اول منازل الاخرة

اول منازل الاخرة

اول منازل الاخرة هو ما سيتمُّ بيانه من خلال سطور هذا المقال، فإنَّ حياة الإنسان بكل ما فيها هي حياة فانية مصيرها الموت والانتهاء والزوال، وإنَّ مصير كل إنسان في هذه الدنيا هو الموت الذي يُهيء الإنسان إلى الحياة الآخرة، فليس للإنسان في هذه المرحلة سوى عبادته وعمله الصالح، ومن خلال هذا المقال سنقوم بالتعريّف بأول منازل الآخرة، كما سنُعرِّف بأهوال هذه المنزلة ونعيمها.

اول منازل الاخرة

اول منازل الاخرة هو القبر، حيث ورد ذكر ذلك في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنازلِ الآخرةِ، فإن نجا منهُ، فما بعدَهُ أيسرُ منهُ، وإن لم يَنجُ منهُ، فما بعدَهُ أشدُّ منهُ”[1]، أي أنَّ القبر هو المنزل الأول الذي يحصل عليه الإنسان في الآخرة، وهو أيسر مراحل الآخرة في حال ان العبد صالحًا مؤمنًا وأجاب عن أسئلة الملائكة بشكل صحيح، كما يكون أهون المراحل من حيث العذاب إذا كان المرء عاصيًا لله تعالى وغير مؤمن أو ملتزم بتشريعاته، والله أعلم.[2]

القبر

القبر هو الحفرة التي يتم إنزال الإنسان فيها بعد الموت وحيدًا دونما شيء من زينة الدنيا ونعيمها وملذاتها، يُنزل التراب على الإنسان بعد إنزاله في هذه الحفرة الضيقة ملفوفًا بكفن فقط، فيكون وحده مع كفنه وعمله، فمن حسُن عمله حسُن قبره وهوَّن الله تعالى عليه، ونم ساء عمله ساء قبره وسلَّط الله تعالى عليه عذاب القبر، ومن الجدير بالذكر أنَّ حياة القبر هي حياة تفصل بين الدنيا والآخرة، فعند إنزال في القبر تنقطع علاقته في الحياة الدنيا، وتبدأ حياته الآخرة، والله أعلم.[3]

أهوال عذاب القبر

إنَّ أهوال عذاب القبر تكون مختلفة بين عبد وآخر وذلك باختلاف درجة إيمان وصلاح الإنسان، فمن ساء عمله في الدنيا وكان كافرًا مُنافقًا، فإنَّ الله تعالى يُسلط عليه ملائكة تُعذبه عذاب هو أهون عذاب في منازل الىخرة، فإنَّ من ضل عن الإجابة في القبر فإنَّه يلقى العذاب الوارد في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “وأمَّا الكافِرُ أو المنافقُ فيُقالُ له ما كُنتَ تقولُ في هذا الرجلِ؟ فيقولُ: لا أدْرِي، كنتُ أقولُ ما يقولُ الناسُ، فيُقال له: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ، ثُم يُضربُ بِمطراقٍ من حَديدٍ ضَربةً بين أُذُنَيهِ، فيَصِيحُ صَيحةً يَسمَعُها مَن يلِيهِ غيرُ الثَّقلَينِ، ويُضيَّقُ عليه قَبرُه حتى تَخْتَلِفَ أضْلاعُه[4]، وإنَّ الكافر يدعو الله تعالى وهو في قبره ويقول: “رب لا تقم الساعة“، وذلك على الرغم من شدَّة العذاب الذي هو فيه، إلَّا أنَّ عذاب الآخرة هو أشد وأعظم، والله أعلم.

نعيم القبر

إنَّ من كان صالحًا مؤمنًا في الحياة الدنيا فإنَّ الله تعالى يجعل قبره واسعًا هنيئًا، ويُفسح له في ضيق قبره، وقد ورد نعيم القبر في قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قبرِه وتَوَلَّى عنهُ أصحابُه ؛ – حتى أنَّه يَسمعُ قَرْعَ نِعالِهِمْ – أتاُه مَلَكانِ ، فيُقعِدانِه فيَقولانِ له : ما كنتَ تَقولُ في هذا الرجلِ ؟ – لِمُحمدٍ – فأمَّا المُؤمنُ فيقولُ : أشهدُ أنَّه عبدُ اللهِ ورَسولِهِ ، فيُقالُ : انْظُرْ إلى مَقعدِكَ من النارِ قدْ أبْدَلَكَ اللهُ به مَقعدًا من الجنةِ ، فيَراهُما جمِيعًا ويُفسحُ لهُ في قبرِهِ سَبعونَ ذِراعًا ، ويَملأُ عليه خُضْرًا إلى يومِ يُبَعثُونَ”[5]، فيقول في ذلك المؤمن الصادق: “رب عجل قيام الساعة، كيما أرجع إلى أهلي ومالي“، وذلك لأنَّ ما عند الله تعالى من نعيم الجنة هو أعظم وأكثر نعيمًا، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: السورة المنجية من عذاب القبر

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيَّن أنَّ اول منازل الاخرة هو القبر، كما عرَّف بالقبر ووصفه، وذكر الأهوال والعذاب الذي يحصل لمن كان كافرًا بالله تعالى ومشركًا به أو منافقًا، كما بيَّن النعيم الذي أعدَّه الله تعالى لعباده الصالحين الأتقياء في القبر.

المراجع

  1. ^ صحيح ابن ماجى , هانئ مولى عثمان، الألباني، 3461، حسن.
  2. ^ islamway.net , القبر أول منازل الآخرة , 15/12/2021
  3. ^ alukah.net , أول منازل الآخرة (خطبة) , 15/12/2021
  4. ^ صحيح الجامع , أنس بن مالك، الألباني، 1675، صحيح.
  5. ^ صحيح الجامع , أنس بن مالك، الألباني، 1675، صحيح.
  6. ^ islamweb.net , الأدلة القاطعة على عذاب القبر ونعيمه , 15/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *