حكم إيذاء الجار

حكم إيذاء الجار من الأحكام المهمة التي يجب أن نكون على دِراية بها، حتى لا نقع في أمر حرّمه الله تعالى، فالجار له العديد من الحقوق على جاره، وفي مقالنا التالي سوف نتعرّف على حقوق الجار على جاره، وحكم إيذاء الجار.

حكم إيذاء الجار

حكم إيذاء الجار فإن حق الجار عظيم، وأذيته محرّمه، ولا يجوز لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤذي جاره، ومن أعظم الأذيّة، أن يخون الجار جاره في أهله، فيترّصد غيبته، أو عفته فيفعل السوء فيهم، وهذا من أعظم الذنوب عند الله تعالى، فقد أوصى ديننا الحنيف بالجار، وأعلى من قَدَره، وقَرَن الله حق الجار بعبادته عز وجل، وبالإحسان إلى الوالدين، فال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ}[1]، قال الإمام الطبري: “فأوصى الله تعالى بجميع هؤلاء عباده إحسانًا إليهم، وأمر خَلقه بالمحافظة على وصيته فيهم، فحق على عباده حفظ وصية الله تعالى فيهم، ثم حفظ وصية النبي الذي أوصي بالجار، وصيانة عِرضه، وسدّ خلّته، وغضّ البصر عن محارمه، والبُعد عن كل ما يُريبه ويسي له.[2]

شاهد أيضًا: بين اثر الصبر على أذى الجار في حسن العلاقه بين الجيران

حقوق الجار

من أهم حقوق الجار على جاره التي ضمنها له الشرع نذكر:[3]

كفّ الأذى عن الجار

فلا يجب أذية أيّ شخص، وأذية الجار أشد تحريمًا، وقد كان العرب يمتدحون بكف الأذى عن الجار، بل قد جاءت بعض الأخبار بلعن من يؤذي جاره.

حماية الجار

فمما يدل على همة الرجل وعزيمته ونخوته نهوضه لحماية جاره وإنقاذه من أي بلاء ينال منه في عرضه، أو في دينه، أو في ماله، أو في بدنه ونغير ذلك، بل قد تباهى العرب وغالوا في في حماية جيرانهم وصونهم، وتعدوا ذلك إلى إجارة غير الإنسان من الحيوان والبهائم إذا نزل حول بيوتهم حتى لو كان لا يعقل.

الإحسان إلى الجار

فالإحسان إلى الجار برهان الإسلام، وعنوان الصدق، ومن أمثلة الإحسان إلى الجار، تعزيته عند المصائب، تهنئته عند الفرح، عيادته عند المرض، البدء بالسلام عليه، طلاقة الوجه عند لقائه، إرشاده إلى ما ينفعه في دينه وآخرته، وجميع ضروب الإحسان المعهودة.

احتمال أذى الجار

وذلك بأن يغض الطرف عن هفواته، ويتلقّى بالصفح كثيرًا من زلاته، ولا سيما إذا صدرت من إساءة من غير قصد، فجاء يعتذر منها، فمقبلة إساءة الجار بالإحسان من أرفع الأخلاق وأعلى الشيم.

شاهد أيضًا: كيف نتعامل مع الجار ذي الخلق السيئ

أمثلة على التقصير مع الجار

من أبر الأمثلة والصور على التقصير مع الجار نذكر:[4]

• مضايقة الجار: من خلال حَسْده، واحتقاره، وكشف أسراره، وتتبع عثراته، والفرح بزلاته.
• إيذائه بالجلبة، ورفع الأصوات، وتأجير من لا يرغب الجيران في إسكانه لسبب ما.
• قلة الإحسان إليه: وترك النهوض لحمايته، وقلة الحرص على مخالطته والتعرّف إليه، وقلة تفقّد أحواله.
• قلّة التهادي بين الجران: والتكبّر عن قبول هداياهم، ومنعهم ما يحتاجون إليه عند طلبهم المساعدة، وعدم الإهتمام بإعادة المُعار من الجيران إليهم.
• عدم إجابة دعوتهم: وعدم المبالاة بمناسباتهم وأفراحهم، والابتعاد عن نصحهم، وعدم التعاون معهم على البرّ والتقوى.
• الخصومة معهم: والتهاجر عند أدنى سبب، وعدم الحرص على إصلاح ذات البَيْن إذا فسدت العلاقة بين الجيران.

شاهد أيضًا: بحث عن حقوق الجار .. حقوق الجار في القرآن الكريم والسنة النبوية

في نهاية مقالنا نكون قد تعرّفنا إلى حكم إيذاء الجار ، وهو حرام بل يعتبر من الكبائر، وقد جاءت الكثير من الآيات والأحاديث النبوية تحثنا على الإحسان إلى الجار، وتعرّفنا إلى من حقوق الجار على جاره، وأمثله على تقصير الجار مع جاره.