تفسير سورة الفاتحة مختصر

تفسير سورة الفاتحة مختصر

تفسير سورة الفاتحة مختصر مقالٌ فيه سيتمّ الخوض في فضاء سورة الفاتحة الواسع وتفسيرها، فهي فاتحة كتاب الله عزّ وجلّ، ذلك الكتاب السماويّ الذي أُنزل على سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد أنزله الله سبحانه على نبيّه من خلال أمين الوحي جبريل عليه السلام، ويسمّى مصحفًا وقرآنًا، ويعدّ من أهمّ العلوم التي ينبغي على المسلم تعلّمها وفهم تفاسيرها.[1]

سورة الفاتحة

قبل الخوض في تفسير سورة الفاتحة مختصر لا بدّ عرض نبذة عن هذه السورة العظيمة، فسورة الفاتحة هي أوّل سور القرآن الكريم ترتيبًا، وتعدّ ركنًا رئيسًا من أركان الصلاة، وهي سورةٌ مكيّةٌ شملت في آياتها السبع القصيرة على مقاصد القرآن الكريم ومنهج الصراط المستقيم، وتكمن أهميّة سورة الفاتحة في أنّها لا تصحّ صلاة المرء إلّا بها، فقد رُوي في الحديث الغريب عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “كلُّ صلاةٍ لا يُقرأُ فيها بأُمِّ القرآنِ فهي خِداجٌ”،[2] وإنّ نصّ سورة الفاتحة في قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ*الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ*إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ*اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}،[3] وسيتمّ ذكر تفسير سورة الفاتحة مختصر .[4]

تفسير سورة الفاتحة مختصر

إنّ تفسير سورة الفاتحة قد يطول ويطول لما لحروف هذه السورة وآياتها من مقاصد ومعانٍ عظيمة، ولكن سيتمّ فيما سيأتي تفسير سورة الفاتحة مختصر من خلال شرحٍ بسيطٍ لكلّ آيةٍ من آيات سورة الفاتحة.

تفسير بسم الله الرحمن الرحيم

حيث تبدأ السورة ب: {بسم الله}، والاسم فيها يدلّ على الذّات، ويبتعها لفظ الجلالة الله ليدلّ على الذّات الإلهيّة، والقصد فيها أن يبدأ المرء ببركة اسم الله سبحانه، ثمّ يتبعها {الرحمن الرحيم}، وهما صفتان جليلتان لله سبحانه وتعالى، مشتقتان من الرحمة، والتي تعود في اللغة إلى ما يكون من رقّة القلب، وتعرف هاتان الصفتين بالإحسان من الله سبحانه.[5]

تفسير الحمدلله رب العالمين

أمّا قول: {الحمد لله}، فالحمد هو ما يكون من الثناء على ما صدر من الجميل، وأُتبع الحمد بمن يستحقّ الثناء والإجلال والشكر، ألا وهو الخالق سبحانه وتعالى، وقول: {رب العالمين}، فالرّب يعني المالك، والعالمين جمعٌ للعالم، ومقتضاها مالك ملكوت السماوات والأرض.[5]

تفسير الرحمن الرحيم

وتكرار قول: {الرحمن الرحيم}، كان مقصده أن يثير داخل القارئ أو المستمع لآيات السورة شيئًا من الرهبة في نفسه، ومدعاةً للإقبال والمداومة على طاعة الخالق سبحانه وتعالى.[5]

تفسير مالك يوم الدين

المالك هو من بيده ملكوت الشيء، والدّين هو جزاء ما يكون من العمل، وتفسيرها أنّ الخالق سبحانه ربّ العالمين هو المتصرّف والمدبّر لأمور العباد يوم القيامة.[5]

تفسير إياك نعبد وإياك نستعين

وهي ما يدلّ على كمال الطّاعة التي تصل إلى بالغ أمرها، وترفق بالخضوع لله سبحانه والمثول لأوامره، وقول: {وإياك نستعين}، هي طلب المعونة من الخالق سبحانه.[5]

تفسير اهدنا الصراط المستقيم

والهدايةوهي ما يكون من الرشاذ والتسديد إلى طريق الصواب، والصراط في اللغة هو الطريق السويّ، وفي الشريعة الإسلامية هو ما يكون الهداية إلى ما دعا له الأنبياء والرسل واتباع العقائد السماوية والآداب الشرعية.[5]

تفسير صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

والإنعام هو ما يكون من إيصال الخير للناس، وهو دعاءٌ بأن تكون الهداية إلى صراط السابقين من الصالحين، وأتبعه بما هو ضد الرضا والإنعام، ليستثني بذلك صراط المغضوب عليهم، ومن ضلوا سواء السبيل.[5]

تفسير سورة الفاتحة للأطفال

إن الخوض في ذكر تفسير سورة الفاتحة مختصر يدفع إلى ذكر تفسير سورة الفاتحة للأطفال، وفيما يأتي ما جاء في تفسير الآيات للأطفال:[6]

  • {بسم الله الرحمن الرحيم}: يبدأ المرء مستعيناً بالخالق سبحانه ومتوكلاً عليه.
  • {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: تقديم الشكر لله سبحانه والثناء عليه، فهو خالق كل شيء.
  • {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}: والتكرار هنا لتأكيد أن رحمة الله وسعت كل شيء.
  • {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}: أن الله عز وجل هو المدبر والمالك ليوم القيامة يوم الحساب والجزاء.
  • {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: عبادة الخالق سبحانه وحده والاستعانة به على قضاء الحوائج.
  • {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}: دعاءٌ بالهداية إلى طريق الصواب في شريعة الإسلام.
  • {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}: وهو في تتمة دعاء الهداية إلى الصراط، في أن تكون الهداية إلى طريق الأنبياء والمرسلين والابتعاد عن طريق الهلاك والضلال.

لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

بعد بيان تفسير سورة الفاتحة مختصر كان لا بدّ من الخوض في سبب تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم، وقد ورد في ذلك:[7]

  • عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه-  قال: “بينَما رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وعندَهُ جبريلُ عليهِ السَّلامُ إذ سمعَ نَقيضًا فوقَهُ فرفعَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ بصرَهُ إلى السَّماءِ فقالَ هذا بابٌ قد فُتِحَ منَ السَّماءِ ما فُتِحَ قطُّ قالَ فنزلَ منهُ ملَكٌ فأتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ أبشِر بنورينِ أوتيتَهُما لم يؤتَهُما نبيٌّ قبلَكَ فاتحةِ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ، لم تقرَأْ حرفًا منهما إلَّا أُعطيتَهُ”.[8]
  • أول ما يفتح به القرآن الكريم.
  • أول ما يتلوه القارئ من الكتاب.
  • أول ما قد يخطه كتاب المصحف الشريف.
  • وقد ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن صلَّى صلاةً لَمْ يقرَأْ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ فهي خِداجٌ غيرُ تمامٍ”.[9]

أسماء سورة الفاتحة

إن لسورة الفاتحة أسماءٌ كثيرة، وقد وردت هذه التسميات في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن هذه الأسماء فيما عدا اسم سورة الفاتحة:[10]

  • أم الكتاب: وقد سميت بهذا الاسم نظرًا لكتابتها في بداية المصاحف وضرورة قرائتها أثنا الصلاة.
  • أم القرآن: وقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُمُّ القُرْآنِ هي السَّبْعُ المَثانِي والقُرْآنُ العَظِيمُ”.[11]
  • السبع المثاني: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لأُعلِّمنَّكَ أعظمَ سورةٍ في القرآنِ قبلَ أن تخرجَ منَ المسجدِ . قالَ : فأخذَ بيدي ، فلمَّا أرادَ أن يخرجَ منَ المسجدِ قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ إنَّكَ قلتَ : لأُعلِّمنَّكَ أعظمَ سورةٍ في القرآنِ . قالَ : نعم ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هيَ : السَّبعُ المَثاني والقرآنُ العظيمُ الَّذي أوتيتُهُ”.[12]
  • سورة الصلاة وسورة الرقية: وذلك لعدم كمال صلاة المسلم بدونها، كما أنها سورة الرقية الشرعية.

تفسير سورة الفاتحة مختصر مقال فيه تم الخوض في ماهية سورة الفاتحة وعن تفسير آياتها بشكلٍ مختصرٍ لكل آية على حدا، وقد تم تناول هذا التفسير للأطفال، كما تم إيضاح سبب تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم والخوض في ذكر الأسماء التي تطلق على هذا اليوم.

المراجع

  1. ^ marefa.org , القرآن , 02/11/2020
  2. ^ التمهيد , ابن عبد البر/عبادة بن الصامت/20/191/غريب من حديث مالك ومحفوظ من حديث الزهري
  3. ^ سورة الفاتحة
  4. ^ marefa.org , سورة الفاتحة , 02/11/2020
  5. ^ alukah.net , تفسير سورة الفاتحة , 02/11/2020
  6. ^ alukah.net , تفسير سورة الفاتحة للأطفال , 02/11/2020
  7. ^ alukah.net , تفسير سورة الفاتحة , 02/11/2020
  8. ^ صحيح النسائي , الألباني/عبد الله بن عباس/911/ صحيح
  9. ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان/أبو هريرة/776/أخرجه في صحيحه
  10. ^ alukah.net , تفسير سورة الفاتحة , 02/11/2020
  11. ^ صحيح البخاري , البخاري/أبوهريرة/4704/صحيح
  12. ^ عمدة التفسير , أحمد شاكر/أبو سعيد المعلى/1/49/أشار في المقدمة إلى صحته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *