ما هو الركن الثاني من اركان الاسلام

ماهو الركن الثاني من اركان الاسلام

ماهو الركن الثاني من اركان الاسلام سؤال يراود الكثيرين، وقد أتى جوابه صريحًا واضحًا لاريب فيه، فقد بني الاسلام على خمس أركان أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وثانيها الصلاة وهي عماد الدين، فمن أقامها أقام الدين ومن هدمها هدم الدين، وفي هذا المقال سنتحدث عن أركان الإسلام الخمسة وأهميتها، وعن الركن الثاني من أركان الإسلام وهو الصلاة ، وعن فضل الصلاة وأهميتها.

اركان الاسلام

أركانُ الإسلام هي القواعد والأسس والضوابط التي بني عليها دين الإسلام، وهي الواجبات التي يجب على كل مسلم اتباعها والتقيد بها، وهي خمسة بينها لنا رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بقوله في الحديث الشريف: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”.[1]

النطق بالشهادتين

إنَّ النطق بالشهادتين هو أول الأركان التي بني عليها الإسلام، وفي قول أشهد أن لا إله إلا الله  بقلب صادق مؤمن ويقين دليل واضح على تصريح الشخص بوحدانية الخالق، والتنزه عن الشرك به، وقد جعل الله فيها مفتاحًا للجنة، وفي قول أشهد أن محمداً رسول الله إقرار صريح برسالة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وتصديقًا لما أتى فيه من خبر الوحي.

الصلاة

هي الركن الثاني من اركان الاسلام، وهي فرضًا كانت أم نفلًا تمثّل الامتثال الصادق لوجه الله تعالى، وتنهانا عن الفواحش والمنكرات فقد قال تعالى: ” ٱتْلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ ۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[2]، وهي واجب فرضه الله على كل مسلم بالغ راشد، خمس مرات في اليوم يتقرب فيها العبد من ربه في طهارة وخشوع، فقد كانت الصلاة قرّة عين رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم، فكان كلما حزَّ به أمر فزع إلى الصلاة.

الزكاة

خلق الله البشر ووزعهم في أرجاء الأرض وجعلهم شعوبًا وقبائل مختلفة وجعل فيهم الأقوياء والضعفاء، الأغنياء والفقراء، وفي ذلك اختبارًا لهم، فيختبر الغني في شكره، والفقير في صبره. وفرض على الغني منهم الزكاة لتزكي النفوس وتطهر الأموال وتقوّي الروابط بين أطياف المجتمع، وتُظهر مشاعر الأخوة والعطف والإحسان في المجتمع، وقد وعد الله من أخرج زكاة ماله محتسبًا الأجر والثواب عنده بالخير والبركة فقد قال تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.[3]

الصيام

هو رابع أركان الإسلام، فرضه الله تعالى على كل مسلم بالغ راشد، وهو الامتناع عن المفطرات من الطعام والشراب ونحوه، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس خلال شهر رمضان المبارك، وفي ذلك تعويدًا للمسلم على الصبر والتقوى وتجنب ما حرم الله تعالى، كما يعلمنا الصيام الالتزام بالأوقات والمواعيد والانضباط في حياتنا،وقد قال تعالى: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ“.[4]

الحج

هو الركن الخامس والأخير من أركانِ الإسلامِ، وهو الحج إلى بيت الله الحرام قبلة المسلمين، في مكّة المكرّمة، وفيه دعوة للاجتماع  والتعارف، يأتي فيه المسلمون من كل بقاع الأرض حفاة عراة تاركين كل ملذات الدنيا وراء ظهرهم، وهو موسم تظهر فيه قوة المسلمين ووحدتهم وتعاونهم على البر والقوى، وللحج آداب وشروط أهمها أن تكون نية لشخص خالصة لوجه الله تعالى، وأن يحفظ لسانه عن سوء الكلام، ويغض بصره، ويتحلي بمكارم الأخلاق، ويبتعد عن الجدل والفسوق وكل ما يبطل الحج، ودليل هذا وردنا في قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ[5]، وقد فُرض الحج على كل مسلم قادر ومستطيع على تحمل نفقاته، وفي ذلك رأفةً ورحمة من رب العالمين في عباده فقد قال تعالى: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ”.[6]

ماهو الركن الثاني من اركان الاسلام

الصلاة هي الركن الثاني من اركان الاسلام، فرضها الله تعالى  على رسولهِ في ليلة الإسراء والمعراج مباشرةً في السموات، خمس صلوات لكل منها وقت محدد، فلا يصلي كل شخص على هواه فقد قال تعالى: “إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتًا”[7]، وقد بين النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هذه المواقيت،فإنَّ صلاة الفجر تُقام قبيل شروق الشمس بساعة تقريبا، وصلاة الظهر عندما تصبح الشمس عمودية على الأرض.

وتأتي صلاة العصر عندما تبدأ الشمس بالميلان، وصلاة المغرب عند غياب الشمس تمامًا، وصلاة العشاء تأتي عند حلول الظلام الكامل، يجب على المؤمن أن لايقرب الصلاة إلا طاهرًا، فعليه الاغتسال إذا كان على جنب، والوضوء إذا كان على غير طهارة، فقد قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا“.[8]

فضل الصلاة وأهميتها

إنَّ الصلاة هي  الركن الثاني من اركان الاسلام، وهي عماد الدين، فريضة من رب العالمين، جعلها نورًا وبرهانًا ونجاة لكل من حافظ عليها واتّبعها ، وهي الخط الفاصل الذي يفصل بين العبد وبين الكفر، وهنا تظهر أهميتها البالغة في حياة كل شخص مسلم، فقد وردنا عن رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: “ليس بيْنَ العبدِ وبيْنَ الكفرِ إلَّا تركُ الصَّلاةِ”.[9]

وقد جعل الله لنا في عبادة الصلاة سكينةً لأنفسنا وطمأنينة لقلوبنا وراحة لنا من هموم الحياة وثقلها، فجعلها ملجأنا عند اشتداد كروب الدنيا علينا وعوننا في حياتنا على قضاء كل أمورنا،وفي قول الله -سبحانه وتعالى- دعوة لكل مسلم بأن يستعين على قضاء حوائجه بالصلاة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”[10]، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يلجأ إلى الصلاة كلما ضاق به الحال يستغفر الله ويدعو له، ويستعين بها راكعًا وساجدًا ليريح بها نفسه، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال لبلال: “قُمْ يا بلالُ، فأَرِحْنا بالصَّلاةِ[11]، والله تعالى أعلم.[12].

أهمية أركان الاسلام الخمسة

تأتي أهمية أركان الإسلام الخمسة في كونها تُنشئ الإنسان على نهج سليم وفطرة صحيحة، فجعل الله  لنا في الركن الأول منها مفتاحًا للجنة، وطريقًا للعبور إلى دين الإسلام، وجعل في قول الشهادتين أجرًا عظيما، كما جعل في الصلاة صلة بين العبد وربّه، يقوم بين يديه خمس مرات في اليوم، فتجعله مرتبطًا بالله دائمًا فيخشع قلبه ويسعى لرضاه، ويجتنب سخطه وغضبه، وتبعده عن كل فحشاء ومنكر، كما في الصيام تعويدًا على الصبر والالتزام بالمواعيد، وتجعل العبد يقدر نعم الله الكثيرة عليه، كما تقوي الزكاة الروابط الإنسانية، فتتجلى مشاعر الإحسان والإحساس بالغير، فيتشارك الغني مع الفقير جزءًا من أمواله، وفي حج البيت نتعلم أن نتوجه إلى قبلة الله تعالى ونتجرد من كل ملذات الدنيا، وفي الطواف تذكرة لكل مؤمن بيوم الحشر، و لأركان الإسلام فضائل كثيرة ذُكرت في أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-  فقد أتاهُ رَجُلٌ يسأله عن الإسلام فقالَ: “يا رَسولَ اللهِ، ما الإسْلامُ؟ قالَ: الإسْلامُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، ولا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلاةَ المَكْتُوبَةَ، وتُؤَدِّيَ الزَّكاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضانَ”.[13]

وأخيرًا فإن الالتزام بأركان الإسلام وتطبيقها على أكمل وجه يساعد المؤمن على تقوية إيمانه، وزيادة صلته بربه، فتجعله بعيدًا عن المعاصي، وتنير حياته، وقد تعرفنا في المقال السابق على أركان الإسلام الخمسة وأهميتها، كما تعرفنا بشكل مفصل على الركن الثاني من أركان الإسلام وهي الصلاة ، وعلى أهميتها وفضلها علينا.[14]

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , عبد الله بن عمر، البخاري، 8، صحيح.
  2. ^ سورة العنكبوت , الآية 45.
  3. ^ سورة البقرة , الآية 110.
  4. ^ سورة البقرة , الآية 183.
  5. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري، 1521، صحيح.
  6. ^ سورة آل عمران , الآية 97.
  7. ^ سورة النساء , الآية 103.
  8. ^ سورة المائدة , الآية 6.
  9. ^ صحيح ابن حبان , جابر بن عبد الله، ابن حبان، 1453، صحيح.
  10. ^ سورة البقرة , الآية 153.
  11. ^ تخريج سنن أبي داود , علي بن أبي طالب، شعيب الأرناؤوط، 4989، صحيح.
  12. ^ alfawzan.af.org.sa , مكانة الصلاة في الإسلام. , 30-12-2020
  13. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 9، صحيح.
  14. ^ islamweb.org , حديث : بُني الإسلام على خمس. , 30-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *