغير، مع مراعاة إطباق الشفتين الكامل، مثل: “أَم مَنْ” أو “كَمْ مِن فِئَةٍ”، وسُمِّي إدغامًا لأن الميم الساكنة دخلت في الميم المتحركة تمامًا، وسمى متماثلين، لأن المدغم والمدغم فيه متحدان اسمًا ورسمًا ولفظًا وصفةً، وسُمِّي صغيرًا، لأن الحرف الأول ساكن والثاني متحرك، وعلامته في المصحف: تعرية الميم الأولى من الحركات وتشديد الميم المدغم فيها.
  • الإظهار الشفوي: هو إظهار الميم الساكنة عند الباقي من حروف الهجاء وهي ستة وعشرون حرفًا يكون النّطق بالميم ظاهرًا بدون غنّة، وحروفه باقى الحروف الهجائية بعد إسقاط حرفى الميم والباء، وإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد الميم الساكنة في كلمة أو كلمتين وجب الإظهار ويسمى إظهارًا شفويًا بدون غنة ظاهرة، وعلامته في المصحف وضع السكون فوق الميم، وسُمِّي إظهارًا، لأن الميم الساكنة تظهر عند ملاقاتها للحروف الستة والعشرين، وسُمِّى شفويًا، لأن الحرف المظهر وهو الميم مخرجه من الشفتين.

أحكام التنوين

إن للتنوين أحكامٌ عديدة شأنه في ذلك شأن النون والميم الساكنتين، وفيما يأتي نستعرض لكم أحكام التنوين: [2]

  • الإظهار: لغة هو البيان، واصطلاحًا هو إخراج كل حرف من حروفه من مخرجه من غير غنة، ويسمى هذا النوع من الإظهار إظهارًا حلقيًا لخروج حروفه من الحلق، والسبب في إظهار النون الساكنة والتنوين عند هذه الأحرف الستة بعد المخرج؛ أي بعد مخرجهما عن مخرج هذه الأحرف، فقد علمنا أن النون تخرج من طرف اللسان، وهذه الستة تخرج من الحلق، وهي: الهمزة والهاء، واثنان من وسطه، وهما: العين المهملة والحاء المهملة، واثنان من أدناه، وهما: الغين المعجمة والخاء المعجمة، فعلم من ذلك أن مخارج الحلق ثلاثة وحروفه ستة، وهي: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء.
  • الإدغام: لغة هو إدخال الشىء في الشىء، واصطلاحًا هو التقاء حرف ساكن بمتحرك، فيصيران حرفًا واحدًا مشددًا يرتفع اللسان عنده ارتفاعةً واحدة، واعلم أن النون الساكنة والتنوين يدغمان في ستة أحرف هي: الياء المثناة من تحت، والراء والميم واللام والنون والواو مجموعة في قول القراء: “يرملون”، وهي على قسمين: الإدغام بغنة، والإدغان بلا غنة.
  • الإقلاب: لغة هو تحويل الشىء عن وجهه وتحويل الشىء ظهرًا لبطن، واصطلاحًا هو جعل حرف مكان ءاخر مع الإخفاء لمراعاة الغنة، وحقيقته أنّ النون الساكنة والتنوين إذا وقعتا قبل الباء يقلبان ميمًا مخفاة في اللفظ من غير إدغام ولا تشديد، على أن فيه غنة، ومقداره حركتان، وذلك نحو: “من بعد”، و”أنبِئْهم”، و”عليمٌ بذات الصدور”.
  • الإخفاء: لغة هو الستر، واصطلاحًا هو عبارة عن النطق بحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغُنة في الحرف الأول وهو النون الساكنة والتنوين، ويفارق الإخفاءُ الإدغامَ لأنه بين الإظهار والإدغام، وحقيقته إخفاء النون الساكنة والتنوين عند باقي الحروف التي لم يتقدم لها ذكر، وهي خمسة عشر حرفًا، يتضمنها أوائل كلمات هذا البيت:
    صـف ذا ثنـا كـم جاد شخصٌ قد سما           دم طيبًـا زد فـي تقـى ضـع ظالمـا
    وذلك نحو: “ولمن صبر”، و”وانصرنا”، و”ريحًا صرصرًا”.

شاهد أيضًا: امثلة على احكام النون الساكنة والتنوين من سورة البقرة

الفرق بين الإخفاء الحقيقى والإخفاء الشفوي

الإخفاء الحقيقي، يتم فيه ستر النون الساكنة والتنوين وإعدامها بالكلية عند النطق بالحرف وإبقاء الصفة التي هي الغنة، وأمّا الإخفاء الشفوي، فيتم فيه تبعيض الحرف وستر ذاته في الجملة وإضعافه عند النطق بالباء، وفي المصحف تُعرف الميم الأصلية الساكنة المخفاه، أو ميم الجمع المخفاة، قبل حرف (باء)، بأنها عارية من التشكيل، وليس فوق الياء أي تشديد، وهنا تراعى الغنة في النطق.
والفرق بين الإقلاب والإخفاء الشفوى أنَّ الإخفاء الشفوي يحتاج في تطبيقه إلى عملية واحدة، هي إخفاء الميم الساكنة عند الباء، أمّا الإقلاب فإنّه يحتاج إلى عمليتين: قلب النون الساكنة ميمًا ساكنة، وإخفاء الميم الساكنة عند الباء.

حكم النون والميم المشدّدتين

يجب إظهار الغنّة والشدّة في الميم أو النّون المشدّدتين سواء أكانتا في كلمة واحدة أم في كلمتين، تحرّكتا أو سكّنتا ظاهرتين أو مخفاتين أو مدغمتين، ومقدارها حركتين، والحركة هي الوحدة القياسيّة لتقدير زمن المدّ، وقدّر الحركة بعضهم بأنّها وقت رفع الإصبع أو خفضه بدون عجلة ولا تأنّ، والحكم فيهما الغنّة حيثما وقعتا سواء في فعل أو في اسم أو في حرف، في وسط الكلمة أو آخرها، في حالة الوقف أم في حالة الوصل، ويطلق عليهما: حرفا غنّة، ويقال لكل منهما: حرف أغنّ مشدّد، والنّون أغنّ من الميم

وفي ذلك يقول صاحب التحفة: “وغـنّ ميمًا ثم نــونًا شدّدا وســمِّ كلاًّ حــرف غنّة بـدا، وذلك نحو: “إنّ، أنّا، الجنّة، النّاس، يكرهْهنّ، أتحاجّونّي، إنّا نشأ، من نّاصرين، ثمّ، لـمّا، جـمًّا، أمّـة، سمّوهم، عنهم مّا، يعمّر”، ويلحق بالنّون المشدّدة التنوين إذا تبعته نون، فيلفظ نونًا مشدّدة وينبغي أن تظهر. [3]

شاهد أيضًا: عند اي حرف من حروف الهجاء يكون اخفاء الميم الساكنه

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم احكام النون الساكنة خاليه والتنوين، وهي: الإظهار الشفوي، والإخفاء الشفوى، والإدغام الشفوي، والإظهار، والإدغام، والإخفاء، والإقلاب.

المراجع

  1. ^ alukah.net , أحكام الميم الساكنة , 05/12/2021
  2. ^ wikiwand.com , أحكام النون الساكنة والتنوين , 05/12/2021
  3. ^ wikiwand.com , أحكام الميم الساكنة , 05/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *