التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله هو

التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله هو

التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ هناك بعضًا من الأمور التي لا بدَّ للمسلم من إدراكها وتحقيقها في ذاته ليكتمل إسلامه، وليكون من أهل الجنة، ومن هذا المنطلق فإنَّه سيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عن الإيمان بالله -عزَّ وجلَّ- كما سيتمُّ ذكر بعض الأمور التي لا بدَّ للمسلم من تحقيقها ليكتمل إيمانه به، وسيتمُّ ذكر الأدلة العقلية على وجود الله سبحانه وتعالى، كما سيتمُّ ذكر بعض الأمور التي تنافي الإيمان بأسماء الله وصفاته.

شاهد أيضًا: حكم الإيمان بأركان الإيمان الستة 

التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله هو

إنَّ التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله هو التعريف الاصطلاحي للإيمان بالله -عزَّ وجلَّ- ويدلُّ على ذلك ما رُوي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حيث قال: “بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عليْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضَعَ كَفَّيْهِ علَى فَخِذَيْهِ. وَقالَ: يا مُحَمَّدُ أخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الإسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَصُومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيْتَ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلًا، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فَعَجِبْنا له يَسْأَلُهُ، ويُصَدِّقُهُ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ”،[1][2] وليكون المسلم قد حقق التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله هو، فإنَّه لا بدَّ له من تحقيق أربعة أمور، وهي:

الإيمان بوجود الله تعالى

بعد الإجابة على سؤال التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله هو، سيتمُّ ذكر الأدلة العقلية والفطرية على وجوده،هناك العديد من الأدلة العقلية والفطرية التي تدلُّ على وجود الله -عزَّ وجلَّ- منها:[3]

  •  أما دلالة الفطرة على وجود الله: فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ”.[4]
  • وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى؛ فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لا بد لها من خالق أوجدها، إذ لا يمكن أن توجِدَ نفسها بنفسها، ولا يمكن أن توجد صدفة.

الإيمان بربوبية الله تعالى

إنَّ من مقتضيات التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله هو الإيمان بربوبيته، وهذا يعني أنَّه لا بدَّ للمسلم أن يؤمن بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو وحده الرب والمدبر، ولا معين له، فالله -عزَّ وجلَّ- هو الخالق والمدبر والملك، فلا خالق ولا مدبر ولا ملك غيره، وإله ترجع كلَّ الأمور،[5] وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}،[6] وقوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}،[7] وقوله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ}،[8] وقوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}.[9]

الإيمان بألوهية الله تعالى

أي أن يؤمن المسلم بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو المعبود وحده حبًا وتعظيمًا، وإنَّ كلَّ ما اتخذَّ آلهةً غير الله فألوهيته باطلة،[10] ودليل ذلك قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}.[11]

الإيمان بأسماء الله وصفاته

في ختام مقال التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله هو، سيتمُّ الحديث عن الإيمان بأسماء الله وصفاته، وهو أن أن يثبت المسلم لله -عزَّ وجلَّ- ما أثبته الله -عزَّ وجلَّ- لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، ومما يدلُّ على ذلك في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}،[12] ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ هناك أربعة من الأمور التي تنافي توحيد الأسماء والصفات، وهي:[13]

  • التحريف: والمراد به تغيير معنى نصوص الكتاب والسنة من المعنى الحق الذي دلت عليه، والذي هو إثبات الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى إلى معنى آخر لم يرده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
  • التعطيل: في الأسماء الحسنى والصفات العلى أو بعضها عن الله تعالى.
  • التمثيل: وهو تمثيل صفة الله تعالى بصفة المخلوق، فيقال مثلاً: إن يد الله مثل يد المخلوق.
  • التكييف: وهو تحديد الكيفية والحقيقة التي عليها صفات الله تعالى، فيحاول الإنسان تقديراً بقلبه، أو قولاً بلسانه أن يحدد كيفية صفة الله تعالى.

شاهد أيضًا: من واجب المسلم تجاه أسماء الله تعالى إثبات ما أثبته له رسوله من الأسماء الحسنى

التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله هو، مقال تمَّ الحديث فيه عن تعريف الإيمان بالله -عزَّ وجلَّ- وذكر الحديث الذي دلَّ عليه من السنة النبوية، ثمَّ تمَّ ذكر أربعة أمور لا بدَّ للمسلم من تحقيقها ليكون إيمانه بالله إيمانًا حقيقيًا صادقًا.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم، مسلم، عمر بن الخطاب، 8، حديث صحيح
  2. ^ islamqa.info , ما معنى الإيمان بالله؟ , 2-3-2021
  3. ^ islamqa.info , ما معنى الإيمان بالله؟ , 2-3-2021
  4. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبي هريرة، 1358، حديث صحيح
  5. ^ islamqa.info , ما معنى الإيمان بالله؟ , 2-3-2021
  6. ^ الأعراف: 45
  7. ^ يونس: 31
  8. ^ السجدة: 5
  9. ^ فاطر: 13
  10. ^ islamqa.info , ما معنى الإيمان بالله؟ , 2-3-2021
  11. ^ الحج: 62
  12. ^ الأعراف: 180
  13. ^ islamqa.info , ما معنى الإيمان بالله؟ , 2-3-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *