افتتحت سورة الحج بالامر

افتتحت سورة الحج بالامر

افتتحت سورة الحج بالامر ، وهذا ما سنعرفه في هذا المقال، وقد سميت سورة الحج لأنّه قد ذكر فيها دعوة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- الناس لحجّ بيت الله الحرام، كما ذكر فيها ما شُرع للناس في الحجّ من مناسك، وذكر أيضًا ما في الحجّ من المنافع والفضائل، وقد نزلت قبل أن يُفرض الحج على المسلمين كأحد أركان الإسلام الخمسة، وكان فرض الحج في سورة البقرة وسورة آل عمران.[1]

سورة الحج

قبل أن نعرف افتتحت سورة الحج الأمر بماذا؟ من الجيد أن نعرض بعض المعلومات عن هذه السورة الكريمة، وهي من أعاجيب سور القرآن الكريم، ومن آياتها ما هو مكيّ أي نزل في مكّة المُكرّمة وهي الآيات “52-53-54-55″، أمّا ما تبقى من آيات السورة فهي مدنيّة، كما أنّ منها آيات نزلت على نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم في الليل ومنها ما نزل في النهار، كما أنّ منها ما نزل في سفر رسول الله ومنها ما كان نزوله في غير ذلك، كما أنّ ترتيب السورة في القرآن الكريم هو السورة الثامنة والعشرون، ويبلغ عدد آياتها ثمانٍ وسبعين آية، وقد جمعت هذه السورة الكثير من الأمور، وهي السورة الوحيدة بين سور القرآن الكريم التي تحمل اسم ركن من أركان الإسلام، وجاء فيها حديث عن أحكام الحج وعن البعث والنشور واليوم الآخر.[2]

أسباب نزول سورة الحج

قبل أن نعرف افتتحت سورة الحج الأمر بماذا؟ يمكن أن نعرف ما أسباب النزول هذه السورة الكريمة، وهي مثل كلّ السّور الطويلة في القرآن الكريم، متعددة أسباب النزول، وذلك بتعدد الأزمنة والأماكن التي نزلت بها، ومن المعروف أن غالب آياتها تقريبًا نزلت في المدينة المنورة، وكانت ككل السور المدنيّة تتحدث عن الأحكام الشرعيّة، كما أنّ بعض آياتها قد نزلت في مكّة المكرمة، ومن أسباب نزول الآية الكريمة: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ”[3]، أنّها نزلت في أعراب قدموا إلى رسول الله مهاجرين إلى المدينة من البادية، وكان منهم الرجل إذا صحّ جسده وولدت امرأته غلامًا وانتجت فرسه مهرًا اطمأن ورضي عنه قال: “ما أصبتُ منذُ دخلتُ فِي دينِي هذا إلا خيرًا”، وإن أصابه عكس ذلك أيّإن أصابه وجع أو ولدت امرأته جارية أو ذهب ماله نزغه نزغ من الشيطان فقال: “والله ما أصبتَ منذُ كنتَ على دينِكَ هذا إلا شَرًّا، فينقلبُ على دينهِ”، ولهذا نزلت الآية الكريمة، وغيرها من الأسباب الكثيرة لنزول آيات سورة الحج، فلكلّ آية فيها سبب خاصّ بها.[4]

افتتحت سورة الحج بالامر

افتتحت سورة الحج بالامر بالتقوى وحثّت عليها وذلك في قوله تعالى في الآية الأولى من السورة: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ”[5]، وذلك كان قبل الحديث عن ما يتعلق بالحج في الآيات الكريمة التي تليها، وقد اقترنت دائمًا ذكر آيات الحج بالتقوى في جلّ سور القرآن الكريم وليس فقط في سورة الحج وذلك لأنّ مناسك الحج تذخر بالتقوى وذلك مثلًا في الأمر بإتمام العمرة والحج بعد الإحرام بهما، وفي بيان الفدية في حال الأذى، وبيان هدي التمتع، وقد جاء هذا الاقتران بالتقوى إلزامًا للمؤمن بتقوى الله في البلد الحرام والأشهر الحرام، وتعظيمًا لزمان الحج ومكانه.[6]

وهكذا نكون قد عرّفنا بسورة الحج، وما الآيات المدنيّة منها وما الآيات المكيّة، ثم ذكرنا أحد أسباب النزول التي تتعلق بآياتها، لننتهي بالحديث عن الأمر بالتقوى الذي افتتحت به سورة الحج، وما للتقوى من علاقة وثيقة بمناسك الحج، ومكانه وزمانه.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , سبب تسمية سورة الحج وذكر السنة التي فرض فيها الحج , 10-10-2020
  2. ^ kalemtayeb.com , سورة الحج" مشاهد الحج" , 10-10-2020
  3. ^ سورة الحج , الآية 11
  4. ^ islamweb.net ,  أسباب النزول، سورة الحج , 10-10-2020
  5. ^ سورة الحج , الآية 1
  6. ^ alukah.net , التقوى في آيات الحج , 10-10-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *