حكم الإسراف في الماء

حكم الإسراف في الماء

حكم الإسراف في الماء يعتبر الماء من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى به على عباده، فالماء سر الحياة والسبب الأساسي في استمرارها حيث قال تعالى “وجعلنا من الماء كل شيء حي”، والإسراف في استخدام المياه من التصرفات السيئة التي تؤثر على الإنسان بشكل سلبي، لذا يجب عدم الإسراف في الماء للحفاظ على الحياة.

حكم الإسراف في الماء

لقد اتفق جميع علماء الدين على أن الإسراف في الماء مكروه شرعًا حتى ولو كان على نهر جاري، فيجب على المرء ترشي الاستهلاك في جميع مصادر المياه وعدم الإفراط في استعمال الماء حتى إذا كان هذا الماء يستخدم في الوضوء أو الغسل.

حيث أن الإسراف يعد من الأمور التي نهى عنها الله عز وجل، حيث قال تعالى في كتابه العزيز “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين”، وذلك لأن الإسراف من الأشياء التي تؤثر سلبيًا على الفرد والمجتمع، كما وصف الله عز وجل المسرفين بأنهم إخوان الشياطين حيث قال “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين”.[1]

أحاديث عن الإسراف في استخدام الماء

جاء في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحث المسلم على عدم الإسراف في الماء واستعماله بشكل معقول، ومن أشهر هذه الأحاديث:

  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه “كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع، إلى خمسة أمداد”، والمد يقصد بها حفنة من المياه تقدر بمليء كفي رجل عندما يمد يديه، والصاع يساوي أربعة أمداد أي يقدر بأربعة حفنات ، ويوضح هذا الحديث كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقتصد في استخدام المياه سواء في الوضوء أو الغسل.
  • عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه “أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ، فقال ما هذا السرف يا سعد، قال أفي الوضوء سرف، قال نعم وإن كنت على نهر جار”، وهذا يوضح كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينهي أصحابه عن المبالغة في استخدام المياه حتى في الوضوء.
  • روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “كلوا واشربوا وتصدقوا في غير مخيلة ولا سرف، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عباده”، ويقصد بكلمة مخيلة هي التكبر، وفي هذا الحديث يحث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على الطعام والشراب والتصدق دون المبالغة والتكبر وعدم الإسراف والتبذير.[2]

شاهد أيضًا: ما هي الآية التي ذُكِر فيها الإسراف في القرآن الكريم؟

أضرار الإسراف في الماء

لقد نهانا الدين الإسلامي عن الإسراف في استخدام المياه، وذلك لأن له الكثير من الأضرار التي تعود على الإنسان والبيئة وجميع الكائنات الحية، وهذه الأضرار تتلخص كالتالي:

  • نقص في الغذاء وذلك نتيجة قلة المياه المستخدمة في ري النباتات والمزروعات المختلفة، مما يؤثر على البيئة الزراعية.
  • نقص في الثروة الحيوانية، وذلك نتيجة نقص النباتات التي يتغذى عليها المواشي والأغنام، وكذلك نقص المياه اللازمة لسقي هذه الكائنات.
  • قلة المياه تؤثر على النظام البيئي وتؤدي إلى حدوث الجفاف في التربة، وبالتالي تؤثر على الثروة النباتية والحيوانية بطريقة سلبية.
  • الإسراف في المياه يؤدي إلى شح الماء التي تعتبر من أكبر المشاكل التي تواجه بعض المناطق، حيث أنها تؤثر على جميع الكائنات الحية سواء النباتات أو الحيوانات وكذلك الإنسان.

أهمية الحفاظ على الماء

إن الماء سر الحياة، وهو أساس كل كائن حي، فالحفاظ على وجود الماء بشكل مستمر له أهمية قصوى ويساعد في استمرارية الحياة، حيث يعمل على زيادة النباتات والثروة النباتية مما يردي إلى الزيادة في الثروة الحيوانية، كما يساهم في الحفاظ على بيئة صحية وآمنة وبالتالي يقلل من المشاكل الناتجة عن شح المياه.

شاهد أيضًا: الفرق بين الاسراف والتبذير .. مظاهر الإسراف والتبذير

طرق للحد من الإسراف في الماء

هناك بعض الطرق الواجب اتباعها للتقليل من استخدام المياه وبالتالي تعمل على تجنب الإسراف في الماء، وأهمها كالتالي:

  • هناك طرق يجب اتباعها داخل المنزل مثل التقليل من وقت الاستحمام واستخدام كميات أقل من المياه، التأكد من عدم وجود أي تسريبات للمياه، ترشيد استهلاك المياه أثناء الوضوء وغسيل الأسنان، وكذلك تقليل استهلاك المياه في الأجهزة الكهربائية مثل غسالة الملابس وغسالة الأطباق.
  • كما يوجد طرق أخرى يمكن أن تتبع خارج المنزل لتحافظ على المياه، مثل زراعة النباتات التي لا تحتاج كمية كبيرة من المياه، تغطية سطح التربة بالنشارة لكي يمنع تبخر المياه، عدم رش المياه في الشوارع بطرق مبالغ فيها، ترشيد استخدام المياه في ري الحدائق، وكذلك عدم استخدام خرطوم المياه في غسيل السيارات.[3]

وبذلك نكون قد تعرفنا حكم الإسراف في الماء في الدين، وهو أمر مكروه ونهى عنه الله عز وجل في القرآن الكريم، وكذلك نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن التبذير والإسراف في استخدام المياه حتى في الوضوء والاغتسال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *