الصلاة التي ليس لها سنة راتبة

الصلاة التي ليس لها سنة راتبة أمر يجب أن يعرفه كل مسلم حيث أن الصلاة واجب شرعي على جميع المسلمين بعد توافر الشروط الخاصة بها، فهي من أركان الإسلام مع الشهادتين والصوم والزكاة والحج، وهناك من الصلوات ما له سنة راتبة وما ليس له سنة راتبة، فما هي الصلاة التي ليس لها سنة راتبة هذا ما سنلقي عليه الضوء عبر هذا المقال.

الصلاة التي ليس لها سنة راتبة

إن الصلاة التي ليس لها سنة راتبة هي صلاة العصر فلا يوجد لها سنن راتبة قبلها أو بعدها، والذي يُصلى قبلها يكون من باب النوافل المطلقة وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، «بين كل أذانين صلاة»، وهي الصلاة الوسطى أي التي تقع بين صلاة الظهر والمغرب.

والوقت الذي بعد صلاة العصر لا يجوز صلاة النوافل به لأنه وقت النهي إلا للصوات ذات الأسباب مثل صلاة تحية المسجد وصلاة الكسوف وركعتي الطواف كما أجمع الكثير من الفقهاء، كما أجمعوا على أن صلاة العصر هي الصلاة التي ليس لها سنة راتبة.

ما هي السنن الرواتب بعد الصلاة

السنن الرواتب بعد الصلاة هي الصلوات النوافل التي تتبع صلاة الفرائض، ولها فضل عظيم كما جاء في السنة النبوية الشريفة بالعديد من الأسانيد الصحيحة، ومن ذلك قول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ” مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الْفَجْرِ”

وتنقسم السنن الرواتب لاثنين من الأقسام وهي السنن المؤكدة والغير مؤكدة، ومن هذه السنن ما يكون قبل أداء الفريضة، أو الذي يلي الفريضة، وإليكم تفصيل بكل نوع منهم:

أولًا: السنن المؤكدة

من السنن المؤكدة في الصلاة ما يلي:

• اثنين من الركعات تسبق صلاة الفجر وقد جاء ذلك في الحديث المتفق عليه الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن الرسول الكريم.
• 4 من الركعات تسبق صلاة الظهر، واثنين من الركعات بعدها، وذلك أيضاً بالحديث الثابت عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والوارد عن السيدة عائشة.
• 2 من الركعات عقب صلاة المغرب كما ورد في ذات الحديث.
• 2 من الركعات عقب صلاة العشاء.

شاهد أيضًا: مواقيت الصلاة في مكة المكرمة, المملكة العربية السعودية

ثانيًا: السنن الغير مؤكدة

ومن السنن الغير مؤكدة في الصلاة السنن التالية:

• 2 من الركعات الأخرى مع ركعتي الظهر المؤكدة في سنة صلاة الظهر.
• 4 من الركعات تسبق صلاة العصر وذلك كما ورد في حديث عمر بن الخطاب عن الرسول الكريم.
• 2 من الركعات تسبق صلاة المغرب، وذلك جاء في الحديث الصحيح عن الرسول الكريم ولكنها قال لمن شاء وذلك لخفوه أن يتخذها الناس سنة دائمة.
• 2 من الركعات تسبق صلاة العشاء وهي من السنن غير المؤكدة أيضًا.[1]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة الجمعة للمسافر

وقت صلاة العصر

لصلاة العصر وقت محدد مثل الصلوات الأخرى، ويدخل وقت صلاة العصر عندما يكون ظل كل شيء مثله، ويمتد إلى غروب الشمس، فالصلاة تكون قائمة إذا لم تصفر الشمس بكبد السماء، ولكن من المستحب أداء صلاة العصر في فوقتها وعدم تأخيرها حتى وقت أفول الشمس والدخول على وقت الصلاة القادمة بعدها.

فضل صلاة العصر

هناك الكثير من الفضائل التي تعود على العبد بأدائه لصلاة العصر في موعدها، كما ورد في الكثير من الأدلة من القرآن والسنة ومن هذه الفضائل ما يلي:

• الدليل على الفضل العظيم لصلاة العصر قول الله تعالى في كتابه الحكيم حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ).
• صلاة العصر من أسباب دخول الجنة لقول الرسول الكريم : (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)، ويعني المحافظة على صلاتي الصبح والعصر، وقد نهى عن تركهما لأن في ذلك إحباط لعمل المسلم، لأن وقت العصر هو وقت الانشغال في العمل، ويجب ألا يلهينا العمل عن الصلاة.
• يضاعف الله سبحانه وتعالى الأجر لمن يحافظ على صلاة العصر اثنين من المرات، أول مرة للمحافظة عليها، والمرة الثانية لأدائها مثل الصلوات الأخرى، كما أكد الرسول الكريم على هذا الأجر.
• تتجمع الملائكة في وقت صلاة العصر لطفًا بالمسلمين ولكي يشهدوا لهم بنيل خيرها، كما ورد أيضًا في الحديث الشريف.
• الحفاظ على أداء صلاة العصر في الوقت المحدد لها يكون سبب في تجنب المؤمنين لدخول النار وذلك كما ورد في صحيح مسلم.[2]

شاهد أيضًا: ثمرات المحافظة على الصلاة

أهمية أداء الفرائض

الفرائض من العبادات التي تقرب العبد من ربه بل هي أفضل العبادات، فأولياء الله الصالحين من يؤدون الصلوات في أوقاتها، والدليل على ذلك ما ورد عن الله تعالى في الحديث القدسي (مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه).

والفرائض تكون على درجات فهي ليست جميعًا على نفس المرتبة أو الدرجة ولكن الأعلى منها والتي تقرب العبد من ربه هي الصلوات المفروضة التي من الأفضل أن تؤدى في أوقاتها لكي ينال العبد عنها الأجر كاملًا، كما أكد الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم وأيضًا كما ورد عن الرسول الكريم.

وفي نهاية مقالنا نكون قد عرفنا الصلاة التي ليس لها سنة راتبة وهي صلاة العصر حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وصانا بالحفاظ عليها وعدم تأخيرها هي وصلاة الفجر، ولقد حذرت الشريعة الإسلامية المسلم من ترك صلاة العصر أو التهاون في أدائها أو الانشغال عنها، فقد نبه الرسول الكريم من يفعل ذلك كأنه يضيع أهله وماله كنوع من الترهيب لعدم فعل ذلك.