اقبل العيد ولكن ليس في الناس مسره كلمات

اقبل العيد ولكن ليس في الناس مسره

اقبل العيد ولكن ليس في الناس مسره، عرف العرب منذ سالف الأزمان بحبهم للغة العربية وآدابها، فبرز منهم في مختلف العصور العديد من الأدباء والكتاب والشعراء، الذين أبدعوا في كتاباتهم، فتركوا لنا كميات كبيرة من المؤلفات المتنوعة بين كتب وأشعار، ومن بين هذه القصائد كانت قصيدة اقبل العيد، فما كلماتها، ومن هو كاتبها، وما أهم المعلومات عنه، كل هذه التفاصيل وأكثر سيتم توضيحها في سطور المقال التالي من موقع محتويات.

اقبل العيد ولكن ليس في الناس مسره

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تزايد بحث الناس عن القصائد والأشعار التي تعبر عن مشاعرهم بقدوم العيد، والتي من أشهرها كانت قصيدة اقبل العيد، المعروفة بكلماتها المعبرة والمؤثرة، حيث قال الشاعر فيها:[1]

أَقبَلَ العيدُ وَلَكِن لَيسَ في الناسِ المَسَرَه

لا أَرى إِلّا وُجوهاً كالِحاتٍ مُكفَهِرَّه

كَالرَكايا لَم تَدَع فيها يَدُ الماتِحِ قَطرَه

أَو كَمِثلِ الرَوضِ لَم تَترُك بِهِ النَكباءُ زَهرَه

وَعُيوناً دَنَقَت فيها الأَماني المُستَحَرَّه

فَهيَ حَيرى ذاهِلاتٌ في الَّذي تَهوى وَتَكرَه

وَخُدوداً باهِتاتٍ قَد كَساها الهَمُّ صُفرَه

وَشِفاهاً تَحذُرُ الضِحكَ كَأَنَّ الضِحكَ جَمرَه

لَيسَ لِلقَومِ حَديثٌ غَيرُ شَكوى مُستَمِرَّه

قَد تَساوى عِندَهُم لِليَأسِ نَفعٌ وَمَضَرَّه

لا تَسَل ماذا عَراهُم كُلُّهُم يَجهَلُ أَمرَه

حائِرٌ كَالطائِرِ الخائِفِ قَد ضَيَّعَ وَكرَه

فَوقَهُ البازي وَالأَشراكُ في نَجدٍ وَحُفرَه

فَهوَ إِن حَطَّ إِلى الغَبراءِ شَكَّ السَهمُ صَدرَه

وَإِذا ما طارَ لاقى قَشعَمَ الجَوَّ وَصَقرَه

كُلُّهُم يَبكي عَلى الأَمسِ وَيَخشى شَرَّ بُكرَه

فَهُم مِثلُ عَجوزٍ فَقَدَت في البَحرِ إِبرَه

أَيُّها الشاكي اللَيالي إِنَّما الغَبطَةُ فِكرَه

رُبَّما اِستَوطَنتِ الكوخَ وَما في الكوخِ كَسرَه

وَخَلَت مِنها القُصورُ العالِياتُ المُشمَخِرَّه

تَلمُسُ الغُصنَ المُعَرّى فَإِذا في الغُصنِ نُضرَه

وَإِذا رَفَّت عَلى القَفرِ اِستَوى ماءً وَخُضرَه

وَإِذا مَسَّت حَصاةً صقَلَتها فَهيَ دُرَّه

لَكَ ما دامَت لَكَ الأَرضُ وَما فَوقَ المَجَرَّه

فَإِذا ضَيَّعتَها فَالكَونُ لا يَعدِلُ ذَرَّه

أَيُّها الباكي رُوَيداً لا يَسُدُّ الدَمعُ ثَغرَه

أَيُّها العابِسُ لَن تُعطى عَلى التَقطيبِ أُجرَه

لا تَكُن مُرّاً وَلا تَجعَل حَياةَ الغَيرِ مُرَّه

إِنَّ مَن يَبكي لَهُ حَولٌ عَلى الضَحِكِ وَقُدرَه

فَتَهَلَّل وَتَرَنَّم فَالفَتى العبِسُ صَخرَه

سَكَنَ الدَهرُ وَحانَت غَفلَةٌ مِنهُ وَغِرَّه

إِنَّهُ العيدُ وَإِنَّ العيدَ مِثلُ العُرسِ مَرَّه

شاهد أيضًا: كلمات لعمرك ما الرزية فقد مال

الاسم الأصلي لقصيدة اقبل العيد

عرف الناس هذه القصيدة وتداولها باسم الشطر الأول منها، فأصبحت تدعى قصيدة “اقبل العيد”، ولكن في الحقيقة إن الاسم الأساسي لها هو قصيدة “الغبطة فكرة”، وهي من مؤلفات الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي، الذي عرف بشعره الوجداني، ونزعته التفاؤلية، حيث يفترض بفلسفته الخاصة أن الحياة جميلة ووردية إلا أن الناس مصرين على رؤية الجانب السيء المتعب فيها، متناسيين أن في الدنيا من المسرات ما يكفي ليرضى به الإنسان.

من هو إيليا أبو ماضي

إيليا أبو ماضي هو أحد شعراء القرن العشرين البارزين، لبناني الأصل والمنشأ، حيث ولد في عام 1889 في بلدة المحيدثة التابعة لقضاء المتن الشمالي في لبنان، عاش حياةً صعبةً مع عائلته، فانتقل في عام 1902 ليستقر في مصر ويعمل بالتجارة مع عمه، هربًا من الفقر، ومن هناك بدأ بمسيرته الأدبية حيث تعرف على أنطون الجميل، وجمع أشعاره في ديوان يدعى “تذكار الماضي”، ومن ثم اضطر أبو ماضي إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1912، وذلك بسبب مواقفه وكتاباته السياسية، ومن هناك تابع بكتاباته، وأصبح من أشهر الشعراء العرب، وصنف من شعراء المهجر، وبقي في أمريكا حتى وفاته في عام 1957.

شاهد أيضًا: اغنية عبد الحليم الناجح يرفع ايده كلمات

وفي ختام هذا المقال تكون قد تمت معرفة كلمات قصيدة اقبل العيد ولكن ليس في الناس مسره، مع ذكر الاسم الأصلي لهذه القصيدة، ومن هو صاحبها، وأهم المعلومات عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *