اين ولد ابراهيم عليه السلام

اين ولد ابراهيم عليه السلام

اين ولد ابراهيم عليه السلام؟، معلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أرسلَ أنبياءً ورسلًا لدعوةِ أقوامهم، ومن هؤلاءِ الأنبياءِ نبيَّ الله وخليلهُ إبراهيمُ -عليهِ السلامِ- لكن أينَ وُلدَ هذا النبيُّ؟ وما هي قصتهُ بالتفصيلِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات، كما أنَّه سيجد الآيات الكريمة التي ذكرت القصة.

اين ولد ابراهيم عليه السلام

لقد ذكر أهل العلمِ عددًا من المناطقِ التي قيلت أنَّها مكانُ مولدُ نبيِّ الله وخليله إبراهيم -عليه السلام- حيث قيل أنَّه وُلدَ في أرضِ الكلدانيين، أي أرضَ بابلَ وهو المشهورُ والصحيح، وقيل أنَّه ولدَ في بغوطةِ دمشقٍ في قريةٍ يُقال لها برزة، وبالتحديد في جبلٍ يُسمَّى قاسيون،[1] وقيل أنَّه وُلدَ بالسوسِ في أرضِ الأهوازِ، وقيل أنَّ مولدَه كان بحرَّان.[2]

شاهد أيضًا: كم مرة ذكر ابراهيم عليه السلام في القران

قصة إبراهيم عليه السلام

في هذه الفقرة سيتمُّ بيانُ قصةِ إبراهيمَ -عليهِ السلامِ- بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:

إبراهيم ودعوة قومه

لقد أرسل الله -عزَّ وجلَّ- إبراهيمَ لدعوةِ قومه، حيث أنَّه ولد في بيئةٍ تفشى الشركُ بها، وكان قومه يعبدونَ الأصنامَ، وكان والده هو الذي يصنعُ تلكَ الأصنامَ، وإنَّ أول ما بدأ بهِ إبراهيمُ هو دعوةُ أبيهِ إلى التوحيدِ، وذلك من خلالِ تذكيرهِ بأنَّ هذه الأصنام التي تُعبد من غيرِ اللهِ، لا تضرُّ ولا تنفع، وكانت دعوته لأبيه بأسلوبٍ ليِّنٍ رفيقٍ، بالرغمِ من ذلك إلَّا أنَّ أباه أصرَّ على الشركِ، وطلبَ من إبراهيمَ أن يهجره، وقد بيَّن القرآنُ الكريمُ موقف الأبِ في قول الله تعالى على لسانِ أبو إبراهيمَ: (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا).[3]

ثمَّ بعد ذلك انتقلَ إبراهيمُ -عليه السلام- إلى دعوةِ قومه، فدعاهم إلى عبادةِ التوحيدِ، وتركِ ما هم عليه من عبادةِ الأصنامِ، وكانت دعوته لهم قائمة على المحاجَّةِ والمنطقِ، وقد بيَّن القرآنُ الكريمُ ذلك حيث قال الله تعالى في كتابه المجيد: (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ* فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ* فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ)،[4] إلَّا أنَّ النتيجة كانت واحدة، حيث أنَّه لم يرَ منهم إلَّا الصدودَ.

شاهد أيضًامن هو النبي الذي لقب بأبي الانبياء

إبراهيم وتحطيم الأصنام

حينَ رأى إبراهيمُ -عليه السلام- صدَّ قومهِ، أقسمَ أن يكيدَ أصنامهم، فانتظرَ خروجهم من القريةِ، ثمَّ قامَ بتحطيمِ جميعِ الأصنامِ، إلَّا كبيرًا لهم، ولمَّا عاد القومُ سألوا إبراهيمَ عن شأنِ تحطيمِ الأصنامِ، فأخبرهم أنَّ كبيرهم هو من حطمها، وعلموا حينها أنَّ هذه الأصنام لا تستطيع أن تنفع ولا تضرَّ، لكنَّهم سرعان ما عادوا عن رشدهم، وقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- قصة إبراهيمَ مع تحطيمِ الأصنامِ في قوله تعالى: (قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ* قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ* فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ* ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ).[5]

إبراهيم وحرقه في النار

حين ألجمَ إبراهيمُ قومهَ، ولم يجدوا حجةً واحدةً يردوا بها عليه، قرروا أن يكيدوا له، وذلك من خلالِ حرقهِ في النَّارِ، وبالفعلِ أشعلوا نارًا عظيمة، ووضعوا نبيَّ الله في منجنيقَ، ثمَّ ألقوه في النارِ، لكنَّ الله -عزَّ وجلَّ- نجَّى خليله من كيدِ أعدائه، وأمرَ النارَ أن تكونَ بردًا وسلامًا عليه، وقد جاء ذلك في الآية التاسعة والستون من سورة الأنبياء، حيث قال الله تعالى: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ)،[6] وبالفعلِ خمدت النار ولم تحرق إبراهيمَ.

شاهد أيضًا: كم لبث ابراهيم عليه السلام في النار

إبراهيم والنمرود

لقد أرسلَ إبراهيمُ -عليه السلام- في زمنِ النمرودِ، وهو ملكٌ ظالمٌ متجبرٌ، وكان قد ادَّى الألوهية، فناظره إبراهيمُ ليبيِّن له عدمَ صدّق ادِّعائه، وأنَّه لا إله إلا الله وحده، وقد جاءت هذه المناظرة في قول الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).[7]

شاهد أيضًا: كيف افحم ابراهيم عليه السلام النمرود

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان اين ولد ابراهيم عليه السلام؟ وفيه تمَّ بيان أقوال أهل العلمِ في ذلك، كما تمَّ ذكرُ قصةِ نبيِّ الله إبراهيمَ بشيءٍ من التفصيلَ وتحت عناوينٍ مستقلةٍ.

المراجع

  1. ^ كتاب البداية والنهاية، , ابن كثير، (325/1)، بتصرف , 26/6/2022
  2. ^ darulfatwa.org , نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام , 26/6/2022
  3. ^ سورة مريم: , آية 46
  4. ^ سورة الأنعام: , آية 75-78
  5. ^ سورة الأنبياء: , آية 62-65
  6. ^ سورة الأنبياء: , آية 69
  7. ^ سورة البقرة: , آية 258

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *