اين يقع سوق عكاظ

اين يقع سوق عكاظ

اين يقع سوق عكاظ ؟ هذا السوق الذي يُعرف أنّ سكّانه الأوائل هم قبيلة عدوان ، وقبيلة هزان ، وهو اليوم أحد المعالم السياحيّة ، التي يقصدها السيّاح من شتّى أنحاء العالم ، إضافة لكونه مُلتقى تاريخيّ يجمع الفنّانين والأدباء والشعراء ، وكافّة المهتمين بتاريخ العرب القديم.

اين يقع سوق عكاظ

يقع سوق عكاظ في المملكة العربيّة السعوديّة ، في مدينة الطائف ، إلى الشمال منها ، على بعد أربعين كيلو متراً ، وعلى بعد 15 كيلو متراً عن المطار ، وحوالي 40 كيلو متراً عن المدينة ، [3] وفي الطريق المتّجه إلى الرياض. ويُقال بأنّ قديماً كان يقع سوق عكاظ في أعلى نجد ، في ديار قيس بن عيلان بن مضر ، بين وادي نخلة وحاضرة الطائف ، وراء قرن المنازل ، في مكان تُسمّى الأثيداء. [2]

سبب تسمية سوق عكاظ بهذا الاسم

سُمّي سوق عكاظ بهذا الاسم ، نسبةً لاجتماع العرب كلّ سنة فيه ، حيث يعكظ بعضهم بعضاً ، بالتناشد والمفاخرة ، أي يُدعك ويُعرك ، ويعكظ تعني يمعك. وبحسب الليث بن المظفر الكناني ، الذي قال: “سميت عكاظاً لأن العرب كانت تجتمع فيها فيعكظ بعضهم بعضاً بالمفاخرة ، وكلّ معاني الكلمة صالحة لتعليل التسمية ، فالحبس والعرك والعراك والقهر والمفاخرة والدَّعك والدَّلك والمجادلة والمطل والاجتماع والازدحام والتمنّع ، جميعها من أغراض عكاظ ووقائعه”. [1]

أسواق العرب ما قبل الإسلام

كانت العرب قديماً ، في عصر ما قبل الإسلام ، تُقيم ثلاثة أسواق كبيرة ، هي بمثابة تجمّعات تجاريّة واجتماعيّة وثقافيّة ، وكانت تُعقد – حيث تقع سوق عكاظ ، وسوق مجنّة ، وسوق ذي مجاز – في أماكن مُختلفة من شبه الجزيرة العربيّة ، وبطريقةٍ دوريّة ، ويأتيها العرب من كلّ الأرجاء؛ فيتاجرون ويسمعون المواعظ والخطب ، ويتفاخرون بها ، كما كانوا يتناشدون الشّعر ، ويتحاكم مبدعوهم إلى كبارهم؛ كالنابغة الذبياني ، الذي كانت تُضرب له قبّة حمراء ، فيحكم بين الشعراء ، وتكون كلمته هي الفاصلة ، وكانت القصائد التي تحوز على إعجاب هؤلاء المحكّمين ، تطير في أرجاء الجزيرة ، ويتناقلها العرب في كل مكان ، وهذه الأسواق هي: [1]

  • سوق عكاظ: أحد الأسواق الكُبرى في عصر ما قبل الإسلام. وكانت العرب تأتيه لمدّة 20 يوماً ، من أوّل ذي القعدة إلى يوم 20 من الشهر.
  • سوق مجنّة: بعد سوق عكاظ تسير العرب إلى هذا السوق ، فتقضي فيه الأيام العشر الأواخر من شهر ذي القعدة.
  • سوق ذي مجاز: تسير العرب بعد سوق مجنّة إلى ذي مجاز ، فتقضي فيه الأيّام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجّة. ومنها تسير إلى حجّها.

تاريخ سوق عكاظ

تجمع المصادر التاريخيّة والأدبيّة ، على أنّ تاريخ بداية سوق عكاظ كان في حدود عام 501 ميلادي ، حيث كانت طُرق التجارة قد انتظمت ، وتقاطعت على جزيرة العرب ، مع تطوّر الممالك العربيّة في مختلف أنجاء جزيرة العرب. وكانت مكّة المكرّمة محجة للعرب منذ آلاف السنين ، كما كانت مدن القوافل قد أخذت مكانتها التجاريّة والاقتصاديّة ، ومنها الطائف وما ولاها. ومن الشواهد على قِدَم سوق عكاظ ، الارتباط الوثيق بينه وبين إيلاف قريش ، وبذلك استقرّت تجارة قريش مع الممالك المجاورة. وقد كانت تقع سوق عكاظ في مكانٍ جغرافيّ يستوعب التجارات المحليّة والإقليميّة ، والقوافل التي تَرِد من خارج حدود جزيرة العرب. وشكّل توقيت تنظيم السّوق في فترةٍ زمنيّة تسبق موسم الحج ، في شهر ذي الحجة ، ومدتها 21 يوماً. [2]

عكاظ في العصر الإسلامي

ارتبط سوق عكاظ بنشأة الرسول (ص) ، ونشر الإسلام بين قبائل العرب ، والدعوة لدين الله. وقد احتضنت ديار بني سعد رسول الله ، حينما أتت به حليمة السعدية (ر) ، ليقضي طفولته في مرابع قومها ، في أرض رعوية إلى الشمال من مكّة المكرمة ، وليست ببعيدة عن المكان حيث يقع سوق عكاظ . وقد جاءت به حليمة السعدية إلى سوق عكاظ عندما كان في حضانتها. وكانت العرب قاطبة ترد مكّة المكرمة أيام المواسم ، وترد سوق عكاظ ، ومجنة ، وذو المجاز ، وتُقيم هناك الأيام الطوال. وشهد الرسول (ص) في سوق عكاظ حرب الفِجار ، وفيه يقول: “قد حضرت مع عمومتي ورميت فيه بأسهم ، وما أحب أني لم أكن فعلت”. وحضر سوق عكاظ صبياً ، وشاباً ، وبعد البعثة. وقد ذهب مع عمه العباس إلى عكاظ ليريه منازل أحياء العرب ، فكان بعد هذا يتردّد على من يتوسّم فيهم مساعدته ، أو الاقتناع بدعوته لهم لدين الإسلام. وقابل في عكاظ قبائل عدّة ، كان يعرض عليهم الإسلام ، ويبحث عمَن يمنعه حتى يبلغ رسالات ربه ، حتى بعث الله إليه الأنصار ، من أهل المدينة. وبقي سوق عكاظ مركزاً تجاريّاً خلال العصر الإسلاميّ المبكر ، وكذلك محطّة رئيسة على طريق الحجّ القادم من اليمن ، مروراً بنجران وعسير والحجاز. أمّا موقع سوق عكاظ ، المسرح الكبير ، الذي شهد تجارات العرب ، ووفد إليه قبائل العرب وزعمائهم وقادتهم ، وشعرائهم وخطبائهم ، وعاداتهم وتقاليدهم ، وشهد على أحداثه النبي محمد (ص) ، فقد بقي موضعه الجغرافيّ وآثاره شاهد على تاريخ وماضٍ يتجدّد ، في أرض الرسالات وأرض الحرمين الشريفين. [2]

إحياء سوق عكاظ من جديد

كان موضوع إحياءه محل اهتمام الدولة بأعلى مستوياتها ، وبعد توقّف دام 1300 عاماً ، كانت بداية الاهتمام به في عهد الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله ، الذي كانت لديه رغبة في إحياء سوق عكاظ ، وتجديده ، وقد وردت هذه الرغبة في خطاب إلى مؤسس جريدة عكاظ ، الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار ، بمناسبة صدور عددها الأول. أبدى الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله حين – كان أميراً على الحجاز – اهتماماً بالبحث في تاريخه ، وتحديد موقعه ، وعمل عددٍ من الباحثين في ذلك العصر ، وبمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله ، وحينما باشر الأمير خالد الفيصل مسؤوليّاته أميراً لمنطقة مكّة المكرّمة ، تبنّت إمارة المنطقة فكرة إحياء “سوق عكاظ” بعد انقطاع 13 قرناً؛ ليكون السّوق أحد أهمّ مخرجات الاستراتيجيّة التنمويّة للمنطقة. [3]

شعار سوق عكاظ الحديث

حيث يقع سوق عكاظ ، حمل شعاراً يدمج فيه الماضي بالحاضر ، فكان: “حلّة جديدة كليّاً… بين الماضي والحاضر ، خطوتَين… وبوابة عكاظ ، يتجدّد اللّقاء بكم كلّ عام في سوق عكاظ ، الذي يعود بطابعٍ استثنائي ومختلف. رحلة إلى الماضي ، ومحاكاة لزمانه… كما لم تره من قبل”. [1]

عكاظ في المؤلفات

جاء ذكر عكاظ في عدّة مؤلّفات ، حيث ذكر بعضها وصف للحياة ، وللإبداع ، من خلال قصائد شعريّة ، وبعضها حدّد اين يقع سوق عكاظ ، وأشهرها:

  • ديوان عكاظ ، تأليف حماد السالمي ، مطبوعات نادي الطائف الأدبي ، عام 1428 هـ/ 2007 م.
  • سوق عكاظ ، من ذاكرة التاريخ إلى بهجة الحياة ، تأليف هند باغفار ، جدة ، عام 1428 هـ/ 2007 م.
  • عكاظ الرمز والتاريخ ، تأليف مناحي ضاوي القثامي ، مطبوعات نادي الطائف الأدبي ، عام 1428 هـ/ 2007 م.
  • عكاظ وحي الإبداع وتجليات الوعي ، تأليف عالي سرحان القرشي ، عاطف بهجات ، مطبوعات نادي الطائف الأدبي ، عام 1428 هـ/ 2007 م.
  • سوق عكاظ في التاريخ ، تأليف محمد أحمد العقيلي ، مطبوعات نادي أبها الأدبي ، عام 1984 م.
  • سوق عكاظ في التاريخ والأدب ، إعداد: لجنة الآثار التاريخيّة بنادي الطائف الأدبي ، عام 1975 م.
  • موقع عكاظ ، تحقيق: عبد الوهاب عزام ، طباعة دار المعارف في القاهرة ، عام 1950 م.
  • سوق عكاظ ، جمع: محمد موسم المفرجي ، مطابع مؤسسة المدينة للصحافة ، جدة ، الطبعة الأولى عام 1417 هـ/ 1996 م.
  • سوق عكاظ في الجاهلية والإسلام: تاريخه ونشاطاته وموقعه ، تأليف ناصر بن سعد الرشيد ، طباعة دار الأنصار ، القاهرة ، الطبعة الأولى عام 1997 م.
  • قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية ، الجزء الثّاني ، مطبوعات دارة الملك عبد العزيز ، الرياض عام 1435 هـ.

معلومات عن سوق عكاظ

هنالك العديد من الفعاليّات التي تقع في سوق عكاظ ، والتي جعلت منه موقعاً سياحيّاً وثقافيّاً، فلا بدّ من استعراض بعض المعلومات عنه ، وأهمّها: [1]

  • يضمّ سوق عكاظ اليوم عدّة أجنحة ، وتصل إلى مساحة تقدّر بحوالي 6 آلاف متراً مربّعاً.
  • الفعاليات التي تُقام اليوم في سوق عكاظ ، هي: (متاحف ، معرضاً للفنون التشكيليّة ، والفوتوغرافيّة ، مكتبة ، ساحة ثقافيّة مفتوحة ، قاعات ورش عمل ، مجموعة كبيرة من المحال التجاريّة ، المطاعم ، المقاهي الأدبيّة).
  • إنّ تذكرة دخول السّوق كافية لحضور أغلب الفعاليّات ، إلاَّ التي تتطلّب تذاكر مستقلّة.
  • يمكن حضور الفعاليّات الغنائيّة بتذكرة دخول السّوق ذاتها.
  • تتوفّر في السّوق الخدمات العامّة ، كأجهزة الصرّاف الآلي ، والنقل الداخلي وغيره.
  • السوق والمرافق جميعها مهيأة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصّة.
  • مناسب للعوائل وأطفالهم ، والشباب أيضاً.
  • تشمل المطاعم أصناف متنوّعة من الوجبات الغذائيّة.
  • يُمكن من خلال تعبئة النموذج في الموقع الخاصّ بسوق عكاظ ، من الحصول على مساحة داخله أو خارجه ، لمزاولة أيّ نشاط تجاريّ في العام القادم.

وبالحديث في هذه المقالة المعنونة اين يقع سوق عكاظ ؟ تعرّفنا على معلماً سياحيّاً فريداً في المملكة العربيّة السعوديّة ، ورافداً مهمّاً من روافد السياحة ، وأحد المعالم التاريخيّة الضّارب في جذور الماضي ، ومازال يحتفظ بعبق التاريخ ، وبريق الحاضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *