حكم الوفاء بنذر المعصية … أنواع وأحكام النذور وتعريف كل منها بالتفصيل

حكم الوفاء بنذر المعصية

حكم الوفاء بنذر المعصية مقالٌ فيه سيتّم الخوض في الحديث حول مفهوم النذور وما يترتب عليها، وبيان حكم الوفاء بنذر المعصية على وجه الخصوص، والنذر ما يكون من إلزام النفس على فعل طاعةٍ أو تقديم قربانٍ لله سبحانه وتعالى مقابل حصول شيءٍ ما، وذلك بأن يقول المرء: “نذرت لله، أو لله علي.. الخ”، ونحو ذلك من الألفاظ التي تستوجب النذر، وفي حال تحقق الشيء المنتظر للناذر سيستوجب عليه القيام بما نذر به.[1]

تعريف النذور

النذر في المفهوم اللغويّ هو النحب، فيُقال فلانًا نذر أي جعل على نفسه نحبًا واجبًا، وأمّا في المفهوم الاصطلاحيّ فالنذر هو أن يُجبر المرء نفسه أو يستوجب على ذاته القيام بعباداتٍ لم تلزمه بها الشريعة الإسلاميّة، وللنذور أصلٌ في المصادر التشريعيّة في حياة المسلم: الكتاب والسنّة، فأمّا ما جاء به القرآن الكريم عن النذور يتلخّص بما قاله تعالى في سورة الإنسان: {يوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}، [2] وأمّا في السنّة النبويّة الشريفة فقد روت السيّدة عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “مَن نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، ومَن نَذَرَ أنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ”،[3] وللنذور أنواعٌ عديدة، ومنها نذر المعصية، فما هو حكم الوفاء بنذر المعصية.[4]

حكم الوفاء بنذر المعصية

إنّ حكم الوفاء بنذر المعصية هو أنّ الوفاء بهذا النوع من النذور غير جائز الوفاء به، وذلك لأنّ مفاسده قد تؤذي المسلم ذاته أو تؤذي غيره، ويرى بعض أهل العلم أن لا يترتب على من قام بنذر المعصية أيّ شيء، وذهب بعضهم إلى أنّ الكفارة لنذر المعصية هي ذاتها كفّارة اليمين، وذلك استنادًا لما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “لا نذر في معصيةٍ وكفارتُه كفارةُ يمينٍ”، [5] ولذلك فالأفضل أن يخرج المرء كفارة اليمين في حال تحقق نذر المعصية، وكفارة اليمين في الشريعة الإسلاميّة معروفٌ بأنها تقتضي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد من ذلك سبيلًا فصيام ثلاثة أيام.[6]

أنواع وأحكام النذور

لا بدّ من ذكر بعض من أنواع النذور الكثيرة مع بيان حكمها في ظلّ الشريعة الإسلاميّة:[7]

  • النذر المبهم: وهو أن لا يحدّد المرء ما قد ينذره، فقط كأن يقول: “لله عليّ نذر”، وحكمه كحكم كفارة اليمين.
  • نذر اللجاج: وهو ما يعرف بنذر الغضب أو نذر الخصام، وهو ما يكون من تعليقٍ للنذر بشرطٍ ما، والحكم فيه إمّا كفّارة اليمين أو فعل ما نذره المكلّف.
  • نذر المباح: وهو ما يكون مباحًا في النذر، كنذر الطعام والشراب واللباس وغيرها، والحكم فيه إمّا كفارة اليمين أو يفعل ما نذره.
  • نذر المكروه: وهو ما يكون النذر فيه بما يكره في الشريعة الإسلاميّة، ويستحبّ على الناذر إخراج كفّارة اليمين، ولا حرج عليه في فعل مانذره.

حكم الوفاء بنذر المعصية مقالٌ فيه تمّت الإجابة على التساؤلات التي يطرحها المقال في أحكام نذر المعصية، وذلك بعد توضيح مفهوم النذور، بالإضافة إلى ذكر بعضٍ من أنواع النذور وبيان حكمها في الإسلام.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , معنى النذر وأنواعه وما يترتب عليه , 17/09/2020
  2. ^ سورة الإنسان , الآية 7
  3. ^ صحيح البخاري , البخاري/عائشة أم المؤمنين/6696/صحيح
  4. ^ alukah.net , النذر: أنواعه وأحكامه , 17/09/2020
  5. ^ شرح معاني الآثار , الطحاوي/عائشة أم المؤمنين/3/130/صحيح
  6. ^ islamweb.net , لا يجوز الوفاء بنذر المعصية , 17/09/2020
  7. ^ alukah.net , النذر: أنواعه وأحكامه , 17/09/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *