الفرق بين الليبرالية والعلمانية وعلاقتهما بالديمقراطية

الفرق بين الليبرالية والعلمانية

الفرق بين الليبرالية والعلمانية الكثير لا يعرفه ويخلطون بينهما، حيث أن الليبرالية هي عبارة عن مصطلح من المصطلحات الأجنبية المعربة ويعني هذا المصطلح الحرية، وهذا هو مصطلح الليبرالية كما يرى البعض، أما بالنسبة للعلمانية فهي تعني فصل الدين عن الدولة وهناك مجموعة من الأمور تترتب عليه بشكل كبير منها على سبيل المثال فصل لمؤسسات الدين عن غيرها من المؤسسات.

الفرق بين الليبرالية والعلمانية

هناك عدة فروق بين الليبرالية والعلمانية سواء من حيث المعنى أو الايدلوجية أو غيرها من الاختلافات الأخرى وسوف نتعرف عليها فيما يلي.

الفرق بين الليبرالية والعلمانية من حيث التعريف

هناك عدة فروق واضحة بين كلًا من الليبرالية والعلمانية من حيث التعريف حيث يعتبر مصطلح الليبرالية أحد المصطلحات الأجنبية التي تم تعريبها ويعني هذا المصطلح بشكل كبير الحرية، وهو عبارة عن توجه فكري يركز بشكل كبير على ما يعرف بالحرية الفردية ولكن هذا التوجه يجب فيه احترام استقلال الفرد.

ليس هذا فقط بل يتم من خلاله الحفاظ بشكل كبير على حريته وتعتبر الحكومة هي المسؤول الرسمي على تحقيق هذا الشيء، ومن هنا كان لأصحاب هذا المذهب دور كبير في القيام بإبعاد جميع القيود التي تحول دون حرياتهم.

أما عن مصطلح العلمانية فهو عبارة عن القيام بفصل الدين عن الدولة، والذي يترتب على هذا الأمر هو فصل جميع المؤسسات الموجودة عن مؤسسة الدين.

ومن خلال العلمانية يتم تضمن الحرية الكاملة في ممارسة الشعائر الدينية المختلفة، وهذا الأمر يترتب عليه بشكل كبير أن يكون جميع الأفراد في الدولة متساوون وذلك أمام القانون.

شاهد أيضًا: الفرق بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي

الفرق بين الليبرالية والعلمانية من حيث المؤسس

يعتبر المؤسس الليبرالية هو الفيلسوف الكبير الليبرالي جون لوك، لقد نادى هذا المؤسس بشكل كبير بالقيام بفصل الدين عن الدولة وكان يطلق عليه أبو الليبرالية.

ولكن عندما نتحدث عن مؤسسي العلمانية فمنهم على سبيل المثال توماس هوبز وجورج هوليوك وغيرهما الكثير، وهناك فليسوف من الفلاسفة العلمانية قد كان له دور كبير في خطورة تدخل السلطة الدينية بالسلطة السياسية ولقد كانت له العديد من الكتب والرسايل التي قد قام بكتابتها ويعرف هذا الفيلسوف باسم جورج هوليوك.[1]

الفرق بين الليبرالية والعلمانية من حيث الايدلوجية

يعتبر المذهب الليبرالي هو من المذاهب المهمة التي يعد أساسها علماني حيث أنه يقوم بتعظيم الإنسان بشكل كبير، ويرى أن الإنسان عبارة عن كائن حي مستقل بذاته أي بمفرده، ولكن لابد من أن نعلم أن الليبرالية قد انبثقت بشكل كبير عن العلمانية هذا بالإضافة إلى أنها تعزز الحرية الفردية بشكل كبير.

ولكن يجب أن نعلم أن الفرق ما بين الفلسفات لم يتم إلا من خلال القيام بالفصل بين كلًا من الدين عن الدولة، كما أن العلمانية هي عبارة عن خطاب قد تم من خلاله إنهاء جميع فلسفة العصور الوسطى، وتم من خلاله حصر دور الدين عن بقية المؤسسات.

كما أنه في نفس الوقت قد تم البعد بشكل كبير عن ما يعرف بالفلسفة الدنيوية، ولكن بعد ذلك الأمر قد تم تأسيس لما يعرف بفلسفة الحداثة ولقد كان من أهمها ما يعرف بالليبرالية، ويرجع إلى ذلك الأمر فلاسفة التنوير الأوربي.

الفرق بين الليبرالية والعلمانية من حيث العلاقة بالدين

يجب الأخذ في الاعتبار أن الكنيسة في العصور الوسطى قد كان لها دور كبير في حياة الناس، حيث أنها تحكمت في مصير الناس الموجودين على الأرض وكذلك في السماء، ومن هنا قد قامت النهضة بـ إيطاليا وفي ظل هذه الفترة قد كانت هذه الدولة عبارة عن مجموعة من الدول الصغيرة.

وكان يخرج من هذه الدولة العديد من العلماء والمفكرين والذين قد تم من خلالهم القيام بوضع مجموعة من الأسس المختلفة والتي كان أغلبها يدل على الإصلاح والنظرية السياسية الحديثة.

فمنهم على سبيل المثال هو الراهب مارتن لوثر قام بكتابة عريضة ووضعها على باب الكنيسة من الخارج وعلى هذا الأمر قام البابا من أجل استدعائه لكي يناقشه في هذه المهمة، ولم يتخلى لوثر عن إيمانه وقرر أن يقوم بإعادة النظر لجميع المفاهيم والمصطلحات اللاهوتية المسيحية، فمن أمثلة الأمور التي قد اعترض عليها بشكل كبير هو ما يعرف بشكل كبير بصكوك الغفران.

وتعتبر الثقافة العلمانية إحدى الثقافات المهمة التي تتلخص في مجموعة من الكتب المقدسة وذلك يتم عن طريق مجموعة من آثار السيطرة الكبيرة من سلطة الكنيسة وكذلك الرهبنة التي قد كان لها الحكم الشديد على جميع الأفراد وهذا الأمر قد كان مستمرًا بشكل كبير في جميع القرون الوسطى.

كما أنه قد تم وضع جميع مفاهيم العقد الإجتماعي وهذا الأمر قد كان مكان ما يعرف بالمعايير الأخلاقية الدينية، ويعتبر هذا الوضع هو الأساس الرسمي لما يعرف بالليبرالية السياسية والتي قد قامت على فكرة معينة تسمى فكرة الحقوق الطبيعية والتي تدل على تمتع الفرد وذلك في بعض الحالات المعينة مثل الطبيعة السابقة بالنسبة للعقد الإجتماعي، منها على سبيل المثال الحرية والتملك وغيرها العديد من الحقوق.

ولكن من بداية الفترة القرن 17 حتى القرن 19 الميلادي أصبحت حركة فكرية، وهذه الحركة قد تزامنت بشكل كبير مع انتشار التنوير بأوروبا، ولقد أصرت بأن تقوم بعملية صياغة النظرة التقليدية والعمل على إعادتها، ليس هذا فقط بل أعادت هيكلة العقلية الأوربية على أن يكون بعيدًا عن رجال الدين.

وكذلك بعيدًا عن مجموعة من الأفكار التي قد كان لها دور كبير في السيطرة على عقولهم وقد استمرت فترة طويلة حوالي عشرة قرون تقريبًا، ويجب التأكد من أن كلاهما سواء العلمانية أو الليبرالية لا يحاربان الدين لكن يحاربان مجموعة من المظاهر الأخرى منها على سبيل المثال مجموعة المظاهر الخرافية، ليس هذا فقط بل وكذلك المظاهر الأسطورية وغيرها من مجموعة المظاهر المختلفة.[2]

شاهد أيضًا: الفرق بين المتواتر والآحاد

الفرق بين الليبرالية والعلمانية من حيث العلاقة بالسياسة

تعتبر كلًا من العلمانية وكذلك الليبرالية تركز بشكل كبير على الفرد وجميع الأمور التي تتعلق به، خصوصًا الأمور الدنيوية وهذا الأمر يكون على حسب العصر الذي فيه وذلك بدون إعادة النظر في مجموعة الكتب المقدسة، ولكن في الغالب أن العلمانية هي نوع من الفلسفات التي الخاصة، وتسعى بشكل كبير إلى الحد من تأثير الدين سواء كان هذا التأثير في الحياة العامة أو الحياة الخاصة.

ومن هنا يتبين أن الفرد هو الذي يحدد حياته ومصير هذه الحياة بشكل كبير، وفي الغالب قد أدت لاستمرار ما يعرف بالممارسات الدينية للجوء لمجموعة من المستويات العالية والتي جميعها تتعلق بالعلمانية.

وتعتبر الليبرالية السياسية هي عبارة عن مفهوم أخلاقي وهذا المفهوم لا يهتم إلا بما يعرف بالبنية الأساسية التي تخص المجتمع، ويتم تقديمه بشكل كبير بعيدًا عن جميع المذاهب الشمولية.

وتؤكد الليبرالية بشكل كبير على أن جميع المواطنين أحرار بالإضافة إلى أنهم متساوون وهذا ما قد تم التعرف عليه من حيث العلاقة السياسية.

الفرق بين الليبرالية والعلمانية من حيث الانتشار

عند النظر للعلمانية من حيث الانتشار فنجدها قد انتشرت بشكل كبير في أوربا، وذلك الأمر قد كان في بداية عصور النهضة وكذلك عصور الإصلاح ولكن كانت بدايتها في بريطانيا بالتحديد، ولكن بعدها قد انتشرت في فرنسا ثم بألمانيا، وبعدها قد لحقتها الليبرالية وبداية انتشارها الفليسوف الليبرالي جون لوك ببريطانيا وبعدها انتشرت بشكل كبير في جميع البلاد الأوربية حتى ما وصلت لما يعرف بالولايات المتحدة.

كما أنه قد كانت هناك مجموعة من الحركات الغربية التي قد دعت بشكل كبير لليبرالية وكذلك العلمانية وانتشرت بشكل شائع في مجموعة من الدول العربية.

وتعتبر العلمانية نوع من الفلسفات التي تقوم بتفصيل الدين عن الدنيا وتفصل شؤونهم عن بعضها البعض، ولقد كانت هذه الحركة تقع ضمن إطار تاريخي خصوصًا في تواجد المسيحية وتعتبر هذه الحركة هي إحدى الحركات التي يتم تطبيقها على جميع الأديان المختلفة.

ولعل السبب في ذلك الأمر احترام ما يعرف بالتعددية الدينية من العلمانية والأسس التي تتعلق بها، ويجب أن نعلم أن الإنسان هو ذات حرية خاصة ويتم تطبيقها بشكل كبير بدون النظر للدين المنتشر في الدولة.[3]

أبرز مفكري العلمانية

لقد كان للعلمانية عدد كبير من المؤيدين والأنصار الذين ساعدوا في انتشارها بين أنحاء أوروبا ومن أهمهم ما يلي:-

  • شارل مونتسكيو: يعتبر من أبرز المفكرين في فرنسا ولد عام 1689م وقد كان من أكثر المفركين الذين اهتموا بتبني الأفكار العلمانية والمبادي التي أرستها حيث نادي بإرساء التسامح والحرية في فرنسا، وكان من ابرز مؤلفاته في هذا المجال كتاب روح القانون.
  • باروخ سبينوزا: يعتبر باروخ سبينوزا من أبرز مفكري العلمانية ويرجع أصله إلى هولندا حيث ولد في عام 1632م، وعلى الرغم من اعتناقه اليهودية إلى أن أفكاره كانت تميل إلى العلمانية وأهتم بمبادئها وبرع في التأليف بها، ومن أبررز كتبه رسالة موجزة في الله والإنسان وسعادته، و كتاب مبادئ فلسفة رينيه ديكارت، وقد كان باروخ دائم الانتقاد للتوراة ومبادئها.

أبرز مفكري الليبرالية

هناك عدد من المفكرين الذين ناصروا الليبرالية وقاموا بتأليف الكثير من المؤلفات عنها ومن أهمهم ما يلي:-

  • آدم سميث: هو فيلسوف اسكتلندي الأصل ولد في عام 1723م آمن بأهمية الحصول على حرية الفكر والحياة وألف عدد من الكتب التي تدعم الحرية الفكرية ومن أهمها كتاب ثروة الأمم.
  • جون لوك: ولد جون لوك في بريطانيا عام 1632م، كتب الكثير من المؤلفات التي جعلت اسمه يبرز بين الفلاسفة العظام في إنجلترا في ذلك الوقت ومن أهم ما قام بتأليفه مقال في الفهم البشري، وقد كان جون لوك دائم البحث والسعي من أجل الوصول إلى أفضل حياة يجب أن يحياها الإنسان على سطح الأرض.[4]

ما العلاقة بين الليبرالية والعلمانية والديمقراطية

الديمقراطية هي عبارة عن سلطة الشعب وتهتم برأي الشعب بشكل كبير بل في بعض الأحيان قد تفرضها على إرادة الحكومة، ويتم الإعلان بشكل رسمي فيها على إخضاع القلة على رأي الأغلبية.

وأفضل شيء في الديمقراطية هو احترام جميع الآراء بشكل مختلف، كما أنها تشجع على المساواة بينهم، فعلى سبيل المثال عندما نتحدث عن الحرية نجد أن الشعب له حق الإختيار في السلطة التي تحكمه وهذا هو ما يعرف بالديمقراطية، ولكن لابد من الأخذ في الإعتبار أن الديمقراطية هي واحدة من أهم نتائج العلمانية.

ليس هذا فقط بل أن الدين لا يتدخل نهائيًا في الأمور السياسية فمثلًا لا يتم استغلال الدين من أجل السياسة وعلى العكس، ومن هنا يكون الرأي الأول والأخير راجعًا للفرد فقط فهو وحده من يحدد مصيره في الدولة التي يعيش فيها.

ولكن بالنظر لليبرالية فنجدها مذهب يعزز الحريات الفردية مثل التعبير عن حرية الرأي، وبذلك نجد أن الديمقراطية تعد واحدة من تطلعات الليبرالية، والثلاثة هم عبارة عن فلسفات تم تحديثها بشكل كبير في العصور الحديثة.[5]

وفي النهاية نكون قد تعرفنا على الفرق بين الليبرالية والعلمانية حيث أن كل منهما يحمل بين طياته عدد من التغيرات والنظريات التي صاغها مجموعة من الفلاسفة وقد أمنت بكل نظرية فئة من الشعب الذي وجد في مضمونها حرية له.

المراجع

  1. ^ jstor.org , Subjective Freedom and Necessity in Hegel's "Philosophy of Right" , 8-6-2021
  2. ^ americanhumanist.org , Protestantism , 8-6-2021
  3. ^ plato.stanford.edu , Enlightenment , 8-6-2021
  4. ^ plato.stanford.edu , John Locke , 8-6-2021
  5. ^ jstor.org , Liberalism and Democracy , 8-6-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *