بحث عن ديناميكية الجماعة الحيوية

بحث عن ديناميكية الجماعة الحيوية فتعرف المجتمعات الحيوية بأنها هي كيانات معقدة يمكن أن تتميز ببنيتها (كأنواع و أعداد الأنواع الموجودة) وديناميكيتها (أي كيف تتغير المجتمعات بمرور الوقت)، و يتيح فهم بنية المجتمع وديناميكيته ل علماء البيئة في معرفة كيفية إدارة النظم البيئية بشكل أكثر فعالية في المجتمع، وهذا ما سوف نعرفكم عليه من خلال بحثنا اليوم.

مقدمة بحث عن ديناميكية الجماعة الحيوية

سوف نتعرف من خلال بحثنا هذا على ديناميكيات المجتمعات البيئية وكيفية ظهور المجتمعات الطبيعية ونظرية التعقيد وخطورة عدم فهمنا للنظم البيئية، لكن سنتعرف أولاً ما المقصود بديناميكية الجماعة الحيوية وخصائصها.

شاهد أيضاً: بحث عن العدسات المحدبة والمقعرة

ما المقصود بديناميكية الجماعة الحيوية؟

ديناميكية الجماعة الحيوية هي مجموعة من العمليات السلوكية والنفسية التي تحدث داخل مجموعة اجتماعية أو بين مجموعات، كما يشير مصطلح ديناميكية الجماعة الحيوية إنه يشير إلى “طبيعة الجماعات وقوانين تطورها وعلاقاتها المتبادلة مع الأفراد والجماعات الأخرى والمؤسسات الأكبر”، يمكن استخدام ديناميكيات المجموعة كوسيلة لحل المشكلات والعمل الجماعي ولأن تصبح أكثر إبداعًا وإنتاجية كمنظمة ككل، ويوفر هذا المفهوم نقاط القوة وعوامل النجاح ومقاييس ديناميكيات الجماعة الحيوية إلى جانب الأدوات المهنية الأخرى.[1]

مزايا ديناميكية الجماعة الحيوية

تعد من أبرز مزايا ديناميكية الجماعة الحيوية فيما يلي:[1]

• تنمية القدرات: تجمع الفرق بين الأشخاص ذوي المهارات المتنوعة لإنشاء شيء لا يمكن لأي شخص القيام به بمفرده، مما ينمي مهارات الأفراد من خلال التعامل ضمن مجموعة، يكون التواصل أعلى في الفرق وتعني مجموعة المهارات المتنوعة أن الفرق يمكنها اكتشاف أساليب جديدة نظرًا لأن الفرق لديها أهداف مشتركة محددة، فإن أعضاء الفريق يتمتعون عادةً بقدر أكبر من الاستقلالية والتنوع وهوية المهام وأهمية المهمة والتعليقات، غالبًا ما تتمتع الفرق بالدعم الاجتماعي للمهام الصعبة مما يؤدي إلى تحسين الروح المعنوية والتحفيز.
• تحسين الجودة: ففي حال كان يعمل شخص ضمن مجموعة تتباين الأفكار والآراء بينهم مما يؤدي إلى اكتساب مهارات أكثر وتشجيع روح المنافسة بين الفريق يؤدي لتحسين جودة العمل الذي يقوم به الفرد على أي صعيد كان.
• تطوير الذات: من خلال العمل الجماعي والمقصود بالعمل الجماعي بكافة الأصعدة في المنزل وفي العمل وحتى الطلاب في المدرسة تشجع روح المنافسة، فيسعى الفرد المقصر ضمن المجموعة إلى تطوير ذاته، و وتعد الكفاءة في تطوير المنتج ميزة أخرى لبناء فرق ضمن التسلسل الهرمي التقليدي، ويمكن للفرق تحليل وتحديد المهام التابعة في عملية غير خطية وفي بعض الأحيان تحقيق تحسينات مذهلة.
• تطوير العلاقات الاجتماعية: يستفيد الأشخاص الذين يعملون ضمن مجموعة من المشاركة في فرق، إنهم يطورون علاقات مع أشخاص من مناطق أخرى من العمل ويتعلمون المزيد حول ما يحدث عبر خطوط الأقسام الوظيفية (التدريب المتقاطع)، بالإضافة إلى ذلك أفاد 69 ٪ من الأشخاص الذين لديهم علاقات شخصية أو صداقات مع زملائهم في العمل بالرضا الوظيفي وأنهم يشاركون في العمل مقارنة بأقل من ثلث الأشخاص الذين لا يفعلون ذلك.
• زيادة الثقافة: فالعمل ضمن مجموعة يثقل مهارات الفرد ويزيد من مستواهم الثقافي من خلال التعرف على ثقافات الآخرين ومحاكاتها.
• اتخاذ قرارات أسرع: وذلك من خلال مناقشة الأفكار بين أعضاء الفريق والوصول إلى حل أسرع واتخاذ القرارات الصائبة بوقت قياسي.
• شعور الفرد بقيمته: عندما يعمل الفرد ضمن فريق فكل من أعضاء الفريق سيكون له وظيفة ودور معين وفي حال غياب أي شخص من الفريق يحدث خلل مما يجعل الفرد يحس بقيمته وأنه عنصر فعال في المجموعة الحيوية التي ينتمي لها.

ما هي درجة فهم ديناميكيات المجتمعات البيئية؟

ربما يكون السؤال الرئيسي في علم البيئة اليوم هو ما هي درجة فهم ديناميكيات المجتمعات البيئية، وهذا السؤال الذي أجابنا عنه العالم الشهير آينشتاين  حيث قال:

“إن أكثر الأشياء التي لا يمكن فهمها في الكون هو أنه يمكن فهمها”

وقال أيضاً: تتكون جميع المجتمعات البيئية من أعداد كبيرة من الأنواع التي تتفاعل بطرق لا تعد ولا تحصى مع بعضها البعض، ويمكن تصورها على أنها أنظمة ديناميكية حيث قد يكون من الضروري وصف الموقع المكاني أو العمر أو الجنس أو التركيب الوراثي أو الخصائص (الحالات) الأخرى للأفراد الذين يتألفون من مجموعات من الأنواع المختلف.[4]

كيف يتم تحديد كثافة الأنواع من خلال ديناميكية الجماعة الحيوية؟ 

وهو من أكثر الأسئلة الشائعة إضافة إلى تغير توزيع الحالة بمرور الوقت من خلال الوظائف المعقدة وغير المفهومة في كثير من الأحيان لكثافات وحالات الأنواع (وغيرها)، حيث أنه تشكل العمليات التطورية هذه الوظائف في النهاية، كما تؤدي الطبيعة التاريخية والطارئة للتطور الدارويني إلى مجموعة محيرة من أشكال التفاعل والتي تتجاوز بكثير تلك التي لوحظت في الأنظمة غير البيولوجية المعقدة، وهذا يعني أنه في  التطور أيضًا فإن الوظائف والمعلمات التي تصف سلوك النظام قد تتغير بمرور الوقت بحيث يتم تضمين الديناميكيات البيئية في ساحة أكبر من الديناميكيات.[4]

شاهد أيضاً: بحث عن المهارات الشخصية والاجتماعية

ديناميكية الجماعة الحيوية وفهم كيفية ظهور المجتمعات الطبيعية

في مواجهة هذا التعقيد واستحالة القدرة على وصف الديناميكيات الأساسية تمامًا، اتبع علماء البيئة العديد من الاستراتيجيات وقد حقق بعضها نجاحًا كبيرًا، إليك أبرز النهج التي كانت سائدة في تلك الأوقات:[3]

النهج الأول لديناميكية الجماعة الحيوية

المتبع  فيه تبسيط المشكلة وهو ما يمكن القيام به بطرق مختلفة، حيث أنه إذا تفاعلت مجموعة معينة من الأنواع مع بعضها البعض بقوة أكبر من تفاعلها مع بقية المجتمع، فقد يكون من الممكن تجريد وتحليل ديناميكيتها المشتركة، وكانت هذه هي الديناميكيات الكلاسيكية ل مجموعات الأنواع الفردية والمتعددة والتي أعطتنا رؤى لا مثيل لها في العديد من التفاعلات البيئية والتي تقع في صميم الكثير من الإيكولوجيا التطبيقية التي تشمل الحفظ وإدارة الموارد وعلم الأوبئة، وهي تتمتع حاليًا بنهضة مدفوعة في ربط النمذجة بين البيانات، فإن هذا النهج يميل إلى الركض في الرمال،  حيث يصبح عدد الأنواع أكثر من حفنة، كما يعد أحد الاستثناءات المحتملة هو عندما يعتمد سلوك النظام البيئي بأكمله بشكل حاسم على ديناميكيات نوع واحد أو عدد قليل من الأنواع “الأساسية”، ولكن غالبًا ما يتم التعرف على دور الأنواع الرئيسية فقط بعد الاضطراب.

النهج الثاني لديناميكية الجماعة الحيوية

فهو تبسيط كيفية تفاعل الأنواع، وعلى سبيل المثال فقد يُفترض أن تجمع الأنواع يتفاعل فقط من خلال التنافس على الموارد، وكان هذا ناجحًا بشكل خاص في بيئة النبات بسبب المتطلبات الأساسية المشتركة لنمو النبات (ضوء الشمس والماء ومجموعة محدودة من العناصر الغذائية)، ومن خلال استخدام نماذج غابات متعددة الأنواع، فكان من الممكن اكتشاف الاستجابات المحتملة للاضطرابات مثل تغير المناخ، وهنا يعترضنا السؤال التالي ؟ هل يهم حذف المكونات الأخرى للمجتمع؟ سنضرب لك مثالاً لذلك فطريات الميكوريزا والتي غالبًا ما تكون ضرورية لاكتساب المغذيات وأمراض النبات والحيوانات العاشبة الكبيرة والصغيرة، و بأخذ هذا النهج إلى أقصى الحدود، تفترض النماذج المحايدة للمجتمعات النباتية أن جميع الأفراد من جميع الأنواع متساوون ويتفاعلون مع بعضهم البعض بنفس القدر، و على الرغم من هذا التبسيط الإجمالي، فإن بعض الأنماط البيئية الكلية التي تنتجها هذه النماذج (وعلى سبيل المثال: توزيعات وفرة الأنواع) قريبة بشكل مدهش من تلك التي لوحظت في الطبيعة، مما يشير إلى أنها تنشأ من الإحصائيات العامة للتجمعات بدلاً من كونها بيولوجية الأصل، وأما إذا كان النظام قريبًا من التوازن ، فمن المعقول افتراض أن ديناميكيات كل نوع يمكن وصفها على أنها وظائف خطية لكثافات وحالات الأنواع الأخرى، وتعرف الخطية بأنها هي أداة رياضية قوية للغاية أعطت رؤى كبيرة في بنية المجتمع،  وعلى سبيل المثال إظهار أن الرابط الحدسي بين التعقيد واستقرار النظام ليس بالضرورة صحيحًا، وهذا يمكن أن يعالج مسألة الاضطراب ولكن فقط للأنظمة القريبة من التوازن المعرضة لاضطراب خفيف نسبيًا، وتوجد النظرية الرياضية من حيث المبدأ لاستكشاف فئات أوسع من الاضطراب على الرغم من أن تعقيد النظم البيولوجية في الممارسة العملية يحبط الرؤى التحليلية العميقة.

النهج الثالث لديناميكية الجماعة الحيوية

هو التبسيط النهائي وهو تجميع الأنواع معًا في مجموعات وظيفية أو الاستغناء عن الأنواع تمامًا ونمذجة تدفقات الطاقة أو الكربون أو الماء أو أي كمية أخرى، فعلى سبيل المثال يمكن تصنيف أنواع النباتات المختلفة ببساطة على أنها أعشاب أو أشجار أو مثبتات نيتروجين أو يمكن استخدام تصنيفات أكثر تعقيدًا ومرة أخرى، يمكن أن يعطي هذا رؤى مهمة  على الرغم من أن مثل هذه النماذج تصبح معقدة أيضًا بسرعة كبيرة، كما أنهم لا يستطيعون معالجة الأسئلة المتعلقة بكيفية تأثير الاضطرابات على التنوع البيولوجي، فمثلا قد يكون لزراعة الأشجار الأحادية مخزون كربون مماثل وتدفقات إلى غابة أكثر تنوعًا ، ولكنها لا تصلح بسهولة للإجابة على الأسئلة التطورية، ومع ذلك كل هذا التبسيط والافتراضات والذي يسمى في بعض الأحيان (بشكل ساخر قليلاً) بالأجندة الاختزالية، فقد قدم رؤى قوية في العديد من جوانب الديناميات البيئية، لكن العلماء  لم يقدموا نظرية عامة عن كيفية استجابة المجتمعات البيئية للاضطراب، وكان البديل لهذا أحيانا هو نظرية التعقيد.

ما هي نظرية التعقيد في ديناميكية الجماعة الحيوية ؟

نظرية التعقيد هو مصطلح حقيبة سفر مجموعة متنوعة من النتائج والتخمين الرياضية في الأنظمة المعقدة، وهو يدرس الأنظمة الموجودة بعيدًا عن التوازن والتي تكون ديناميكيتها الجوهرية عادةً فوضوية وعالية الأبعاد، والذي  يسأل عما إذا كانت ديناميكيتها تأتي عادةً لتحتل مجموعة فرعية من حالات أو تكوينات النظام المحتملة (توصف أحيانًا بالتنظيم الذاتي)، ويعتبر هذا موضوع غني ومثير للاهتمام وغالبًا ما تم استلهامه من النظم البيولوجية، لكن لا يزال مجالًا صغيرًا ومتقشرًا في بعض الأحيان، وربما كان في علم البيئة حتى الآن أكثر إنتاجية في توليد قطع فكرية واستعارات مثيرة للاهتمام من الأفكار العميقة حول كيفية تصرف المجتمعات البيولوجية بالفعل، ومع ذلك فإن زيادة فهمنا لمرونة النظم البيئية يعد أحد المصادر الأكثر ترجيحًا للأفكار والابتكارات الجديدة.[2]

خطورة عدم الفهم الكافي للنظم البيئية ضمن ديناميكية الجماعة الحيوية

تختلف معظم هذه الأبحاث بطريقة مهمة عن معظم مجالات العلوم الأخرى، حيث أن الأعداد المتزايدة من البشر (ولكل منهم في المتوسط ​​”بصمة بيئية” أكبر) لها تأثيرات خطيرة على النظم البيئية الطبيعية، ولذلك نحن في حاجة ماسة إلى فهم أفضل لكيفية تجميع مجتمعات النباتات والحيوانات معًا، وكيف من المحتمل أن تتأثر الخدمات البيئية التي تقدمها (التي لا يتم أخذها في الاعتبار في مقاييس الاقتصاد التقليدية مثل الناتج المحلي الإجمالي) تدمير الموائل وإدخال الأجانب والعديد من النتائج الأخرى للنشاط البشري، كما يجب بعد ذلك أن يقترن هذا الفهم بعلم اجتماعي جديد وتفكير اقتصادي لصياغة سياسات حتى يتمكن البشر من الازدهار في بيئة يُسمح فيها للتنوع البيولوجي الطبيعي الكبير بالبقاء.[2]

شاهد أيضاً: بحث عن الأفكار القديمة للمادة

خاتمة بحث عن ديناميكية الجماعة الحيوية 

في نهاية بحثنا هذا عن  تعرفنا ما الذي يعنيه مصطلح ديناميكية الجماعة الحيوية وعلى خصائصها، وسلطنا الضوء على ديناميكيات المجتمعات البيئية وكيفية ظهور المجتمعات الطبيعية ونظرية التعقيد وخطورة عدم فهمنا للنظم البيئية.

في نهاية المقال بحث عن ديناميكية الجماعة الحيوية يجب أن نذكر أنه في نصف القرن الأول، تم التركيز بشكل معقول بما فيه الكفاية على فهرسة مجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات الموجودة في مناطق مختلفة وعلى تدوين الاختلافات فيما بينها، كما يركز العمل الأحدث على أسباب هذه الاختلافات، إضافة إلى  ذلك الوصول إلى فهم كافي للنظم البيئية الطبيعية لدرء الأخطار المتوجبة عليها.