اين يقع المسجد الاقصى

اين يقع المسجد الاقصى

اين يقع المسجد الاقصى ؟  المسجد الأقصى واحد من أعرق وأكبر المساجد في العالم. كما وأنه أول القبلتين في العالم الإسلامي، وثالث الحرمين، ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام. كما أنه من أهم المقدسات في العالم الإسلامي، التي تقع خارج حدود المملكة العربية السعودية. كذلك وتبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144.000 مترًا مربعًا. ويواجه العديد من المحاولات لاقتطاع أجزاء من هذه المساحة، بهدف طمس هويته الدينية، ومكانته عند المسلمين. وهذا ما سيكون موضع بحثنا  في موقع محتويات عبر هذه المقالة.

اين يقع المسجد الاقصى

يقع المسجد الاقصى في فلسطين، ضمن البلدة القديمة في القدس، في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية منها. فوق هضبة صغيرة تُسمى (هضبة موريا)، والصخرة هي أعلى ارتفاع فيه، ويشغل المسجد المنطقة المحاطة بالسور بالكامل. كما وتشكل مساحته حوالي سدس مساحة البلدة القديمة.[1] [3]

شاهد أيضًا: فضل الصلاة في المسجد الأقصى

معلومات عن المسجد الأقصى

بعد أن تعرفنا على أين يقع المسجد الأقصى في فلسطين، نورد فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة بهذا المسجد الذي يشغل العناوين الرئيسة في نشرات الأخبار لما يتعرض له من انتهاكات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي:[1] [2] [3]

  • المسجد الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة، التي يشد المسلمون الرحال إليها، كما قال الرسول محمد: [لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى.]
  • ورد ذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم، في سورة الإسراء [سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ]
  • للمسجد الأقصى أهمية دينية عند اليهود، حيث يطلقون على ساحاته اسمَ (جبل الهيكل) نسبة إلى هيكل النبي سليمان المزعوم وجوده في الموقع. كما وتتذرع العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة بهذه الحجة لإعادة بناء الهيكل فيه.
  • ورد في أحاديث النبي محمد بأن بناء المسجد الأقصى كان بعد بناء الكعبة بأربعين سنة، حيث قال في ذلك أبو ذر الغفاري: “قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة”.

تسمية الأقصى

يشتهر المسجد الاقصى الذي يقع في فلسطين، بعدة تسميات، وسنأتي على شرحها فيما يلي:[1]

  • تأتي تسمية المسجد الأقصى من كلمة (الأقصى)، والتي معناها الأبعد، نسبةً للبعد بينه وبين المسجد الحرام. كما وكان أبعد المساجد عن أهل مكة. وأصل ألف الأقصى واو أو ياء، إما قصِيَ يقصو، أو قصا يقصو.
  • البيت المُقَدَّس وكلمة (المقدّس) تعني الطاهر والمبارك، وقد ورد هذا الاسم عند علماء المسلمين، وفي العديد من الأبيات الشعرية. كما قال الإمام ابن حجر العسقلاني:

إلى البيت المقدّس قد أتينا

حِنان الخُلد نُزُلًا من كريم

  • بيت المَقْدِس: يتساءل كثيرون هل المسجد الأقصى هو بيت المقدس. في الواقع أن بيت المقدس هو التسمية الأكثر شيوعًا للمسجد، قبل أن يسمى المسجد الأقصى في القرآن الكريم، وهذا الاسم هو المستَخدَم في معظم أحاديث النبي محمد، مثل ما قاله يوم الإسراء والمعراج: [ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس، فصلى كل واحد منا ركعتين].

من الذي بنى المسجد الأقصى

يقع المسجد الاقصى في القدس القديمة، وقد اختلف الرواة والمؤرخون حول شخصية من بنى بيت المقدس ، نسبةً للاختلاف فيمن يكون الباني الأول للكعبة المشرفة. كما ورجّح الباحث عبد الله معروف بأن آدم هو أول من بنى المسجد الأقصى حسب رواية ابن عباس، الذي يعتقد أن آدم هو باني الكعبة الشريفة. كما ذكر في كتاب فتح الباري للإمام ابن حجر العسقلاني. في حين يؤكد عبد الله معروف أن يكون عملية البناء الأولى للمسجد الأقصى، اقتصرت على وضع حدوده وتحديد مساحته فقط. كذلك ومن الروايات حول باني المسجد:[1]

  • أن المسجد الأقصى بنته الملائكة.
  • بناه النبي آدم أبو البشرية.
  • بناه النبي شيث ابن سيدنا آدم.
  • أو بناه سام بن نوح.
  • أو سيدنا إبراهيم عليه السلام.

شاهد أيضًا: الفرق بين مسجد الاقصى وقبة الصخرة

على ماذا يشتمل المسجد الأقصى؟

يقع المسجد الاقصى في عدة معالم يبلغ عددها نحو 200 معلم. كما وتقدر أبعاده كالتالي: تقدر مساحة جهته الجنوبية بحوالي 281 مترًا، ومن جهة الشمال تقدر بحوالي 310 أمتار، كذلك من جهته الشرقية فتبلغ 462 مترًا. بينما من جهة الغرب فهي على نحو 491 مترًا. كما أن هذه الأبعاد لم تتغير منذ كرّس المسجد كمكان للصلاة لأول مرة، على عكس المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، اللذين تمت توسعتهما لعدة مرات. ويضم المسجد الأقصى: قبة الصخرة، المسجد القِبْلي، المصلى المرواني، ومصلى باب الرحمة، بالإضافة إلى أربعة مآذن هي: مئذنة باب المغاربة الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية، مئذنة باب السلسلة الواقعة في الجهة الغربية بالقرب من باب السلسلة، ومئذنة باب الغوانمة الواقعة في الجهة الشمالية الغربية، ومئذنة باب الأسباط الواقعة في الجهة الشمالية للمسجد.[1] [2]

 الأقصى من الداخل

يقع المسجد الاقصى أو كما يعرف بالمسجد الأدنى، في مدينة القدس العتيقة. كما ويضمّ العديد من المعالم التي تقع داخل سوره، ومن معالم المسجد الاقصى من الداخل:[1] [2]

  • حائط البراق: ويذكر علماء الدين أن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) كان قد ربط دابته البراق، في ليلة الإسراء والمعراج على هذا الحائط. كما ويزعم اليهود أن الحائط هذا هو المكان الوحيد، المتبقي لديهم من آثار هيكل سليمان. في حين يتجهون إليه دائمًا، لرفع أدعيتهم إلى الله عز وجلّ.
  • الحدائق: وتمتد على مساحة تقدر بحوالي مئة وأربعة عشر دونمًا، وتنتشر فيها أشجار الزيتون المعمّرة، التي يتجاوز عمر بعضها أكثر من ألف سنةٍ. والتي يتفيّأ بظلّها المصلون في مواسم الازدحام كما في شهر رمضان المبارك.
  • مكتبة المسجد الأقصى: التي تحتوي على العديد من الكتب والمطبوعات القديمة منها والحديثة. لا سيما المخطوطات التاريخية حول الرقعة الجغرافية لفلسطين. كما وتضمّ أجزاء مخصصة للأطفال، كي يستزيدوا من المعلومات عن المسجد الأقصى وأهميته. ناهيك عن تقديم العلوم والمعارف الدينية المتنوعة التي يقدمها فريق من المتطوعين من المشرفين والقائمين على مكتبة المسجد.
  • المتحف الإسلامي: الذي تعرض فيه مجموعة من التحف والقطع الأثرية، التي تعود إلى حقب مختلفة من الحضارة الإسلامية في مدينة القدس، ونذكر منها على سبيل: المدفع العثماني، الذي كان يضرب قذائفه في شهر رمضان إعلاناً متى يحين موعد الإفطار
  • سبع مصليات: وهي مساجد بأعمدة، وفيها عدة قاعات صغيرة من الجهتين الغربية والشرقية في، موزّعة في الجزء الجنوبي من المسجد. وهي: الجامع القِبلي الذي يعدّ الجامع الرئيسي الذي يخطب فيه في صلاة الجمعة، ويضم قبة الصخرة، وقد قام اليهود بالحفر عن هيكل سليمان المزعوم تحت جداره الجنوبي، مما هدّد أساساته. كذلك تعرّض الجامع القبلي لحريق مفتعل بتاريخ 21 أغسطس/ آب عام 1969 م، على يد مايكل دينس روهن، فاحترق منبر نور الدين زنكي، وامتد الحريق ليشمل أغلب الأروقة الثلاثة الشرقية، والسقف الخشبي. كذلك وفيه المصلى المرواني، ومصلى الأقصى القديم، ومسجد قبّة الصخرة، ومسجد البراق، وجامع النساء
  • القباب: وعددها خمسة عشرة قبة وهي: قبة الصخرة، وقبة السلسلة، القبة النحوية، قبة الأرواح، قبة المعراج، قبة النبي سليمان.

أبواب المسجد الأقصى

جميع الأبواب التي تقع في المسجد الأقصى، مصنوعة من الخشب المزخرف، وفيها فتحات لتنظيم الدخول والخروج، وتقسم إلى نوعين فمنها المفتوحة، والمغلقة:[1]

  • الأبواب المفتوحة: وهي باب الأسباط المعروف بباب الأسود نظرًا للأسدين المنحوتين على جانبيه، باب السيدة مريم، باب استيفانوس (استيفن)، وباب بنيامين، باب المدينة، باب أريحا، وباب الغور، كذلك وباب الأردن، وباب حطة، باب العتم المعروف بباب الدوادارية، وباب الملك فيصل، وباب شرف الأنبياء، وباب الغوانمة ويعرف باسم باب الوليد، باب الناظر المعروف بباب الحبس وباب المجلس. كذلك باب الحديد، و باب القطانين، وباب المطهرة، وباب السلسلة والسكينة، وباب المغاربة .
  • الأبواب المغلقة: وعددها أربعة وهي: الباب الذهبي المعروف بعدة أسماء ومنها باب الجنائز، باب الرحمة، وباب التوبة. كذلك الباب الوحيد ويعرف بالباب الواحد (المفرد)، وبباب العين لقربه من عين سلوان. والباب المثلث، المعروف بالباب الثلاثي، والباب المزدوج.

شاهد أيضًا: كم تبلغ مساحة المسجد الاقصى وما أهم المعلومات عنه

مدارس الاقصى

حيث يقع المسجد الاقصى، تتوزع في أنحاء السور، نحو خمسة عشر مدرسة، لمختلف المراحل التعليمية. كما ووجب التنويه إلى أن قسم منها في يومنا الحاضر، تمّ تحويله إلى ودوائر حكومية رسمية تابعة للحكومة الفلسطينية، بهدف متابعة المستجدات المتعلقة بالمسجد الأقصى من جهة، ومراقبته والإشراف عليه عن كثب من جهة أخرى. كما وتمّ تحويل البعض منها إلى منازل سكنية. ومن أبرز تلك المدارس نذكر:[1] [2]

  • المدرسة العثمانية: وهي التي افتتحها أشرف برسباي السلطان العثماني.
  • المدرسة الأشرفية: والتي يعود بناؤها للأمير العثماني حسن الظاهري، وتتميز بألوان حجارتها.
  • والمدرسة التنكزية: وتقع بالقرب من حائط البراق، وقد افتتحها المماليك، وصادرها جيش الاحتلال الصهيوني في عام 1996 م

اعتقادات خاطئة واكذوبة المسجد الأقصى

كثيرًا ما تطرح التساؤلات حول ماذا يوجد تحت المسجد الاقصى؟ وما حدود المسجد الأقصى الحقيقي، وأين يقع المسجد الأدنى (الأقصى) . وكم مسجد في الاقصى؟ وحول ماذا يحدث في المسجد الاقصى؟ خصوصا أن كثيرين يخلطون بين المسجد الأقصى والجامع القبلي، الموجود جنوبي قبة الصخرة، وهو الجامع الذي تُقام فيه الصلوات الخمس للرجال، وهو أمر عار عن صحة فالمسجد الأقصى يشتمل على كل موجودات محيطه من معالم كما وأسلفنا أنها حوالي 200 معلم وصرح تشمل الساحات الواسعة، وقبة الصخرة، والجامع القبلي، والمصلى المرواني، والقباب، والأروقة، والأبواب والمكتبة، والمصاطب، والحدائق. كما وتروّج حكومة الكيان الصهيوني لتشرعن عملية الحفر في محيط المسجد الأقصى، أمام تصاعد وتيرة الاستنكارات العالمية، لهذه العملية الممنهجة، التي تعتبر استباحةً صارخة لحرمة المسجد الأقصى، ومنع حشود المصلين من الصلاة فيه إلى تفعيل هذه الأكذوبة، التي تزعم أن مسجد قبة الصخرة الشهير بقبته الذهبية، هو ذاته المسجد الأقصى، الذي لم تطاله أعمال الحفر والهدم على حسب ادعاءاتهم.[1] [2]

بذلك نكون قد عرضنا نبذة عن اين يقع المسجد الاقصى وبعض المعلومات حول هذا المعلم التاريخي والديني الكبير الذي يقع في فلسطين الأبية، الذي لا يبرح فكر، وجدان، وذاكرة كل عربي شريف، يعتزّ بأصالته وانتمائه، وبات أهله رغم كل المحاولات في تهويده، رمزًا للنضال في معركة الحفاظ على الكرامة والوجود، والتمسك بالأرض وبالمقدسات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *