افضل الامه وخير القرون

افضل الامه وخير القرون

افضل الامه وخير القرون من الأمور التي تكون محيرة لبعض الناس من المسلمين، لأنهم يريدون أن يعرفوا من هم أفضل الأمة، والذين كان يعزهم الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم، ومعرفة أنهم بهذه المكانة وهذا القدر التعظيمي الكبير، يجعل لديهم فضول لمعرفتهم، لذا سوف نقوم بتوضيح ذلك من خلال هذا المقال.

افضل الامه وخير القرون

يعتبر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم هم أفضل الأمة وخير القرون بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لقد زكاهم الله عز وجل وأثنى عليهم وعدلهم ورضى عنهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أن الصحابة هم أمان لأمته طالما هم باقيين فيها، وقام النبي صلى الله عليه وسلم بالقسم على أنه إذا كان أحد من الأمة أنفق من الذهب لا يمكنه بلوغ مد أحدهم ولا نصفه، ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم أنهم خير أمته فقال: (خير أنت القرن الذي بعثت فيهم)، (خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم).

وقال الإمام أحمد رحمه الله: (فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه صلى الله عليه وسلم ولو لقوا الله بجميع الأعمال، كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه ، وسمعوا منه ،ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة أفضل بصحبته من التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير) ، لذا وصى الله عز وجل عليهم، ووجب الترضي عنهم عند تذكر أسمائهم، والقيام بالاستغفار لهم، والعمل على اتباع طريقتهم ومنهجهم.[1]

صحابة رسول الله ومكانتهم

يعتبر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل البشر من بعد الأنبياء والرّسل، حيث اصطفاهم الله عز وجل لكي يكونوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويقومون بتأييده وذو عون له على نشر الدعوة الإسلامية، وكانوا مثلما أراد الله عز وجل من المخلصين والمؤمنين والمتفانين في نشر الدعوة الإسلامية ويجاهدوا في سبيلها، إلى أن قام الله عز وجل بالثناء عليهم في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).

لذا يجب أن تتم معرفة فضل الصحابة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وقام بمدحهم، فكان يلتزم بحبهم ويتأدب عند الحديث عنهم، ويجب معرفة سيرتهم لأن بعا فضل عظيم ودروس وعبر، ومن الواجب على أي مسلم أن يلتزم تجاه الصحابة من ناحية عدالتهم وعدم التجريح فيهم، حيث أنهم قاموا بمعاشرة أفضل الخلق وامتثلوا لأوامره وابتعدوا عن ما نهى عنه وعاشوا على هذا المنهج، لذا لا يمكن أن يقوم أي شخص بالتشكيك في أخلاق أو صفات الصحابة رضي الله عنهم، ويجب حبهم وتوقيرهم كمة وصى عليهم الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الجليل الذي يعد حافظ الامه

فضل الصحابة على الأمة

لقد قام الله عز وجل بالشهادة عن فضل الصحابة رضي الله عنهم، وقام بإنزال آيات قرآنية تتلى إلى يوم القيامة، حيث قال الله تعالى فيهم: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)، وقام ابن كثير بتفسير الآية الكريم: (فعلم ما في قلوبهم من الصّدق والإيمان والوفاء؛ لذلك كرّمهم ورفع قدرهم).

وفي قوله تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)، يقول ابن القيّم: (فالله سبحانه أعلم حيث يجعل رسالاته أصلاً وميراثاً؛ فهو أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة والنصيحة، وتعظيم المرسل والقيام بحقه والصبر على أوامره والشكر لنعمه، والتقرب إليه، ومن لا يصلح لذلك، وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله والقيام بخلافتهم، وحمل ما بلغوه عن ربهم).

وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتأكيد فضل الصحابة رضي الله عنهم وأنهم يستحقون أعلى الدرجات، فقال: (خيرُ الناسِ قَرْنِي، ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهم، ثم الَّذِينَ يَلُونَهم)، وما كان يميز الصّحابة رضوان الله عليهم والسّبب في تعظيم شأنهم ونيلهم كلّ هذا الفضل من الله تعالى وكلّ هذه المحبّة من رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ما كان في قلوبهم من الإيمان الصّادق وصحّة الاعتقاد، فقد امتلأت قلوبهم بمحبة الله تعالى وتعظيمه والخوف منه، وأحبّوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكانت طاعته وإيثاره على أنفسهم علامة هذا الحبّ، وكانوا يبذلون أنفسهم  في سبيل رضا الله ونبيّه أموالهم  وأوقاتهم وكلّ ما يملكون، ثمّ أنهم قاموا بإتمام إيمانهم بصحّة العبادة وكثرتها، فداوموا على الطّاعات، وحسّنوا أخلاقهم، وتآخوا فيما بينهم، وآثروا إخوانهم على أنفسهم، حتّى جعل الرّسول صلى الله عليه وسلم  محبّتهم من الإيمان، وبغضهم علامةٌ من علامات النّفاق؛ لأنّ من عرف سيرتهم، ودرس أخلاقهم وأفضالهم لا يمتلك إلّا محبّتهم والترضّي عنهم، إلّا من مسّ إيمانه شيءٌ من سقمٍ.[3]

وفي النهاية نكون قد عرفنا أن افضل الامه وخير القرون هم صحابة النبي صلة الله عليه وسلم الذين أيدوه ونصروه وساعدوه على نشر الدين الإسلامي، والذين حاربوا معه حتى يصل بدعوته في جميع ربوع العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *