ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير

ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير الآيات القرآنية الكريمة التي كانت سبباً في تخليص نبيّ الله يوسف -عليه السّلام- من سجنه، فالله -سبحانه وتعالى- قصّ لنا قصّة سيّدنيا يوسف في القرآن الكريم، بما تحتويه من عبر وبالتّفاصيل والمحن والصّعوبات التي مرّ بها يوسف -عليه السّلام- في حياته، منذ أن رموه أخوته في البئر غيرةً وحسداً على حبّ أبيهم له، إلى أن أصبح عزيز مصر  وسيّدها، فأكرمه الله بع الابتلاءات وجعل تفسير رؤيا سبباً لخروجه من السجن ووصوله لما وصل إليه من العز بعد سنواتٍ قضاها مسجوناً ظلماً، وفي هذا المقال سيقوم موقع محتويات بتقديم آية ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير مع التّعريف بقصة وسورة يوسف.

سورة يوسف

قبل المرور على ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير، لا بدّ للمسلم أن يتعرّف على سورة يوسف في القرآن الكريم،  فهي السّورة الثانية عشرة بالترتيب في المصحف، عدد آياتها مائة وإحجى عشرة آية، وقد اتّفق أهل العلم أنّها سورةٌ مكّية، وقيل أنّ أوّل ثلاث آياتٍ منها فقط مدنية، وهي لا تملك إلا اسماً واحداً هو يوسف، وسمّيت بهذا الاسم لأنّها قصّت قصّة سيّدنا يوسف -عليه السّلام- ولم يتمّ ذكر قصّته في غيرها، إلا في سورتي الأنعام وغافر، وهي تبتدئ بالآية بقوله تعالى: {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}.[1] وقد كان لسورة يوسف الكثير من المقاصد منها:[2]

• أثبتت رسالة خاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم- واعتبار أن القرآن هو الكتاب المبين، وكذلك الاعتبار بقصص الرسل صلوات الله عليهم أجمعين.
• بيّنت سورة يوسف أنّ الرّؤيا للمسلم حق بما تحمله من نبوءات.
• بينت السورة أنّ قدرة الله غالبة لا يقف في طريقها شيء وكلّ الأمور بإرادته سبحانه.
•  الله جلّ في علاه هوهو الحاكم الحقيقي للكون.
• إنّ سنة الله في دعواته تكون مصحوبةً مع الشدائد ومحفوفةً بالكروب.
• العاقبة دوماً تكون للمتقين وهذا وعد الله الصادق.

شاهد أيضًا: تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

قصة يوسف عليه السلام مع صاحبي السجن

كذلك قبل الخوض في الحديث عن ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير لا بدّ من ذكر قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع صاحبي السجن، حيث دخل يوسف -عليه السلام- السّجن على ما  فيه مؤثراً إياه على فعل ما  لا يُرضي الله -عز وجل ، بعد أن راودته امرأة العزيز عن نفسه وكادت له ودبّرت له مكيدة السّجن، يقيم يوسف -عليه السلام- في السجن ويكسب محبّة رفاقه وينال ثقتهم بسبب ما تحلّى به من الأخلاق، ثم أصبح المرجع الأوّل في السّجن لتفسير الرّؤى والأحلام، فيأتيه ذات يوم شابّان من رفاق السّجن يقصّان عليه رؤياهما، فقال الأول أنّه رأى في منامه أنه يعصر عنباً ويصنع منه خمراً، ورأى الآخر أنّه يحمل خبزاً فوق رأسه وتأكل الطّير منه، فدعاهما نبيّ الله لرسالة التوحيد وأوّل لهما رؤياهما، فأخبر الأوّل أنّه سوف يسقي الخمر للملك وأخبر الثّاني أنّه سوف يصلب وتأكل من رأسه الطّير، وطلب يوسف من الذي أوّل له النّجاة أن يذكره عند الملك وأن يطلب منه أن يفكّ أسره، وبالفعل يتحقّق تأويل سيّدنا يوسف -عليه السلام- ويخرج الذي طلب منه أن يذكره عند الملك لكنّ الشيطان يُنسيه أمر سيدنا يوسف.[3]

يوسف عليه السلام ورؤيا الملك

وفي سياق الحديث عن سيدنا يوسق قبل الخوض في الحديث عن ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير لا بدّ من ذكر قصته مع رؤيا الملك، حيث كان نبيّ الله يوسف -عليه السلام- لا يزال مسجوناً وقد انشغل صاحبه الذي طلب منه أن يذكر أمره عند الملك فنسي ذكره، حتّى كان من أمر ملك مصر أن رأى رؤسا شفلت باله وأرّقت عليه نومه وأقضّت مضجعه، ولم يجد الملك من حشاسيته من يؤولها له، بل أنّ وزراءه ومستشاريه لعجزهم قالوا أنّها أضغاث أحلام وهي مجرد حلمٍ لا معنى له، لكن الملك لم يقتنع بما قالوه، وهي مشيئة الله حتى يتذكر ذاك الشّاب صاحبه يوسف في السجن، فينطلق إلى السّجن مسرعاً ليسأل يوسف عن تأويل هذه الرؤيا،  فيفسّرها يوسف -عليه السّلام- ويعود صتاحبه ليخبر الملك بما سمع من يوسف، فسمع الملك كلاماً حسناً وتأويلاً عجبا وكلب إحضار يوسف من سجنه، لكنّ يوسف أبى حتى تظهر براءته مما اتّهم فيه باطلاً، فتعترف  امرأة العزيز بفعلتها وتخبر الملك بما طلبت من يوسف، فأحضر يوسف وجعله مستشاراً ووزيراً للبلاد.

ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير

في سياق الحديث عن ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير، فإنّ ملك مصر قد رأى رؤيا عجز عن تفسيرها وتأويلها المفسّرون والمستشارون في ذلك العهد، وكان يوسف -عليه السّلام هو من أوّلها، فقد قال تعالى في كتابه العزيز في سورة يوسف: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ}.[4] فكان من رؤيا الملك أنّه رأى في نومه أنّ سبع بقراتٍ سمان يأكلهنّ سبع بقراتٍ عجاف، ورأى أنّ سبع سنبلاتٍ خضر وأخر يابسات، وجاء التّفسير على لسان سيّدنا يوسف -عليه السّلام- وممذا وهبه الله من العلم والحكمة، وتلخّص التّفسير للرّؤيا بقوله تعالى: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}.[5]

فيقول يوسف -عليه السلام- أنّكم تزرعون سبع سنين كما كنتم تزرعون قبلها فالذي تزرعونه تبقونه بسنابله وتحفظونه وتخزّنونه، لأنّه سيأتي من بعد هذه الأعوام السّبعة التي تخزّنون فيها الطّعام سبع سنواتٍ شداد، فيهنّ قحطٌ شديد فتأكلون ما خزّنتم في السّبع السّمان  في سنين الخير، أمّا ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير هذه الآية أنّها خبرٌ من سيّدنا يوسف -عليه السّلام- للقوم عمّا لم يكن في رؤيا الملك، لكنّه من علم الغيب من عند الله الواحد القهّار، وهذا دليلٌ على نبوّته وحجّته على صدق، فيُغاث النّاس في عامٍ يأتي بعد السّبع العجاف، فيُمطرون ويُسقون، فقد أخبرهم بالبشرى لهم أنّ السّنين السّبع ستنتهي بعامٍ يُغاثون فيه، وأمّا وفيه يعصرون أي يعصرون الأعناب والدّهن من كثرة الخير، فيعصرون السّمسم دهناً والعنب خمراً والزّيتون زيتاً، ويعصرون من كلّ الثّمرات ويحلبون أنعامهم، فينجون من الجدب والقحط بالغيث والله ورسوله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: تفسير ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة

اللهم اجعله عاما فيه يغاث الناس

بعد المرور على ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير الآية ومعرفة معناها، على المسلم أن يتدبّر ويعلم أنّ الخير كلّه بيد الله، إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، وأنّه على المسلم أن يلجأ دوماً إلى ربّه حتى يمنن عليه من فضله، ويُكثر العبد من الدّعاء لله -عزّ وجلّ- وفيما يأتي دعاء اللهم اجعله عاما فيه يغاث الناس:

اللهم مع بداية هذا العام اللهم اجعله عاما فيه يغاث الناس، اللهم بعد السّنين التي عشناها وكابدناها وقاسينا فيها وعانيناها، اللهم ارحمنا برحمتك وأكرمنا بفضلك، اللهم غوثاً بعد قحط اللهم غوثاً بعد قحط، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، مريعاً غدقاً، اللهم اجعله مجلّلاً عامّاً، طبقاً سحّاً غدقاً، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إنّ بالعباد والبلاد والبهائم والخلائق من الجهد والضّنك ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبِت لنا الزّرع، وأدرّ لنا الضّرع، واسقنا من بركات السّماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنّا الجهد والجوع والعُريّ والبلاء، اللهم اكشف عنّا البلاء فإنّه لا يكشفه غيرك، اللهم إنّا نستغفرك إنّك كنت غفاراً اللهم أرسل السّماء علينا مدراراً وارزقنا بأموالٍ وبنين، واكتب لنا جنّاتٍ واجعل لنا أنهاراً برحمتك يا أرحم الرّحيم.

شاهد أيضًا: هل يجوز تفسير قوله تعالى فويل للمصلين مقطوعه

إلى هنا يكون قد انتهى مقال ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس تفسير، الذي تمّ فيه التّعرّف بسورة يوسف في القرآن الكريم، ثمّ المرور على قصة يوسف مع صاحبي السجن، وذكر رؤيا الملك التي أوّلها يوسف عليه السّلام، ومعرفة تفسير ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس، والختام بدعاء اللهم اجعله عاما فيه يغاث الناس.