تعار من الليل .. فوائد من حديث تعار من الليل  

تعار من الليل

تعار من الليل عبارة تعني استيقاظ الانسان من الليل لأيّ سببٍ من الأسباب؛ كالشعور بالقلق والاضطراب أو الاستيقاظ ظنًا بأن موعد الاستيقاظ المعتاد قد حان، أو أنّ الله قد أراد أن يقع من هذا العبد بعض الكلمات في جوف الليل التي تُقربه إليه سبحانه وتعالى، وقد أوصى ديننا بأن نقوم ببعض الأمور في بعض المواقف التي تواجهنا في حياتنا، والاستفادة من الحِكم والأقوال التي جاءت في الكتاب والسُنَّة قدر الإمكان.

دعاء التعار

لا يمكن أن يكون قد خلقنا الله عبثًا ولا سُدى، وإنما خلقنا وأسبل علينا فيض نعمائه وفضله ومنَّته وأرسل إلينا رسوله الكريم –صلى الله عليه وسلم- ليوضح لنا ويرشدنا إلى ما فيه الخير والنفع لنا ولأجيالنا إلى أن تقوم الساعة.

ومن هذه الإرشادات ما يجب أن نفعله إذا ما استيقظنا من الليل بسببٍ أو بدون سبب فأوصت السُنَّة لأي عبدٍ تعار من الليل؛ أي استيقظ في جوف الليل، أن يقول دعاءً خاصًا لهذا الوقت فإنه يُحصل به النفع الكثير والخير العميم.

فِي الحديثِ الذِي رَوَاهُ البُخَاري مِن حَدِيثِ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: “لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ”

ثُمَّ قَالَ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي” أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ»

شاهد أيضًا: الاذكار اليومية وفضلها

فوائد من حديث تعار من الليل

يتضح لنا من حديث: “من تعار من الليل” بعض الفوائد الهامة التي بها يعرف المسلم دينه، ومن هذه الفوائد ما يلي:

  • معرفة المسلم بأن الدين تام وأنه قد أوضح له كل كبيرةٍ وصغيرةٍ يحتاجها حتى أنه دَلَّهُ على ما يقوله إن استيقظ بالليل.
  • توضيح أن التوحيد لله تعالى أمرٌ فطري وأنه واجبٌ على كل مسلمٍ أن يتابعه قولًا وعملًا، حتى يكون معتادًا على التلفّظ بمعاني التوحيد إضافةً إلى رسوخ الإيمان في قلبه.
  • اتباع السُنَّة التي بها كل خير، فنقتفي أثرها في شتى مناحي الحياة وأحوالها ونردد ما جاءت به من الأذكار والأدعية في كل موقفٍ من المواقف.
  • يتعلم المسلم فضل الدعاء وأنه إلهامٌ من الله ابتداءً بأن وفقه لترديد كلمات الدعاء، ثم الرجاء في فضله سبحانه بإجابة الدعاء كما أكد على ذلك الحديث الذي بين أيدينا.
  • الإشارة إلى فضل الصلاة في جوف الليل والتي جاءت بها أحاديثٌ أُخَر بشكلٍ صريح وأنها عمل الصالحين المداومين على طاعة الله تعالى.

شاهد أيضًا: ما دعاء التعار وما هي شروطه وصيغته

من تعار من الليل الدرر السنية

إن المسلم إذا تعار من الليل فقام بترديد كلمات الحديث الدال على ذلك فإنه بذلك قد اتبع السُنَّة، وأي شيءٍ أفضل من ذلك؟ إذ بها تحصيل الثواب الكثير والبُعد عن مواطن الفتن والتقرب إلى الله تعالى وطلب العون منه سبحانه على النفس والهوى والشيطان؛ فلا حول ولا قوة إلا به ولا مُتصرف في الكوْن إلا هُو، ولا رادّ لحكمه، ولا مُغالب لأمره، ولا مُدبر للأمر سواه، ولا نِدَّ ولا ضِدَّ له.

وهكذا تمضي بنا السُنَّة لتُعلمنا وتُوجهنا وتدفعنا إلى كل خير، تُقربنا من الجِنان وتنأى بنا عن المواضع التي تُقرب إلى غضب الله –عياذًا بالله- فتُقرر وتُبين وتُشير تارةً بالقول الصريح لضرورة لذلك، وتارةً بالإشارة؛ فالحُـرُّ تكفيه الإشارة.

شاهد أيضًا: دعاء عن الصدق قصير

وفي نهاية مقالنا يجب على كل من تعار من الليل أن يكون له نصيبًا من هذا الحديث وأن يصدع بهذه الكلمات المباركات، ففيها توحيد الله تعالى وهو أول ما جاء به الإسلام ، ثم فيها من تنزيه الله تعالى عن كل نقصٍ واعترافًا من العبد بأنه سبحانه بيده الملك والأمر، وفيه من إقرارٍ بأن الله تعالى له طلاقة القدرة وأن ليس للعبد حولًا ولا قوة إلا به، ثم إن الدعاء يُستجاب في هذا الوقت والصلاة تكون مقبولة وهو ما يرجوه الجميع من الله تعالى، أن يستجيب دعائهم وأن يتقبل منهم صالح أعمالهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *