اول مولود في الاسلام بعد الهجرة من هو

اول مولود في الاسلام بعد الهجرة من هو؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بدّ من بيان معنى الهجرة، فالهجرة لغةً تعني ترك أرضٍ إلى أرضٍ غيرها، وللهجرة أنواعٌ ومقاصد، منها الهجرة من دار حربٍ إلى دار سلام، ومنها الخروج من أرض بدعةٍ وظلمٍ إلى أرض إيمانٍ وعدلٍ، وعندما هاجر المسلمون من مكّة إلى المدينة، كونها كانت حدثاً مهمّاً في تاريخ الإسلام، اختلف أهل العلم في اول مولود في الاسلام بعد الهجرة، وفي ما يأتي سنتعرّف على أقوالهم في ذلك.[1]

الهجرة النبوية

الحديث عن اول مولود في الاسلام بعد الهجرة يقتضي الحديث أكثر عن هجرة المسلمين وهجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فالهجرة كما ورد أنّها انتقالٌ من أرضٍ إلى أرضٍ، سعياً لتحقيق أهدافٍ معيّنةٍ او ابتعادٍ عن أذىً واضطهاد، وكان القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة مشجّعين للهجرة في سبيل الله، فمن كانت هجرته لله فهو مأجورٌ عليها، وقد هاجر المسلمون عندما اشتدّ بهم العذاب بمكّة المكرّمة مرّتين إلى الحبشة.

لكنّ الهجرة النّبويّة كانت من مكّة إلى المدينة، عندما أذن الله للرّسول عليه الصّلاة والسّلام بالخروج من مكّة، والتوجّه إلى المدينة المنوّرة، فأقام فيها مسجداً، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وأسّس للدّولة الإسلاميّة فيها، حتّى أصبحت المدينة المنوّرة مركزاً للأمّة، وصارت إليها الهجرة من كافّة البلدان الّتي دخلها الإسلام، لكنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام وبعد فتح مكّة أمر النّاس بعدم الهجرة إلى المدينة حيث ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أنَّ شبابًا من قريشٍ أرادوا أن يُهاجِروا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فنهاهم آباؤهم فذكروا ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا هجرةَ بعدَ الفتحِ وإنما هو الجهادُ ذو النِّيَّةِ”،[2] فمن هو المولود الأول بعد الهجرة.[3]

اول مولود في الاسلام بعد الهجرة

بعد هجرة النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- مع أصحابه الكرام من مكّة إلى المدينة، وتأسيسهم للبنة الدّولة والأمّة الإسلاميّة، لابدّ لنا من الخوض في ذكر اول مولود في الاسلام بعد الهجرة، فالولادات دوماً تعبّر عن بداية الحياة الجديدة، وقد تطرّق أهل العلم إلى ذكر هذا الموضوع.

حيث أنّهم اختلفوا بين أوّل مولودٍ من المهاجرين وأوّل مولود من الأنصار، فقد ورد في الذّكر أنّ أوّل مولود من المهاجرين في الإسلام هو عبد الله بن الزّبير رضي الله عنه، كما ورد في الصّحيحين عن أمّه أسماء رضي الله عنها: “أنَّهَا حَمَلَتْ بعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بمَكَّةَ قالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ، فأتَيْتُ المَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَوَضَعَهُ في حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ في فِيهِ، فَكانَ أَوَّلَ شيءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ حَنَّكَهُ بالتَّمْرَةِ، ثُمَّ دَعَا له وَبَرَّكَ عليه، وَكانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الإسْلَامِ”،[4] أمّا عن أوّل مولودٍ من الأنصار لم تثبت رواية، بل تعددت الرّوايات وتعددت الأسماء، فقد قيل أنه مسلمة بن مخلد، وفي قولٍ آخر النّعمان بن بشير والله أعلم.[5]

صفات عبد الله بن الزبير

عبد الله بن الزّبير هو اول مولود في الاسلام بعد الهجرة ، وهو عبد الله بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن العزّى القرشيّ الأسديّ، وأمّه أسماء بنت أبي بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنهما، أمّا عن حياته فقد ولد عبد الله في عام الهجرة، وكان أوّل مولودٍ للمسلمين بعد الهجرة،  نشأ نشأة طيّبةً في بيئة الإسلام، وتربّى على يد خالته السّيدة عائشة رضي الله عنها، روى الحديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

وتوفّي في معركةٍ مع الحجّاج الثّقفيّ بعد حصار مكّة المكرّمة عن عمرٍ يناهز 72 سنة، أمّا صفاته فقد كان أحد العبادلة، وأحد الشّجعان من الصّحابة، وأحد من ولي الخلافة منهم، كان طيّب الخلق لأنّه تربّى في بيت النّبوّة، وكان محبّاً لعبادة وطاعة الله سبحانه وتعالى، حيث روي عن خاله يوسف بن الماجشون: “أنّه قسم الدّهر على ثلاث ليال، ليلة هو قائم حتّى الصّباح، وليلة وهو راكع حتّى الصّباح، وليلة وهو ساجد حتّى الصّباح”، وكان رضي الله عنه محبّاً للجهاد في سبيل الله، فقد شهد معركة اليرموك وهو ابن الرّابعة عشرة من عمره، وشارك في فتوحات مصر وشمال افريقيا، وأبدى من المهارة والشّجاعة شيئاً عظيماً.[6]

اول مولود في الاسلام بعد الهجرة مقالٌ تمّ فيه توضيح معنى الهجرة لغةً، والحديث عن الهجرة النّبويّة من مكّة إلى المدينة، والتّعرّف إلى أوّل مولودٍ ولد في الإسلام بعد هجرة المسلمين إلى المدينة، وهو عبد الله بن الزّبير الصّحابيّ الجليل، وتحّدثنا عمّا ورد في أوّل مولودٍ للمهاجرين والأنصار، والتعرّف على تفاصيل أكثر عن حياة الصّحابيّ الجليل عبد الله بن الزّبير وصفاته.