من هو مؤلف كتاب البيان والتبيين

مؤلف كتاب البيان والتبيين

مؤلف كتاب البيان والتبيين، وهو كتاب عظيم يتضمّن مُختارات من الأعمال الأدبية بين خطب وقصائد وتعليقات ورسائل، ويتناول الكتاب بعض الخطب التي جائت على لسان أعلام الفصحاء المعروفين في العالم الإسلامي، يُعتبر من أمّهات الكتب، وفيه أقوال عظيمة، لذلك سنتطرق الى لمحة عن محتواه، وتعريف بكاتبه، وبعض نوادره والاقتباسات منه.

لمحة عن كتاب البيان والتبيين

يتميز هذا الكتاب عن سائر كتب الجاحظ حيث يزيد عنهم حجمًا، وهو مثلها إذ يتخذ منحى فلسفيًا من حيث الأسلوب والموضوعات الفلسفية مثل التولّد والجواهر والكمون والمجوسية والأعراض والدّهرية، أما من حيث الإسم فيعني البيان الدلالة على المعنى، والتبيين هو الإيضاح، وقد عَرّف الكاتب كتابه خير تعريف حين قال في مطلع الجزء الثالث منه:”هذا أبقاك الله الجزء الثالث من القول في البيان والتبيين، وما شابه ذلك من غرر الأحاديث، وشاكله من عيون الخطب، ومن الفقر المستحسنة، والنتف المستخرجة، والمقطعات المتخيرة، وبعض ما يجوز في ذلك من أشعار المذاكرة والجوابات المنتخبة”.[1]

شاهد أيضا: من هو مؤلف كتاب تاريخ الخلفاء

من هو مؤلف كتاب البيان والتبيين

مؤلف كتاب البيان والتبيين هو الجاحظ ، أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني الشهير بالجاحظ لجحوظ في عينيه، من بني فقيم من قبيلة كنانة، وهو أديب وموسوعي يُعد من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، كان صبيًا يبيع الخبز والسمك في سوق البصرة، ثم بدأ يأخذ العلم على أعلامه، فأخذ علم اللغة العربية وآدابها عن الأصمعي وأبي عبيدة وأبي زيد الأنصاري، ودرس النحو على الأخفض، وتبحر في علم الكلام على يد إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري، وتميزت كتاباته بالتراكيب اللغوية الثّرية المعقدة، والسهلة الفهم في آن واحد، وقد صارع الشلل والشيخوخة في آخر حياته التي زادت على التسعين سنة، وتوفاه الله عندما سقطت الكتب التي أحبها عليه.[2]

موضوعات كتاب البيان والتبيين

كان كتاب البيان والتبيين من أواخر مؤلفات الجاحظ، حيث تناول الكتاب موضوعات كثيرة متنوعة مثل الحديث عن الأنبياء والخطباء والفقهاء والأمراء، كما تحدث عن اللحن والحمقى والبلاغة واللسان والصمت والشعر والخطب والرد على الشعبوية والمجانين ووصايا الأعراب ونوادرهم والزُّهد وغير ذلك الكثير، كما ساعد هذا الكتاب ونتيجة ذكره للخطب التي جائت على لسان الفصحاء من العرب في إرساء الأسس العلميّة الأولى للبلاغة الغربية وفلسفة اللغة.[1]

شاهد أيضا: من هو مؤلف كتاب كليلة ودمنة

مقتبسات من كتاب البيان والتبيين

هذه اقتباسات لبعض ما ورد في كتاب البيات والتبيين من حكم الجاحظ:

  • الخروج مما بُني عليه أول الكلام إِسهاب.
  • وأجرأ من رأيت بظهر عيب على عيب الرجال ذوو العيوب.
  • القلم أحد اللسانين، والقلم أبقى أثراً، واللسان أكثر هذراً.
  • إذا كان الحب يعمي عن المساوي فالبغض يعمي عن المحاسن.
  • حدِّث الناس ما حرجوك بأبصارهم وأذنوا لك بأسماعهم، فإن رأيت منهم فترة فأمسك.
  • كان السلف يخافون من فتنة القول أكثر مما يخافون من فتنة السكوت.
  • كانوا يمدحون جهور الصوت، ومدحوا سعة الفم.
  • مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها.
  • قال الحسن: لسان العاقل وراء قلبه فإذا أراد الكلام تفكر، فإن كان له قال، وإن كان عليه سكت.
  • دع الاعتذار، فإنه يخالطه الكذب.
  • يهلك الناس في فضول الكلام وفضول المال.
  • يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.
  • إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.
  • كان عمر بن الخطاب لا يعرض له أمراً إلا أنشد فيه شعراً.
  • عليك بأوساط الأمور فإنها، نجاة ولا تركب ذلولاً ولا صعبا.
  • السكوت عن قول الحق هو في معنى النطق بالباطل.
  • قال عمر : استغزروا الدموع بالتذكر.[1]

شاهد أيضا: من هو مؤلف كتاب تاريخ دمشق

أقوال العلماء عن كتاب البيان والتبيين

كان لكتاب البيان والتبيين عظيم الأثر والفائدة، إذ جمع الكتاب في دفّتيه الكثير من ألوان الفنون والنفع والفلسفة وقدّم كل هذا بأسلوب فصيح، لذلك تأثر العلماء فيه وأبدو اعجابهم بكتاب الجاحظ في عديد من المناسبات، نذكر منهم:

أبو هلال الحسن بن عبدالله العسكري

وكان أكبرها وأشهرها كتاب البيان والتبيين، لأبي عثمان عمرو بن الجاحظ، وهو لعمري كثير الفوائد، جم المنافع، لما اشتمل عليه من الفصول الشريفة، والفقر اللطيفة، والخطب الرائعة، والأخبار البارعة، وما حواه من أسماء الخطباء والبلغاء، وما نبه عليه من مقاديرهم في البلاغة والخطابة وغير ذلك، ونعوته المستحسنة.

ابن رشيق القيرواني

وقد استفرغ أبو عثمان الجاحظ وهو علامة وقته الجهد، وصنع كتابا لا يبلغ جودة وفضلًا، ثم ادعى احاطته بهذا الفن لكثرته، وان كلام الناس لا يحيط به غلا الله عز وجل.

ابن خلدون المغربي

وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهي أدب الكاتب لابن تيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب الأمالي لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها.

المشكلة في عنوان كتاب البيان والتبيين

وُجّه سؤال لفضيلة العلامة المحقق “عبدالسلام هارون” عن عنوان الكتاب فقال:”كان المتداول المعروف في اسم الكتبا هو “البيان والتببيين” -بباءين- وطبيعة الأمور ترى أن هذه التسمية ليست من المنطق، فإن البيان هو التبيين بعينه، ونحن نربأ بالجاحظ أن يقع في مثل هذا العيبفي تسمية أشهر كتبه وأسيرها، فالأصح هو “البيان والتبيُّن” وهذا ما يجده الباحث في مصورة مخطوطة كوبريلي المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (4370 ب) وتاريخ كتابتها هو سنة 684.[1]

شاهد أيضا: من هو مؤلف كتاب أيسر التفاسير

من مؤلفات الجاحظ

يُعد الجاحظ منأغزر كتّاب العالم، فقد كتب حوالي 360 كتابًا في كل فروع المعرفة في عصره، ونذكر من أبرزها:[2]

  • البيان والتبيين
  • الحيوان
  • كتاب البخلاء
  • رسالة الحنين إلى الأوطان
  • المحاسن والاضداد
  • فلسفة الجد والهزل
  • كتاب التربيع والتّدوير

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى خاتمة هذا المقال الذي تعرفنا فيه على مؤلف كتاب البيان والتبيين، ولمحة عن الكتاب كما عرضنا لبعض الاقتباسات القيّمة والبليغة من الكتاب، بالإضافة لآراء العلماء فيه وأثر الكتاب فيهم.

المراجع

  1. ^ marefa.org , البيان والتبيين , 29/3/2021
  2. ^ marefa.org , الجاحظ , 29/3/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *