الصدق يكون في

الصدق يكون في

الصدق يكون في كل أفعال وأقوال المسلم حيث أن الصدق والأمانة مفتاحين من مفاتيح الجنة، وكان الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ملقب بالصادق الأمين لصدقه وأمانته، وهما من الصفات التي كان معروف بهما بين قومه، ولا تقوم المجتمعات وتزدهر سوى باتباع الصفات الحسنة ومنها صفة الصدق، وسوف نجيب من خلال هذا الموضوع على سؤال الصدق يكون في؟.

الصدق يكون في

يكون الصدق في الأقوال والأعمال والهمم، وفي كل أعمال الخير والصلاح سواء كانت في العلن أو في الخفاء عند البحث نجد أن مصدرها الصدق، على العكس من الكذب فإنه بداية الكبر والرياء والفجور في نهاية المطاف، وعقوبة الشخص الذي يكذب هي أن يكشف الله كذبه ويعاقبه في مصالحه وعمله، وثواب الشخص الصادق هي أن يكرمه الله في جميع أعماله في الدنيا والآخرة، والصدق بصفة عامة يكون فيما يلي:-

  • الصدق في القول: ونقصد به استواء اللسان على قول الصدق والحق كما تستوي السنبلة على ساقها بدون ميل، ونعني بذبك أن يتم الالتزام بالصدق في القول لأن ذلك دليل على إيمان الشخص فكما جاء عن السيدة عائشة قولها، “يُعرَف المؤمن بوقاره، ولين كلامه، وصدق حديثه”.
  • الصدق في العمل: وهو أن تستوي الأفعال مثل الأقوال مثل استواء الرأس فوق الجسد، بمعنى استواء ما يفعله العبد في السر والعلانية، فلا يكون هناك خلاف بين قوله وفعله فذلك عين الصدق، والذي يفعل دون ذلك هو المنافق والكاذب.
  • والصدق في الأحوال: والمقصود به استواء القلب وجميع الجوارح في الإنسان على الإخلاص في العمل والقول، فالصدق هو استواء العلانية والسر، والباطن مع الظاهر، وعدم مخالفة أحوال العبد مع أعماله أو أعماله مع أحواله

 جوانب أخرى للصدق في الإسلام

إلى جانب الجوانب الرئيسية التي تحدثنا عنها في الصدق يوجد بعض الجوانب الأخرى للصدق والتي يجب أن يتحلى بها المسلم وتشتمل على ما يلي:

  • الصدق في الإرادة والنية: ويعني ذلك الإخلاص في العمل بصدق النية، فالذي يصدق الله تعالى في النية والإرادة يصدقه الله سبحانه وتعالى أيضًا، ومن ذلك ما أخرجه الطبراني أن رجلًا أعرابيًا جاء للرسول وآمن به، وطلب منه أن يهاجر معه، وأوصى الرسول الكريم أصحابه بهذا الرجل، وفي أحد الغزوات تم تقسيم الغنائم وأعطى الصحابة للرجل حقه لأنه كان يحمي ظهرهم، فلما أعطوه قسمته من الغنائم استنكر هذا وذهب للرسول الكريم وقال له ما هذا، فإجاب الرسول أن ذلك هو نصيبه من القسمة، فقال له الرجل ما معناه أنه لم يتبع الرسول الكريم من أجل ذلك بل لكي يحارب معه ويصاب بالسهم في حلقه ويموت ويدخل إلى الجنة وأشار إلى مكان حلقه، فقال له الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ((إن تصدق الله يصدقك))، وبعد أن شارك الرجل الإعرابي في قتال الأعداء معهم أصابه سهم من سهام الأعداء في الموضع الذي أشار إليه في حلقه قبل ذلك فقال النبي الكريم: ((أهو هو؟!))، فقال الصحابة: نعم، فقال صلى الله عليه وسلم : ((صدق الله فصدقه)).
  • الصدق في العزم: وهو عزم الإنسان على حد الأشياء لكي يعود عليه بالفائدة في أمور دينه، ومنها على سبيل المثال عقد العزم على الحج على سبيل المثال، أو العزم على التصدق بالمال لو أتته بعض الأموال.
  • والذي لا يصدق في عزمه فهو يخالف عهده مع الله سبحانه وتعالى، لذلك جعل الله عز وجل من الوفاء بالعزم وعد وعهد على، وأما من يخالف ذلك فهو كاذب ومن يفي بوعده يكون صادقًا مع نفسه ومع الله عز وجل.
  • الصدق في مقامات الدين: ويعتبر هذا الجانب من أعلى الدرجات ويشمل التوكل على الله سبحانه وتعالى، فالذي يتوكل على الله حق التوكل يكفيه من كل شيء في الحياة ويرفعه لأعلى المنازل يوم الآخرة، ولا يعني ذلك التواكل ويعني عدم القيام بأي عمل والقول بأنه الإنسان متوكل على الله ولكن يكون هذا التوكل مرتبط بالعمل مع حسن الظن بالله سبحانه وتعالى.
  • الصدق في الخوف من الله سبحانه وتعالى: فنحن للأسف نجد العديد من الناس من يدعون خوفهم من الله تعالى باللسان فقط ولكنهم مع ذلك يرتكبون المعاصي وينتهكون المحارم برغم خوفهم من الله ويعتقدون أن فعلهم ذلك في الخفاء لا يترتب عليه شيء، ولكنه في هذه الحالة يكون خوف كاذب من الله تعالى، وليس خوفًا صادقًا نابعًا من حسن إيمانهم به.

شاهد أيضًا: كم عدد الذين حرمت عليهم الصدقة

معنى الصدق وحقيقته

يمكن تعريف الصدق في اللغة أنه مطابقة الحديث لما يحدث في الواقع فعلاً، كما يعرف كذلك بأنه  هو الشيء الصحيح الكامل لا يشوبه نقصان أو كذب.

أما المعنى الاصطلاحي، فيعني أن يخبر أحدهم الآخر بشيء ما في نفس الحالة التي يكون عليها الشيء، والعكس منه هو الكذب، أما عن حقيقته فتعني أن يتحرى المرء الصدق في مواقف لن ينجو فيها إلا بتحريه الكذب.

مجالات الصدق

من أهم مجالاته، أن يصدق المرء في نيته وقصده، في جميع تصرفاته أن تكون نابعة من نية صادقة في داخله وليس رياء ولا لسبب شخصي آخر، ويجب أن يصدق المرء في كلامه، فالصادقين لهم أجر وثواب عظيم، على عكس من يتحرى الكذب في قوله، والصدق في العمل مهم جدًا، فيجب أن يتوافق كلام المرء مع أفعاله وإلا يعتبر كذب ورياء.

أهمية الصدق

الصدق من صفات الله وما وعد الله وعدًا أو قال شيء إلا وصدق فيه، وهو صفة من صفات الأنبياء المشتركة، فهي دليل على صدق نبوتهم ورسالتهم، وكان صفة دائمة ملازمة للرسول صلى الله عليه وسلم معروف بها عند المشركين قبل المسلمين.

فوائد الصدق

الصادق له ثواب عند الله ويدخله الله الجنة ثوابًا على صدقه، الصادق تعم حياته البركة ويغنيه الله ويفتح له أبواب السعادة والخير، وبه يرتقي المرء إلى أعلى المنازل مع الأنبياء والصالحين.[1]

وبذلك نكون قد عرفنا أن الصدق يكون في الكثير من جوانب الحياة حيث يجب أن يكون الإنسان صادق في الكثير من الجانب فب حياته ومنها التوبة النصوحة إلى الله تعالى، والصدق في الرضا والرجاء والحب وغيرها من الأمور التي لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى لأنها نابعة من القلب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *