الذين انكروا مرتبة العلم والكتابة هم

الذين انكروا مرتبة العلم والكتابة هم

الذين انكروا مرتبة العلم والكتابة هم ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ أن نجيب عنها، فهو يأتي على الحديث عن إحدى الطوائف الإسلاميّة، والطوائف الإسلاميّة في الأقسام التي انقسمَ إليها المسلمون بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهي جمع لكلمة طائفة، والطائفة هي مجموعة من الناس يجمعها المبدأ أو العقيدة أو الانتماء، وقد تجتمع الطوائف الإسلامية على توحيد الله عزَّ وجلَّ ولكنَّها تختلف في كثير من الأمور الأخرى التي هي من صلب العقيدة الإسلامية، ومن هذا الاختلاف تنشأ الطوائف وتزداد يومًا بعد يوم.

الذين انكروا مرتبة العلم والكتابة هم

الذين انكروا مرتبة العلم والكتابة هم المعتزلة، والمعتزلة هي إحدى الفرق الإسلامية التي تعود بنسبها إلى واصل بن عطاء الغزال، وأصحاب فكر المعتزلة يقدمون العقل على النقل في إصدارهم للأحكام الشرعيّة، وتحكم في الأصول الخمسة بالعقل وليس بالنقل، وهذه الأصول يتفق عليها كلُّ الفرق التي تتفرع من المعتزلة، كالقدرية والوعيدية والعدلية، وقد سمُّي المعتزلة بهذا الاسم لأنَّ مؤسسها واصل بن عطاء اعتزل مجلس الحسن البصري، فقد جرى خلاف ما بين واصل بن عطاء وشيخه الحسن البصري حول حكم مرتكب الكبيرة وجرَّاء هذا الخلاف اعتزل واصل بن عطاء مجلس شيخه، وأنشأ لنفسه مدرسة ومذهبًا خاصًّا به فقال الحسن البصري: “اعْتَزَلَنا واصل”، وقيل أنَّه من هنا أُطلق على اسم هذه الطَّائفة اسم المعتزلة، ولقد اختلفت المعتزلة مع أهل السُّنة والجماعة في العقيدة الإسلامية كرؤية الله سبحانه وتعالى وقصة خلق القرآن وصفات الله تعالى.[1]

شاهد أيضًا: اقرب الفرق لاهل السنه والجماعه

أصول المعتزلة الخمسة

لقد انتشر فكر المعتزلة وبدعهم بين أتباع تلك الطَّائفة، فاختلفوا ببعض الأمور ولربما دفع بعضهم إلى تكفير البعض الآخر، إلَّا أنَّهم اتفقوا على أصولٍ خمسةٍ في عقيدتهم، وهذه الأصول الخمسة هي كالآتي:[1]

  • العدل: ويقوم هذا المبدأ أو الأصل عندهم على فكرة العقل، وعلى فكرة قياس أحكام الله تعالى بناءً على ما يُرضي العقل والمنطق، ومن هنا نفوا كثيرًا من الأشياء التي تخالف العقل بحسب تعبيرهم، فنفوا أن يكون الله هو الذي خلق أفعال عباده السِّيئة ومحاسبًا عليها بآنٍ واحد، فلا يمكن أن يخلق الله لعباده إلا الصلاح والخير، وبزعمهم هذا يكونون قد خالفوا عقيدةالقدر ونفوها.
  • التوحيد: وهو الأصل الأول من أصول المعتزلة الخمسة، ويقوم هذا الأصل على نفي كلَّ الصفات عن الله سبحانه وتعالى مثل السَّمع والبصر، وقد اعتمدوا هذا الأصل بزعمهم أنهم هذه الفكرة من أجل تنزيهه سبحانه وتعالى، وانطلاقًا من هذه الفكرة توصَّلوا إلى فكرة خلق القرآن الكريم.
  • المنزلة بين المنزلتين: ويعدُّ المعتزلة هذا الأصل هوالشَّق الآخر لأصل الوعد والوعيد، ويقوم هذا المبدأ عندهم على فكرة وجود منزلة ما بين منزلة الكفر ومنزلة الإيمان، وهي المنزلة التي يقبع فيها الفاسق على حدِّ زعمهم، فمثلًا عندهم مرتكب الكبيرة يقع في هذه المنزلة بين المنزلتين فإن تاب ورجع فقد أمن على نفسه من العذاب، وإن مات على كفره فهو خالد في عذاب جهنم.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ويقصدون بهذا الأصل فكرة الخروج والشُّذوذ عن حاكم المسلمين في حال كان فاسقًا، كما أنَّهم يقولون بفكرة إجبار النَّاس وحملهم على الإيمان بمعتقداتهم وبما يرونه صحيحًا، سواءً اتَّبعوا في هذا طريق المحاججة وإظهار البرهان بالدَّليل القاطع والعقل، واتِّباعهم طريق القوَّة والسُّلطة وذلك باعتمادهم على الحاكم أو الخليفة في هذا الأمر.
  • الوعد والوعيد: والمقصود بهذا الأصل هو أن يحكم الله سبحانه وتعالى بالعدل المطلق في الآخرة على حدِّ زعمهم، فمن أطاع الله سيحصل على الثَّواب والجزاء الحسن من الله، في حين العاصي ومرتكب الكبيرة لا يعفو الله عنهم، ولا يخرج أحدًا منهم من نار جهنم إلَّا إذا كان تائبًا عن الذَّنب في حال الحياة الدُّنيا، وهذا أمرٌ قد أخذه الله على نفسه.

شاهد أيضًا: من مصادر تلقي العقيدة عند أهل السنة والجماعة

أبرز الشخصيات المنتمية إلى المعتزلة

بعد معرفة أنّ الذين انكروا مرتبة العلم والكتابة هم المعتزلة، فسنذكر أسماء بعض الشخصيات الذين انتموا لطائفة المعتزلة، ومن بينهم خليفة عباسي، والعديد من الأدباء والعماء المشهورين، ومنهم:[2]

  • المأمون: وهو الخليفة العباسي الذي اعتنق مذهب المعتزلة، وهو من أشرف على تعذيب الإمام أحمد بن حنبل في مسألة خلق القرآن المشهورة.
  • الزَّمخشري: من الشخصيات المشهورة باعتزالها ومن أئمة المعتزلة المفسر الزمخشري وهو إمامٌ لطائفةٍ تدعى الزمخشرية ومن كتبه الكشاف في التفسير.
  • الجاحظ: اسمه عمر بن بحر الملقب بأبي عثمان، وهو من كبار أئمة المعتزلة ولكونه كاتبًا وأديبًا استطاع أن يدسَّ الكثير من أفكار المعتزلة في كتبه ومن أمثال كتبه البيان والتبين.
  • الهمداني: وكان قاضيًا للرَّي واسمه عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني، وعمل على التَّأريخ للمعتزلة، وكان أكبر شيوخ المعتزلة في عصره.

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال الذين انكروا مرتبة العلم والكتابة هم، وعرفنا أنّهم المعتزلة، وعرفنا كذلك الاصول الخمسة للمعتزلة وهي التوحيد والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعد والعيد والمنزلة بين المنزلتين، وأخيرًا ذكرنا أسماء بعض الشخصيات التي كانت تنتمي لفكر المعتزلة.

المراجع

  1. ^ alukah.net , المعتزلة , 27-04-2021
  2. ^ al-maktaba.org , أرشيف ملتقى أهل الحديث , 27-04-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *