الفرح المنهي عنه هو فرح

الفرح المنهي عنه هو فرح

الفرح المنهي عنه هو فرح ؟ استفسار حكمي يبحث عن إجابته العديد وهو الموضوع الّذي سيطرحه هذا المقال، فقد أتمّ الله تعالى نعمه على الإنسان ومن أكبر نعمه أن هداه إلى الطّريق والدّين القويم ليعبده ويعظّمه ويشكره على ما آتاه من فضله جلّ وعلا وجعل لمن أطاعه فيما أمر ونهى جنّةً ونعيماً يوم القيامة خالداً مخلّداً بها بإذن الله تعالى.[1]

الفرح المنهي عنه هو فرح

قد ذمّ الإسلام الفرح في أغلب حالاته ولكن قد يكون الفرح محموداً لكن في حالات قليلةٍ جداً ونادرة وقد دلّ القرآن الكريم على الفرح المذموم للإنسان ونهى عنه وللفرح المذموم حالاتٌ كثيرةٌ نهى الله تعالى عنها ومن بعده نبيّه عليه الصّلاة والسّلام ومنها:[2]

  • أوّلاً: الفرح شماتةً بالآخرين أي يفرح الإنسان لما يصيب أخيه من كرباتٍ ومصائبٍ ويحسده إذا رزقه الله تعالى بشيءٍ من الخير.
  • ثانياً: الفرح كبراً وغروراً وهو أكثر أنواع الفرح ذمّاً في الإسلام لما له من عواقب وخيمةٍ و صعبةٍ  فيفخر الإنسان ويفرح بما عنده من نعمٍ فيطغى هذا الغرور على قلبه فيلهيه عن شكر الله تعالى على هذه النّعم.
  • ثالثاً: الفرح رضىً بما في عقولهم وقلوبهم من ضلالٍ وينبذون ما جاءهم به الرّسل من الهداية والعلم.

ووعد الله جلّ وعلا من فرح بهذه الأمور بالعذاب في نار جهنّم يوم القيامة ما لم يتب ويرجع إلى الله عن هذه الأفعال، أمّا الفرح المحمود فهو سرور الإنسان بشيء يقرّبه من الله سبحانه وتعالى ويرزقه الجنّة يوم القيامة كسرور الشّهداء بمنزلتهم في الآخرة وابتعادهم عمّا في الدّنيا لأنّها فانيةٌ زائلةٌ وبذلك فإنّ الفرح المنهي عنه هو فرح  الكبر والغرور والشماتة والإعجاب والله أعلم.

معنى الفرحين في القرآن الكريم

وردت كلمة الفرحين في عدّة مواضع في القرآن الكريم لكنّها في أغلب المواضع كانت تدلّ على الفرح المنهي عنه وهو فرح الكبر والغرور وفرح الشّماتة وغيرها من حالات الفرح المذموم الّذي نهى عنه القرآن الكريم ووجب على الإنسان الفرح بما يؤتيه الله من الفضل والخير فيشكره عليه ويحمده ويعظّمه ويقوم بواجبه تجاه خير الله تعالى كالصّدقة منه أو الزّكاة  ولا يجوز للإنسان التّكبّر والغرور بما عنده من أرزاقٍ على غيره ممّن هم من المحتاجين أو من هم أقلّ منهم كما فعل قارون عندما كان يملك الجاه والسّلطة والمال فأصابه الكبر والغرور والطّغيان فبغى على النّاس وظلمهم فكان جزاءه العذاب في الآخرة بما كان يكنز من أموالٍ يفتخر بها ويغترّ بنفسه والله اعلم.[3]

تفسير قوله تعالى: {إِِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}

ورد في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة القصص: {لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}.[4] وذلك في سياق قصة قارون، وقد أشير بذلك الفرح هو ما كان من الفرح الذي يرافقه كبر المرء على غيره من الناس، والعدوان والبطر، وأمّا الفرح الذي يكون بفضل الله سبحانه، قال تعالى في سورة يونس: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}،[5] فالإنسان المسلم لا بدّ له من أن يفرح لهداية ربه له للإسلان، والفرح المذموم الذي ذكر في القرآن هو فقط ما يكون على سبيل البطر والاحتقار وتصغير الناس والكبر والتعاظم عليهم، والله ورسوله أعلم.[6]

الفرح المنهي عنه هو فرح مقالٌ تحدّث عن أعظم نعم الله تعالى على الإنسان وهي الهداية  وتحدّث عن الفرح المنهي عنه وهو فرح التّكبّر والتّفاخر وبعض حالات الفرح المذموم كما تحدّث عن الفرحين في القرآن الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *