اوجه تفضيل الله للناس وتكريمهم على بقية المخلوقات

اوجه تفضيل الله للناس وتكريمهم على بقية المخلوقات

اوجه تفضيل الله للناس وتكريمهم على بقية المخلوقات هو موضوع هذا المقال، والله تعالى قد خلق الكون وما فيه في ستّة أيّامٍ وجعله بصورةٍ بهيّة تبهر العقول والأنظار وتتجلّى القدرة الإلهيّة والإعجاز في المخلوقات جميعها وإن الله سبحانه وتعالى قد جعل للكون نظاماً معيّناً يسير فيه دون أدنى خللٍ أو نقصٍ فيه.[1]

الحكمة من خلق البشر

خلق الله تعالى آدم عليه السّلام وأسكنه جنّته ثم عصاه آدم فيما نهاه عنه فأنزله إلى الأرض هو وزوجته حوّاء ليستعمروا الأرض ورزقه الذّرّيّة من الأولاد والبنات ومنهم صار في الأرض نسلٌ كثيرٌ  وبشرٌ كثيرٌ، واصطفى الله سبحانه وتعالى من الرّجال الأنبياء والرّسل ليهدوا البشر إلى الصّراط المستقيم الّذي آخره الفوز بالجنان وهو طريق التّوحيد وطاعة الله تعالى فيما أمر به وما نهى عنه واتّباع الرّسل والأنبياء للفوز برضا الله تعالى ونوال الأجر والثّواب منه جلّ وعلا فكانت الدّيانات الّتي نزلت على البشر من السّماء تدلّ على غايةٍ وحكمةٍ من خلق البشر وإسكانهم الأرض وهي أن الإنسان خلق لعبادة الله الواحد الأحد وطاعته وذلك ذكر بصريح الكلام في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}،[2] ووعد الله تعالى من أطاعه وعبده وتقرّب إليه بكلّ عملٍ صالحٍ وآمن به وبرسله واتّبعهم بالأجر العظيم والفضل الكثير في الدّنيا وفي الآخرة جنانٌ ونعيمٌ لا ينفذ ولا يفنى كما وعده بالخلود في الآخرة، وفي المقابل وعد من عصاه واتّبع هواه ونفسه الّتي تأمره بالسّوء بسوء الخاتمة والعاقبة في الدّنيا والخلود في النّار في الآخرة والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: من اسباب البعد عن التفكر في خلق الكون

اوجه تفضيل الله للناس وتكريمهم على بقية المخلوقات

خلق الله تعالى الإنسان مختلفاً عن باقي المخلوقات بكلّ شيءٍ ابتداءً من شكله وسلوكه وقد تجلّت عظمة الخالق سبحانه وتعالى وقدرته المطلقة في الخلق وخاصّةً خلق الإنسان وقد فضّله الله تعالى على بقية المخلوقات فما هي اوجه تفضيل الله للناس على بقية المخلوقات ؟ إن من أعظم اوجه التّفضيل في حقّ الإنسان هي تكريمه والكرم معه في جميع النّواحي ومن اوجه التّفضيل والتّكريم ما يأتي:[4]

  • خلق الله الإنسان بصورةٍ حسنةٍ وقويمةٍ فهو منتصب القامة ويميّز الأصوات الّتي يسمعها ويرى بعينيه ويتكلّم بلسانه ويكتب ويقرأ.
  • رفع من مكانته ووهبه عقلاً يتفكّر به في الخلق وليفهم به ما يقول ويسمع وليفقه ما يراه من حوله.
  • سخّر الله تعالى للإنسان السّماء والأرض وما فيهما من خيراتٍ ليستفيد منها ويتنعّم بها.
  • سخّر له مخلوقات الأرض وأعطاه السّلطة عليها فيحلّ له السّيطرة عليها والاستفادة منها.
  •  قال الله تعالى في محكم تنزيله: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}،[5] ونوّهت الآية الكريمة السّابقة أنّ الله تعالى قد كرّم الإنسان وفضّله على الكثير من المخلوقات ولكنّه ليس أفضل المخلوقات فبعض المخلوقات أحسن وأفضل منه كالملائكة وهنا يتعلّم الإنسان التّواضع والابتعاد عن التّكبّر من هذه الآية والله أعلم.

شاهد أيضًا: من فضل الصحابة عن بقية الناس

وجوب شكر البشر للخالق

ذكر فيما سبق اوجه تفضيل الله للناس وتكريمه على بقية المخلوقات وإن هذا التّكريم والكرم اللذان يحيطان بالإنسان من كل جهةٍ وفي كلّ مكان هبةٌ من الله تعالى له فحقٌّ لله سبحانه وتعالى على الإنسان أن يشكر الله ويحمده على الرّزق والفضل والخير الّذي أعطاه إيّاه وعليه أن يداوم عليه لئلّا يُبتلى بأحد النّعم فيصيبه الحرمان منها أو النّقصان ولشكر الله سبحانه وتعالى على النّعم الكثير من الوسائل ومنها:[6]

  • الإكثار من ذكر الله تعالى وتسبيحه وحمده وشكره باللسان.
  • إخراج الزكاة والصّدقات على من عنده نقصٌ في النّعم أو الأموال.
  • الحفاظ على النّعم بحسن استخدامها وتجنّب هدرها.
  • طاعة الله وخشيته عند التّصرّف في هذه النّعم وتجنّ الإسراف والتّبذير.

اوجه تفضيل الله للناس وتكريمهم على بقية المخلوقات مقالٌ تحدّث عن خلق الكون وقدرة الله جلّ وعلا وتحدّث عن اوجه تفضيل الله للناس وتكريمهم على بقية المخلوقات كذلك ذكر وجوب شكر البشر للخالق.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , حكمة خلق السماوات والأرض في ستة أيام , 20/01/2021
  2. ^ سورة الذاريات , الآية 56
  3. ^ islamweb.net , الحكمة من خلق الإنسان , 20/01/2021
  4. ^ islamweb.net , ولقد كرمنا بني آدم , 20/01/2021
  5. ^ سورة الإسراء , الآية 70
  6. ^ binbaz.org.sa , وجوب شكر النعم والحذر من صرفها في غير مصارفها , 20/01/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *