اسباب الرهاب الاجتماعي وطرق علاجه

اسباب الرهاب الاجتماعي

اسباب الرهاب الاجتماعي ، تتعلق بشكل كبير بالبيئة المحيطة منذ مراحل مبكرة من الطفولة، كما يرتبط مرض الرهاب الاجتماعي بالعديد من العوامل الجينية الداخلية، فيصبح الشخص خجولًا من الاختلاطات ومنعزلًا، ويبتعد عن الأماكن المزدحمة، وفيما يلي سيتم الحديث عن أهم اسباب الرهاب الاجتماعي وأعراضه وطرق علاجه.

ما هو اضطراب الرهاب الاجتماعي

اضطراب القلق الاجتماعي هو أيضًا الرهاب الاجتماعي، وهو أحد أنواع اضطرابات القلق والتي تسبب للشخص خوفًا شديدًا مبالغ فيه عندما يكون في أجواء اجتماعية غريبة عنه، وغالبًا ما يظهر هذا الاضطراب في سن المراهقة 13 عام تقريبًا، ويستمر مدى الحياة لدى بعض الأشخاص ويحتاج إلى علاج، بينما يزول لدى البعض مع تقدم السن، ويعاني المصابون بهذا الاضطراب من مشاكل في التحاور وتبادل الحديث مع الآخرين، كما يجدون صعوبة في التعرف إلى أشخاص مختلفون، والذهاب إلى المناسبات الاجتماعية، ويخشى مرضى الاضطراب الاجتماعي من رأي الآخرين بهم ومن نظراتهم إليه، وغالبًا ما يعلم مرضى الرهاب الاجتماعي أن تلك المخاوف والارتباك الكبير الذين يشعرون به هو أمر غير حقيقي وهو أقرب إلى التهيئات والأوهام، ومع ذلك لا يتمكنون من تجاوزن تلك الأفكار.[1][2]

شاهد أيضًا: علاج الرهاب الاجتماعي

ويختلف القلق الاجتماعي كثيرًا عن الخجل، لأن الخجل يعتبر ظاهرة مؤقتة تزول مع ممارسة الحياة الاجتماعية والانخراط في المجتمع، ولا يؤثر أيضًا على أي من النشاطات الاجتماعية التي يمارسها الشخص، أما الرهاب الاجتماعي يستمر مدى الحياة إذا لم تتم معالجته، كما أنه يؤثر على حياة الفرد كاملة ويعطله عن أداء نشاطات اعتيادية مثل:[3]

  • ممارسة حياة اجتماعية طبيعية مثل الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
  • بناء علاقات اجتماعية وتكوين صداقات خارج نطاق الأسرة.

ما اسباب الرهاب الاجتماعي

ليس هنالك سبب دقيق وواضح للرهاب الاجتماعي، ويرجح العلماء إلى أن اضطراب الرهاب الاجتماعي ناتج عن مجموعة من العوامل البيئية والداخلية المتعلقة بالوراثة والجينات، كما أن التجارب الاجتماعية السلبية يمكن أن تلعب دورًا هامًا في الإصابة بهذا الاضطراب، مثل التجارب التالية:[1]

  • التعرض للتنمر من قبل الأقران والسخرية من الطفل بشكل مستمر ومن تصرفاته وشكله.
  • تعرض الطفل لموقف مقلق أو محرج سبب له خجلًا شديدًا وخوفًا وعدم قدرته على تجاوزه.[4]
  • الصراعات الأسرية والتي تلعب دورًا هامًا في فقدان الثقة بالنفس.
  • العنف الجنسي الذي قد يتعرض له الطفل نتيجة اعتداء جنسي.

كما قد تسبب بعض الاضطرابات الجسدية مثل عدم اتزان إفراز هرمون سيروتونين في الإصابة بالقلق الاجتماعي، والسيروتونين هو مادة كيماوية تفرز من قبل الدماغ وتساعد في تنظيم والتحكم في المزاج، وإن الزيادة في نشاط منطقة في الدماغ تدعى اللوزة الدماغية والتي تعمل على تنظيم استجابة الإنسان للمخاوف والمشاعر السلبية والقلق في إصابة الإنسان في الإصابة في هذا الاضطراب.[4][1]

كما يمكن أن تكون الإصابة بهذا الاضطراب ناتجة عن جينات موروثة موجودة لدى أحد أفراد أسرة الشخص، ولكن السبب الوراثي غير مؤكد تمامًا، ويزن ابعض أن اضطراب القلق الاجتماعي يمكن أن يكون ناتجًا عن سلوك مكتسب يتعلمه الطفل من أحد الوالدين والذي يعاني من اضطراب القلق الاجتماعي، كما أن بعض سلوكيات الأهل بالإفراط الشديد في حماية الطفل والسيطرة عليه يمكن أن تسبب له الإصابة بالقلق الاجتماعي.[4][1]

شاهد أيضًا: علاج الرهاب الاجتماعي مجرب … المضاعفات المحتملة للرهاب الاجتماعي

ما هي أعراض اضطراب القلق الاجتماعي

تختلف تفاعلات الإنسان مع بيئته المحيطة تبعًا لشخصيته وتجاربه الاجتماعية التي مر بها، ولا يمكن اعتبار الخجل عند بعض المواقف الاجتماعية أحد أعراض اضطراب القلق الاجتماعي، لأن اضطراب القلق الاجتماعي يسبب للمريض عزلة عن الآخرين ويؤثر على نمط حياة الفرد ويجعله يتجنب الآخرين بشكل مبالغ به، ومن أهم أعراض اضطراب القلق الاجتماعي:

الأعراض الجسدية لاضطراب القلق الاجتماعي

يسبب التفاعل مع الآخرين أو القيام بسلوكيات اجتماعية لدى المرضى عدة أعراض واضحة وهي:[1]

  • خجل شديد
  • احمرار الوجه.
  • الشعور بالغثيان
  • تعرق شديد
  • الارتجاف.
  • صعوبة في التنفس.[4]
  • التلعثم وصعوبة الكلام
  • الشعور بعدم الاتزان والدوخة أو الدوار
  • سرعة دقات القلب.
  • اختفاء الأفكار بشكل تام.[4]

الأعراض السلوكية والنفسية

تشمل أعراض الرهاب الاجتماعي السلوكية والنفسية بعض الأفكار والأوهام المرتبطة بالمواقف الاجتماعية والتي يصعب على المريض التخلص منها، ومن هذه الأفكار:[1]

  • خوف شديد وارتباك وقلق شديد حيال المواقف الاجتماعية وتجنب التعامل مع الغرباء.[4][1]
  • الشعور بالتوتر والقلق قبل فترة زمنية طويلة من الحدث الاجتماعي قد يستمر هذا الشعور لعدة أيام أو أسابيع عديدة.
  • الامتناع عن الذهاب إلى التجمعات والأحداث والمناسبات الاجتماعية، وإذا كان الحضور ضروريًا جدًا فإن المريض يكتفي بالوقوف في صفوف مهملة وبعيدة عن مركز التجمع.
  • الخوف من الاندماج في حديث أو موقف اجتماعي تجنبًا للإحراج الذي قد يتعرض له المريض.
  • القلق من نظرات الآخرين والظن بأنهم يتابعونه والخوف من ظهور العلامات الجسدية للقلق عليه مثل احمرار الوجه والارتباك والتعرق.[4]
  • الحاجة الملحة لتناول بعض المهدئات أو الكحول لتجاوز مواقف اجتماعية عادية.
  • الخوف من ظهور علامات الارتباك والتوتر.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن أحداث اجتماعية يكون فيها المريض هو مركز الاهتمام مثل طرح سؤال ومقابلات العمل.[4]
  • محاولة تقييم الأداء الاجتماعي مع الآخرين بشكل مستمر وتعظيم الأخطاء والتفكير بها.[4]
  • توقع نتائج سلبية دومًا بشأن التفاعلات الاجتماعية.[4]

كما أن مرض اضطراب القلق الاجتماعي قد لا يظهر في جميع المواقف الاجتماعية إلا في الحالات القصوى الأشد حدة من المرض، ولدى غالبية المصابين يكون القلق الاجتماعي انتقائي وترتبط بمواقف محددة مثل القلق من تناول الطعام أمام الآخرين والتحديق في عيون المتكلم أو ما يسمى تواصل بصري، أو القلق من استعمال الحمامات العامة أو القلق من التحدث في الهاتف.[1][4]
وأما بالنسبة للأطفال فإن الأعراض تبدو بشكل كبير أثناء تفاعلهم مع الأكبر منهم سنًا أو مع أقرانهم ويبدو ذلك على شكل نوبات بكاء هيستيرية عند رؤية الغرباء أو الصراخ والغضب الشديدين، والإفراط بالتعلق بأبويه، وعدم الرغبة في التحدث أثناء محاولة التواصل معه من قبل الآخرين.[4]

شاهد أيضًا: علاج الرهاب الاجتماعي بالادوية .. وما هي اهم مسببات الرهاب الاجتماعي

ما هي العوامل التي ترفع من احتمال الإصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي

هنالك عدة عوامل ترفع احتمال الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي وهي على الشكل التالي:[4]

  • انتشار المرض في العائلة حيث يرفع إصابة أشخاص من العائلة بمرض الرهاب الاجتماعي من احتمالية إصابة فرد جديد من العائلة بنفس المرض.
  • التجارب الاجتماعية السلبية: حيث بينت دراسات أن الأطفال الذين تعرضوا لمشاكل نفسية في مرحلة الصغر مثل التنمر، والمشكلات الأسرية والاضطهاد والصدمات النفسية معرضون بشكل كبير للإصابة بمرض الرهاب الاجتماعي.
  • حالة الفرد النفسية حيث يرتبط بمرض القلق الاجتماعي بحالات نفسية مثل الخجل وقلة الثقة بالنفس وضعف المهارات الاجتماعية.
  • التعرض لمواقف اجتماعية جديدة حيث يساعد ذلك في إظهار علامات الإصابة بالمرض، وخاصة عند لقاء أشخاص جديدين.
  • المشاكل الجسدية والتي تزيد من إحساس الشخص بالدونية وتدفعه لتجنب رؤية أو التحدث إلى أشخاص آخرين مثل تشوهات الجسم أو الوجه أو فقدان أحد الأعضاء وغيرها.

شاهد أيضًا: هل التفكير الزائد مرض نفسي، وكيف يمكن الاستدلال عليه

ما هي طرق علاج اضطراب القلق الاجتماعي

هناف عدة أنواع من العلاج لاضطراب القلق الاجتماعي، كما أن النتائج قد تتلف من شخص لآخر، وبينما يحتاج بعض الناس نوع واحد فقط من العلاج يحتاج آخرون إلى  عدة أنواع، كما يجب أن يتأكد الطبيب قبل بداية العلاج من أن الرهاب الاجتماعي ليس ناتجًا عن مشكلة جسدية،  ويشمل علاج القلق الاجتماعي ما يلي:

العلاج النفسي

هنالك عدة طرق نفسية لمعالجة المريض بالرهاب الاجتماعي، وجميع هذه الأنواع يركز على بناء ثقة المريض بنفسه وطرد الأوهام التي يشعر بها، ومن طرق العلاج النفسي:

العلاج السلوكي المعرفي

يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض على تعليمه كيفية السيطرة على القلق والتوتر، ومساعدته على الاسترخاء، وتعليمه مهارات التخلص من الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار أكثر إشراقًا، وتعلم طرق التعامل مع الغرباء وممارستها بالتعاون مع أشخاص متطوعين أو مرضى آخرين.[1][3]

علاج التعرض للمواقف الاجتماعية

يقوم هذا النوع من العلاج على تمكين المريض من التعامل مع المواقف التي تعترضه بدلًا من محاولة تجنب المواقف والابتعاد عنها.[1]

العلاج الجماعي

ويعتبر هذا النوع من العلاج هام جدًا وفعال للمرضى حيث يمكنهم من الدخول والانخراط في مواقف اجتماعية فيها أشخاص مرضى آخرين مما يقلل شعورهم بأنهم وحيدون، كما يركز على ممارسة أنشطة أمام الآخرين وإعطاء رأيهم بوضوح لإزالة أفكار الفرد عن رأي الآخرين السلبي به، كما يساهم في تجاوزه لفكرة الخجل من أداء أنشطة معينة أمام الآخرين.[1][3]

شاهد أيضًا: كيف اعرف اني مريض نفسي .. الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي

العلاج الدوائي

قد يصف الطبيب للمريض بعض أنواع الأدوية النفسية، وهذه الأدوية لا تعالج الاضطراب لكنها تساهم في تخفيف حدة أعراضه، وتساعد المريض على العودة لحياته الاجتماعية، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى يشعر المريض ببعض التحسن.[1]
وهناك ثلاثة أنواع من الأدوية المستخدمة للمساعدة في علاج اضطراب القلق الاجتماعي:[3]

  • الأدوية المضادة لمشاعر القلق: حيث تساهم بتخفيف مشاعر القلق لدى المريض، ويمكن تغيير الجرعة تبعًا لحالة المريض، وهذه الأدوية هامة جدًا لكبار السن، لكنها لا تعطى لفترات طويلة لتجنب الإدمان.
  • مضادات الاكتئاب: وتستغرق هذه الأدوية فترة زمنية معينة لبدء مفعولها، وتعطى بجرعات صغيرة ثم تزداد تدريجيًا، ويمكن أن تسبب بعض الأعراض الجانبية.
  • حاصرات بيتا: وتساهم هذه الأدوية بتخفيف الأعراض الجسدية مثل زيادة ضربات القلب، والتعرق والارتباك

كما أن العلاج يختلف من شخص لآخر والجرعة الدوائية أيضًا، وغالبًا ما يكون العلاج عبارة عن مزيج مناسب للحالة من العلاج الدوائي والنفسي. وهنالك بعض الأعراض الجانبية التي  تسببها أدوية العلاج وهي:[1]

  • الصداع وآلام الرأس.
  • مشاكل هضمية مثل الغثيان.
  • اضطرابات معوية.
  • صعوبة في النوم.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • انعدام الشهية.

شاهد أيضًا: انواع المرض النفسي وعلاج الادمان

العلاج المنزلي للقلق الاجتماعي

تشمل العلاجات المنزلية بعض الممارسات التي يمكنها أن تساهم بتخفيف حدة أعراض المرض وهي:[1]

  • الابتعاد بشكل تام عن المشروبات التي تحتوي على كافيين لأنها تزيد القلق مثل القهوة والشوكولا والمشروبات الغازية والمنبهات الأخرى التي تزيد القلق.
  • الحصول على عدد كافي من ساعات النوم، ويفضل الحصول على ثماني ساعات من النوم يوميًا على الأقل، لأن نقص كفاية الجسم من ساعات النوم يمكن أن تزيد من القلق وأعراض القلق الاجتماعي الأخرى.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تناول أغذية صحية.
  • طلب الدعم من المقربين والعائلة عند الشعور بحاجة ماسة للدعم لأن ذلك يساعد المريض على الاسترخاء وزيادة ثقته بالآخرين.

شاهد أيضًا: ما هو مرض الذهان العقلي

كيف يمكن التغلب على القلق الاجتماعي

إن المساعدة الذاتية للتغلب على القلق الاجتماعي أمر هام جدًا لنجاح أنواع العلاج الأخرى، ومن أهم طرق مواجهة القلق والتغلب عليه ما يلي:[5]

  • محاولة فهم أسباب القلق وعلاجها وتدريب النفس على التعامل مع المواقف الاجتماعية وفهم أسباب التوتر عند لقاء الآخرين.
  • محاولة تقييم الأفكار عن المواقف والانتباه إلى الأفكار المسيطرة والتي غالبًا ما تكون غير صحيحة، وعدم محاولة التنبؤ بنتائج المواقف.
  • محاولة تركيز الانتباه إلى الأشياء الأخرى في الحياة اليومية وملاحظة أن الحياة بكاملها تتقدم للأمام، وهنالك العديد من التفاصيل التي قد لا تهم الناس بينما يظن المريض أنهم منشغلون بها.
  • ممارسة الأنشطة المخيفة بالنسبة للمريض وذلك بمحاولة الاندماج بشكل تدريجي في تلك المواقف الاجتماعية، والبدء بأهداف صغيرة والتقدم باستمرار لمحاولة إلغاء كل الظنون والمخاوف حول رأي الآخرين.

وفي ختام المقالة، تمت معرفة ما هي أهم اسباب الرهاب الاجتماعي، وقد تبين أن أسباب الرهاب الاجتماعي غالبًا ما تكون عبارة عن مزيج من أسباب نفسية واجتماعية بالإضافة إلى أسباب داخلية بنيوية، كما تم التعرف إلى أهم أعراض هذا الاضطراب، وكيفية علاجه وطرق تجاوزه والتعامل معه.

المراجع

  1. ^ healthline.com , Social Anxiety Disorder , 5/12/2021
  2. ^ nhs.uk , Social anxiety (social phobia) , 5/12/2021
  3. ^ nimh.nih.gov , Social Anxiety Disorder: More Than Just Shyness , 5/12/2021
  4. ^ mayoclinic.org , Social anxiety disorder (social phobia) , 5/12/2021
  5. ^ hse.ie , Social anxiety (social phobia) , 5/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *