تفسير الرجال قوامون على النساء

تفسير الرجال قوامون على النساء

تفسير الرجال قوامون على النساء هوالموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال لكن لابدّ أوّلاً من معرفة قصّة خلق البشر وجعلهم رجالاً ونساءً، وكيف خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السّلام و أمّنا حوّاء، حيث أخبر القرآن الكريم عن كيفيّة خلق آدم عليه السّلام، وذلك بأنّ الله سبحانه وتعالى خلق آدم من ترابٍ ثمّ سوّاه طيناً ثمّ صوّره بيده سبحانه ونفخ فيه الرّوح ، ومن بعد خلق آدم خلقت حوّاء من ضلعه الأيسر، لتكون له عوناً ومسكناً ومؤنساً، وهكذا خلق الله سبحانه وتعالى آدم وحوّاء وجعل لكلٍّ مكانته ووظيفته، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}،[1] وبذلك أعطى الله سبحانه وتعالى القوامة للرجال على النساء.[2]

مفهوم القوامة

بعد أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم وحوّاء وأعطاهما دورهما وواجباتهما في الحياة، حيث أنّه أعطى آدم عليه السّلام القوامة على حوّاء، وبذلك أعطى الرّجل القوامة على المرأة، فكيف تكون قوامة الرّجل على المرأة وما مفهوم القوامة وكيف تكون، القوامة لغةً تعني الثّبات والدّوام وقام على أهله أي تولّى أمرهم وقام على نفقتهم، والقوامة هي القيام على الأمر والمال والحكم، وينبغي على من يتولّى القوامة أن يمتلك القوّة سواءً القوّة المادّيّة أو المعنويّة، وفي القوامة الزّوجيّة وهب الله سبحانه وتعالى القوّة الجسديّة للرّجل، القوّة الّتي تعطيه القدرة على تحمّل المشاقّ والصّعاب عند تأمين متطلبات العيش والسّعي خلف الرّزق، ووهب النّساء الرّقّة والعطف وجعل النّساء للمسكن وبذلك رفع شأنها وأنزلها منزلة سامية وشملها بالعطف والرّعاية.[3]

تفسير الرجال قوامون على النساء

إنّ القرآن الكريم تحدّث عن فضل الرّجال على النّساء، وذكر دور كلّ واحدٍ منهما على حدة، حيث أُعطي الرّجل القوامة على المرأة، فما معنى القوامة وما تفسير الرجال قوامون على النساء، ذكرت هذه الآية بشكلٍ واضحٍ في القرآن وأعطت بذلك القوامة للرّجل، فالرّجال بما وهبهم الله من قوّةٍ جسديّةٍ ونفسيّةٍ صاروا أهلاً للقيام على نسائهم، فقد أُعطي الرّجل الفضل في سوق المهر للمرأة والنّفقة عليها وكفايتها في مؤونتها، وقد ذكر العلماء أنّ تفسير الرجال قوامون على النساء أي أُمرائهم، وعلى النّساء الطّاعة فيما أمرها به الله من طاعته وذلك بأن تكون محسنةً لأهله حافظةً لماله، فالرّجال يقومون بالنّفقة على النّساء والذّود عنهن وحمايتهن، وأُعطي الرّجال فضيلةً في زيادة العقل والتّدبير ما لم يعط للنّساء، ولأن طبع الرّجال غلب عليه القوّة والشدّة وطبع النّساء غلب عليه الرّطوبة والبرودة فتكون القوّة للرّجال والضّعف عند النّساء، وهذا الأمر من الأسباب الّتي أعطت القوامة للرّجل، وأيضاً بما أنفق الرّجل على المرأة أُعطي حقّ القوامة فإذا عجز عن النّفقة كان لها الحقّ في فسخ العقد بزوال قدرته عن القوام عليها والله أعلم.[4]

أحكام تتعلق بالقوامة

إنّ الله تعالى جعل القوامة بيد الرّجل لكن لم تكن القوامة مطلقةً متسلطةً، بل إنّ الله سبحانه أنزل في كتابه وعلى نبيّه صلّى الله عليه وسلّم توضيحاً لمفهومها ومضمونها وسيُذكر فيما يأتي أحكامٌ تتعلّق بالقوامة، إنّ الشّرع ضبط القوامة وبيّنها أحسن بيان حتّى لا يدخل فيها بعض الجهّال إلى مكانة المرأة يهدمونها ويشوّهونها بعكس ما فعل الإسلام عندما رفعها شأناً ومكانةً، ويمكن القول أنّ للقوامة ضوابطٌ وأحكامٌ يجب توافرها عند الرّجال وعند النّساء، فعلى الرّجل أداء واجباته تجاه زوجته بإعطائها المهر والنّفقة عليها ومعاشرتها بالمعروف، وعلى الرّجل أن ينصف المرأة في معاملتها فلا يقسو عليها ولا يظلمها ويحفظ لها حقوقها، أمّا المرأة فمن مقتضى القوامة على المرأة قيام الزّوجة بواجباتها تجاه زوجها، وذلك بطاعته بالمعروف في غير معصية وقرارها في بيتها وعدم خروجها إلّا بإذنه ،والقيام على شؤون الزّوج فتحفظ ماله وتكتم أسراره وترعاه في مأكله ومشربه ومنامه، فبذلك تتحقّق القوامة ويرتفع قدر الرّجال والنّساء وتحفظ حقوقهما. [5]

سبب نزول الرجال قوامون على النساء

إنّ القرآن الكريم أولى الأسرة عنايةً خاصّةً وشرّع لها أحكاماً تضبط أمرها، وحدّد للرّجل دوره وللمرأة دورها، فما سبب نزول الرجال قوامون على النساء حيث يتسائل الكثير من النّاس عن ذلك، فالآية الكريمة تصرّح بقوامة الرّجل على المرأة بما فضّل عليها وبواجب النّفقة عليها، وسبب نزول هذه الآية اختلف عليه أهل العلم لك الرّاجح هو أنّ رجلاً لطم إمرأته، فجاءت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تشكوه فلما سمع النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قصّتها، أمر لها بالقصاص من زوجها فأرسل الله سبحانه وتعالى جبريل بالوحي، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}،[6] فدعاها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم و أخبرها بما نزل والله ورسوله أعلم.[7]

تفسير الرجال قوامون على النساء مقالٌ ذُكر فيه كيف خلق الله سبحانه آدم ومن بعده حوّاء، وأخبر عن مفهوم القوامة للرجل على المرأة ، وورد فيه تفسير الرجال قوامون على النساء، وعرّف بأحكامٍ تتعلّق بالقوامة من شروطٍ وحقوقٍ وواجباتٍ على الرّجال والنّساء، وذُكر فيه سبب نزول الرجال قوامون على النساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *