الفرق بين المتواتر والآحاد

الفرق بين المتواتر والآحاد

الفرق بين المتواتر والآحاد، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الأحاديث النبوية الشريفة هي كلُّ ما رثوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قولٍ أو فعلس أو تقريرٍ أو صفةٍ خُلقية أم خَلقية، وسيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عن الأحاديث المتواترة وأحاديث الآحاد، كما سيتمُّ بيان الفرق بينهما من عدة حيثيات.

تعريف الحديث المتواتر وحديث الآحاد

يُعرَّف الحديث المتواتر على أنَّه الحديث الذي رواه عدد كبير من الرواة الثقات، العُدول، في جميع طبقات السند، من أوله إلى آخره جمع كثير عن جمعٍ كثير بحيث يستحيل تواطئهم على الكذب،[1] بينما يعرَّف حديث الآحاد على أنَّه الحديث الذي لم تجتمع فيه شروط التواتر كاملة، ويُمكن استنتاج الفرق الأول بين المتواتر والآحاد، وهو عدد الرواة في كلٍّ منهما، مما يؤدي إلى أنَّ العادة لا تُحيل تواطؤ الرواة في الآحاد على الكذب.[2]

الفرق بين المتواتر والآحاد

بعد بيان تعريف كل من الحديث المتواتر وحديث الآحاد، أصبح بالإمكان بيان الفرق بينهما، وسيتمُّ في هذه الفقرة بيان الفرق بينهما من حيث السند، ومن حيث إمكانية الاحتجاج به، ومن حيث عدد الرواة وضبطهم، ومن حيث خلوه من الشذوذ ةالعلة، وفيما يأتي ذلك:

الفرق بين المتواتر والآحاد من حيث السند

يُشترط في الحديث المتواتر أن يكون سنده متصلًا من أوله إلى آخره، أي أن كل راوٍ من رواته قد أخذ عمن فوقه مباشرة وعاصره من أول السند إلى منتهاه،[3] وأن يكون مستند الخبر الحس كقولهم: سمعنا أو رأينا أو لمسنا،[4] بينما أحاديث الآحاد فليس لها ذات الخصائص بل منها ما هو صحيح متصل السند، ومنها ما فقد شرط من شروط الصحة من اتصال السند، فجُعِل مرتبتها أقل من مرتبة الصحيح.[5]

شاهد أيضًا: الفرق بين القرآن والحديث القدسي

الفرق بين المتواتر والآحاد من حيث إمكانية الاحتجاج به

إنَّ الحدث المتواتر مقبولٌ ويُحتج به ولا حاجة للبحث في أحوال رواته، وذلك لأنه اشتُرِط ابتداءً لاعتباره حديثا متواترًا شروطًا تجعلُ منه في أعلى درجات الصحة وهي كثرة عدد الرواة العدُول الثقات الذين يستحيل إتفاقهم على الكذب، بينما أحاديث الآحاد تُفيد العلم النظري، أي أنه متوقفٌ على النظر والاستدلال، والبحث في أحوال رواته، وينقسم من حيث الاحتجاج به إلى:[6]

  • الصحيح لذاته: يحتج به وهو أعلى مراتب الصحة.
  • الصحيح لغيره: أدنى قوة منه ويحتج به والحسن لذاته أدنى في القوة ولكن يحتج به.
  • الحسن لغيره: أدنى في القوة ويحتج به أيضًا.
  • المردود: ويندرج تحته الضعيف، وللضعيف أنواع عديدة فيأتي الضعف إما لسقط في الإسناد أو طعن في الرواي ولكل منها درجات في الضعف حسب أحكام روايتها أو العمل بها، ولا يحتج به.

شاهد أيضًا: حكم العمل بالحديث المتواتر

الفرق بين المتواتر والآحاد من حيث عدد الرواة وضبطهم

يُشترط في الحديث المتواتر كثرة عدد الرواة في جميع طبقات السند وقد اختُلِف في أقل عدد يُقبل منهم من قال أربعة ومنهم من قال عشرة أشخاص وغيرها من الآراء، ويُشترط أيضا ضبط الرواة وعدالتهم وصدقهم بحيث يستحيل اتفاقهم على الكذب،[7] أما حديث الآحاد: فيقسم حديث الآحاد من حيث عدد الرواة إلى ثلاثة أقسام:[8]

  • المشهور: وهو ما كان عدد الرواة في إحدى طبقات السند ثلاثة رواة.
  • العزيز: وهو ما كان عدد الرواة في إحدى طبقات السند راويين اثنين.
  • الغريب: وهو ما كان في إحدى طبقات سنده راو واحد.

شاهد أيضًا: لماذا نهى النبي عن كتابة الأحاديث

الفرق بين المتواتر والآحاد من حيث خلوه من الشذوذ والعلة

إنَّ الشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه، والعلة هي سبب غامض خفي، يقدح في صحة الحديث، مع أنَّ الظاهر السلامة منه، وفيما يأتي بيان الفرق ما بين المتواتر والآحاد:

  • الحديث المتواتر: يشترط خلوه من الشذوذ والعلل لأن الحديث المتواتر ابتداءً قد تحققت فيه أعلى درجات الصحة التي جعلت منه حديثًا مقبولًا ويُحتج به، وخلوه من الشذوذ والعلة شرط من شروط الحديث الصحيح.[9]
  • أحاديث الآحاد: يختلف باختلاف مرتبة قوته، وتحقق شروط الصحة الخمسة، أو اختلال أحدها مثل وجود الشذوذ أو العلة، فهو يحتمل أن يكون صحيحا خالٍ من الشذوذ والعلل، ويحتمل أن يكون حسنا أو ضعيفا قد فقد شرطا من شروط الصحة جعلته في مرتبة الحسن أو الضعيف أو الموضوع.[10]

شاهد أيضًا: مراحل تدوين السنة النبوية

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال والذي تمَّ في تعريف المتواترِ والآحادِ، كما تمَّ بيان الفرق بين المتواتر والآحاد من حيث السند وإماكنية الاحتجاج به، وعدد الرواة وضبطهم، وفي الختام تمَّ بيان الفرق بينهما من حيث الشذوذ والعلة.

المراجع

  1. ^ تيسير مصطلح الحديث، محمود الطحان ص23و 27 , https://al-maktaba.org/book/8681/18 , 29/4/2021
  2. ^ الدفاع عن السنة، جامعة المدينة العالمية، ص202-2014 , https://al-maktaba.org/book/32735/208#p1 , 29/4/2021
  3. ^ تيسير مصطلح الحديث، محمود الطحان ص44 , https://al-maktaba.org/book/8681/36#p1 , 29/4/2021
  4. ^ الدفاع عن السنة، جامعة المدينة العالمية، ص213 , https://al-maktaba.org/book/32735/207#p1 , 29/4/2021
  5. ^ الدفاع عن السنة، جامعة المدينة العالمية، ص202 , https://al-maktaba.org/book/32735/207#p1 , 29/4/2021
  6. ^ أرشيف ملتقى أهل الحديث، ملتقى أهل الحديث، ص476 , https://al-maktaba.org/book/31615/30978#p1 , 29/4/2021
  7. ^ الدفاع عن السنة، جامعة المدينة العالمية، ص205-209 , https://al-maktaba.org/book/32735/203#p1 , 29/4/2021
  8. ^ الدفاع عن السنة، جامعة المدينة العالمية، ص205-207 , https://al-maktaba.org/book/32736/194#p1 , 29/4/2021
  9. ^ تيسير مصطلح الحديث، محمود الطحان ص44 , https://al-maktaba.org/book/8681/36#p1 , 29/4/2021
  10. ^ الدفاع عن السنة، جامعة المدينة العالمية، ص202 , https://al-maktaba.org/book/32735/207#p1 , 29/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *