اين يقع مسجد قبة الصخرة

اين يقع مسجد قبة الصخرة

اين يقع مسجد قبة الصخرة يعدّ مسجد قبة الصخرة المشرفة من أبرز المقدسات الإسلامية، وهو من أهم وأقدم المساجد، المقرونة بالمسجد الأقصى، الذي يشكّل واحدًا من الرموز، التي تعبّر عن الوجود الفلسطيني، والذي يتعرض باستمرار من قِبل جيش الاحتلال الصهيوني، إلى أبشع الممارسات العنصرية والطائفية، التي تهدد وجوده بذرائع واهية.

اين يقع مسجد قبة الصخرة

يقع مسجد قبة الصخرة في المسجد الأقصى في القسم الجنوبي الشرقي من مدينة القدس، العاصمة الدائمة والأبدية لفلسطين. في ساحة واسعة، شكلها مستطيل، وتمتد من جهة الشمال نحو الجنوب بحوالي 480 مترًا، ومن جهة الشرق نحو الغرب بحوالي 300 مترًا. في حين تشغل هذه الساحة تقريبًا، حوالي خمس المساحة الكلية لمدينة القدس العتيقة.[1]

شاهد أيضًا: ما هي السورة المخطوطة على قبة الصخرة

تاريخ وشكل بناء مسجد قبة الصخرة

بنى المسجد والقبة في عام 66 هـ الموافق 685 م، الخليفة عبد الملك بن مروان. بينما انتهت أعمال البناء في عام 72 هـ الموافق 691 م. كذلك وأوكل ببنائها المهندسان الشهيران رجاء بن حيوة الكندي، أحد التابعين، ومولى عبد الملك بن مروان، يزيد بن سلام. أما الشكل الذي بني عليه مصلى قبة الصخرة، فهو مثمن الأضلاع، وله أربعة أبواب. كما أن قبة الصخرة من الداخل فيها مثمّن داخليّ آخر، وقبة الصخرة قائمة على أعمدة ودعامات أسطوانية الشكل، وفي وسطها الصخرة المُشرّفة التي وقف عليها النبي محمد (ص) في رحلة الإسراء والمعراج، وعرج منها إلى السماء. كذلك وترتفع الصخرة عن أرضية البناء، بحوالي مترٍ ونصف، وشكلها غير منتظم، وأبعاد قطرها تراوح قطرها بين 13 – 18 مترًا، وتعلوها في وسطها قبة شكلها دائري، يبلغ قطرها حوالي 20 مترًا. بينما ارتفاعها فيقدّر بنحو 35 مترًا، يعلوها هلال ارتفاعه خمسة أمتار.[2]

تسمية مسجد قبة الصخرة

تعود تسمية مسجد قبة الصخرة بهذا الاسم، نسبةً إلى الصخرة المُشرّفة، التي عرج منها الرسول الكريم إلى السماء في حادثة الإسراء والمعراج. فقد قال سبحانه وتعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة الإسراء/ 1. بينما قد ورد في الموسوعة الفلسطينية 4/203 أن المسجد الأقصى كان يطلق قديمًا على الحرم القدسي الشريف بأكمله، بكل ما يشمل من أمكنة وصروح، بما فيه قبة الصخرة، أما اليوم، فيطلق الاسم على المسجد الكبير، الذي يقع إلى جنوبي ساحة الحرم. بينما ويقوم بناء قبة الصخرة، في وسط ساحة المسجد الأقصى.[2]

معلومات عن مسجد قبة الصخرة

يقع مسجد قبة الصخرة حاليًا في دولة فلسطين المحتلة، ولأنه دومًا في واجهة الأحداث، سنعرض بعض المعلومات عن هذا المصلى وأهميته: [1] [2]

  • قبة الصخرة من أكثر المعالم جماليةً في العالم، لاسيما تحت أشعة الشمس، حيث تبدو برّاقة ملتمعة تخطف الأبصار، مما دفع البعض للتساؤل، هل قبة الصخرة من ذهب؟ في الواقع يعود السبب في ذلك، كونها مطلية من الخارج بألواح من الذهب.
  • كان أئمة المسلمين، إذا قصدوا المسجد، توجهوا للصلاة في المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب. بينما الصخرة، فلم يصل عندها لاعمر، ولا الصحابة من بعده. في حين أنه في عهد الخلفاء الراشدين، لم تكن على الصخرة أية قبة، حيث كانت مكشوفة في زمن خلافة كل من عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، ويزيد، ومروان وغيرهم.
  • الصحابة والتابعين لهم لم يعظموا الصخرة، ولا كسوها لأنهم اعتبروها قبلة منسوخة غير أصيلة.
  • لم يوفر الحكام  والسلاطين عبر العصور، أي جهدٍ في حماية وترميم قبة الصخرة، هذا الصرح الذي رغم كل ما تعرض له من خراب وانهيارات في أجزائه، جراء الكوارث الطبيعية، كالهزات الأرضية، والعواصف، والعوامل الجوية، والحرائق. بقي شامخاً إلى اليوم.
  • تشير بعض الدراسات الهندسية، إلى أن فرسان الهيكل قد تأثروا بفن العمارة الإسلامية. لاسيما بطراز قبة الصخرة، فبنوا الكنائس على نمطها، كما في قلعة كاستل دل مونتي في إيطاليا.
  • في العقود الأخيرة، يقوم الكيان الصهيوني بمنع المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه. كما وكثيرًا ما يقتحمه المستوطنون اليهود، ويطردون من فيه، وتدور في حرمه المواجهات العنيفة، بحق العجائز والشيوخ، والنساء والأطفال. كذلك وتتعدد محاولات الكيان الحفر الممنهج في محيطه، بحجة البحث عن هيكل سليمان. وسط حالة ٍ من الخرس والتعامي المقصود، للمجتمع الدولي، والعربي على حدٍّ سواء. وقد انطلقت منه شرارة انتفاضة الأقصى للشعب الفلسطيني، الذي هبّ للدفاع عنه.

بناء جامع قبة الصخرة

كثيرًا ما يخلط البعض بين المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة. إلا أن المسجد الأقصى، هو الموضع حيث صلى النبي الأكرم، وربط دابته البراق فيه. بينما قبة الصخرة، فكما أسلفنا عرج منها الرسول. كما وكانت مقدسة ويصلي فيها اليهود في سالف الزمان، قبل أن يغزوهم ويبدد شملهم بختنصر البابلي. ولما فتح بيت المقدس عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتسلَّم مفاتيحها، دخلها سلمًا ومعه كعب الأحبار، (وهو من اليهود الذين أسلموا، وبقي فيه شيء من اليهودية). فسأله عمر:” أين تراني أصلي؟” أي أين يبني المسجد، فقال: “أرى أن تصلي خلف الصخرة”. فقال له عمر: “ما فارقتك يهوديتك، تريدني أن أستقبل الصخرة حتى يرتفع شأن اليهود؟! بل أبنيه أمامها فإنّ لنا صدور المساجد”. فتقدم عمر ليصلي وجعل الصخرة خلفه، رغم علمه بمكانتها لدى اليهود. كذلك وبقيت الصخرة على حالها، حتى أيام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.[1]

شاهد أيضًا: من اشهر المساجد التي بناها المسلمون

قصة بناء قبة الصخرة

في الواقع، قام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، ببناء مسجد قبة الصخرة لهدفٍ سياسيٍّ بحتٍ. وهو التالي: في الحقيقة، نازع عبد الله بن الزبير، عبد الملك على الخلافة، وكان الأوّل يقيم في مكة. ولأن العرب كانت تحج إلى مكة، فكانوا يلتقون بـ(ابن الزبير)، ومن يعود منهم إلى بلاد الشام، كان يقصد عبد الملك بن مروان. فنقل له البعض منهم أن الحج إلى مكة، من الحجج التي يتذرّع بها أمراء القبائل، لمقابلة ابن الزبير. الأمر الذي دفع عبد الملك بن مروان، ليبني قبة الصخرة، وعمد إلى تزيينها، وإكسائها كما تُكسى الكعبة. وذلك بهدف حث الناس على زيارتها، فيستغنوا عن زيارة الكعبة، من جهة، ويفوّت عليهم فرصة اللقاء بابن الزبير، وهو الأهم. في حين أنه بمقتل عبد الله بن الزبير، على يد الحجاج بن يوسف الثقفي، أهمل عبد الملك قبة الصخرة، وتوقّف عن كسوتها، إلا أنه لم يهدمها. ولأن الخلفاء والملوك الذين جاؤوا بعده، لم يدركوا السبب الحقيقي، والغاية من وراء بنائها. فقاموا بالاعتناء بها وأخذوا يزينوها ويكسونها من جديد. [1]

شاهد أيضًا: ما سبب بناء قبة الصخرة وما هي مراحل بنائها

اول من بنى المسجد الأقصى

من خلال موضعنا حول اين يقع مسجد قبة الصخرة، في المسجد الأقصى. فمن المعتقد أن أول من بنى المسجد الأقصى، هو سيدنا سليمان عليه السلام. بحسب ما ورد في سنن النسائي عام 693. بينما قام وصحح المعلومة الألباني، في كتابه (صحيح النسائي)، الذي أثبت أنه كان موجودًا قبل النبي سليمان، الذي قام بتجديده وترميمه. على حسب ما ورد في الصحيحين عن أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه قال: “قلت يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت ثم أي؟ قال المسجد الأقصى، قلت كم كان بينهما؟ قال أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه ” [رواه البخاري (3366) ومسلم (520)].[2]

الفرق بين مسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة

لا يُبرّأ اليهود من دورهم، في تكريس فكرة الخلط بين مسجد قبة الصخرة الذي يقع في المسجد الأقصى على أن المسجدين وجهان لعملة واحدة. كما وأن تعظيمهم التاريخي للصخرة وتوجههم إليها، يهدف إلى تحقيق سعيهم وراء حلم قديم، بإقامة هيكل سليمان المزعوم، على أنقاض المسجد الأقصى، فيظن المسلمون أن المسجد الأقصى، وقبة الصخرة واحد ولا فرق بينهما. وبمحاولاتهم المستمرة لهدم المسجد الأقصى، وأمام تعالي أصوات المسلمين حول العالم المندّدة والرافضة لتلك الممارسات. ادعوا أن عمليات الحفر، لا تطال المسجد الأقصى، الذي مازال قائمًا على حاله. فيظهرون صورة قبة الصخرة، في إشارة مضلّلة للموقع. كذلك ويكونوا بمكرهم ودهائهم المعهود، قد حققوا مرادهم، كما وردوا على انتقادات المسلمين، وسلموا من عواقب الأمر المكشوف والمفضوح أمام الشعب الفلسطيني، من أبناء الأقصى. المستعدون في كل وقت وفي كل فرصة للوقوف بصدورهم العارية، أمام محاولات تدنيس الأقصى وتشويهه وطمس حقيقته. التي لا يعرفها الكثيرون.[1] [2]

بذلك نكون قد وضّحنا العديد من المعلومات، حول من الذي قام ببناء قبة الصخرة ؟ واين يقع مسجد قبة الصخرة الذي يعدّ من أهمّ أجزاء المسجد الأقصى، أجمل المساجد في العالم العربي والإسلامي، التي مازالت قائمة إلى يومنا هذا، وتحافظ على شكلها وزخرفتها الأصلية، حيث تعطي انطباعًا لناظرها، بأن قبة الصخرة المعلقة في الهواء، مما أ ضاف إلى مكانتها كمحجّ ديني، أنها من أكثر الأماكن زيارةً في العالم كوجهةٍ سياحيةٍ عمرانيةٍ، وتاريخيةٍ لافتةٍ.

المراجع

  1. ^ al-maktaba.org , كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب , 16/02/2022
  2. ^ al-maktaba.org , تأملات قرآنية - المغامسي , 16/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *