حكم تخفيف اللحية

حكم تخفيف اللحية

حكم تخفيف اللحية هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي وضَّحتها الشريعة الإسلامية، والذي سنقوم ببيانه من خلال سطور هذا المقال، فقد بيَّن لنا الدين الإسلامي الأحكام المُتعلقة بالنظافة والطهارة والمأكل واللباس، وكذلك بيَّن لنا الأحكام المُتعلقة بالمظهر الخارجي والهيئة الصحيحة، ومن خلال هذا المقال سنسلط الضوء على رأي الشريعة الإسلامية في حكم تخفيف اللحية للرجل وحلقها.

حكم تخفيف اللحية

إنَّ حكم تخفيف اللحية مكروه، حيث أنَّ الأصل في اللحية هو الإطلاق والإعفاء وعدم الأخذ منها أو تخفيفها، وذلك لأن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمر رجال المُسلمين بأن يُعفوا لحاهم ويطلقوها، وذلك يُشير إلى عدم تخفيف شعر اللحية، وقد ورد ذلك في حديثه الشريف: “خَالِفُوا المُشْرِكِينَ؛ وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ”[1]، ومن الجدير بالذكر أنَّ حكم تخفيف اللحية هو من الأحكام الخلافية والتي اختلف أهل العلم في مدى مشروعيتها.[2]

حكم الأخذ من اللحية في المذاهب الأربعة

فيما يلي نوضّح رأي أئمة المذاهب الأربعة في حكم الأخذ من اللحية أو حلقها:[3]

  • المذهب الشافعي: ذهب الشافعية إلى القول بأنَّ حلق اللحية مكروه، ولا يجوز الأخذ منها أو حلقها أو نتفها أو تخفيفها بدون وجود سبب أو علّة.
  • المذهب الحنفي: يجوز الأخذ من اللحية وقطع ما زاد عن القبضة منها، أمَّا ما دون ذلك فهو مُحرَّم.
  • المذهب المالكي: يُكره الأخذ من اللحية وحلقها وقصها، أمَّا من أخذ من طولها وعرضها فهو أمرٌ حسن.
  • مذهب الحنابلة: حرَّم الحنابلة حلق اللحية بشكل مُطلق وكامل، وذهبوا إلى جواز التخفيف منها.

حكم حلق اللحية ابن عثيمين

أكّد الشيخ ابن عثيمين على وجوب إعفاء اللحية وعد حلقها أو تقصيرها، وذلك اتّباعًا لمذهب الأنبياء، وامتثالًا لأمر رسول الله صلَّى الله عليه سلَّم، كما أشار إلى أنَّ عادة حلق اللحى هي من العادات القديمة عند المجوس، وإنَّ في إطلاق المُسلمين للحاهم مُخالفة لهم وللكافرين، وبيَّن أن الأولى والأحرى بالمُسلم اتّباع النهج السليم والصحيح، وهو مذهب الآباء والابتعاد عن كل أمر فيه تشبّه بالكفار، والله أعلم.[4]

حكم حلق اللحية للعسكري

إنَّ حلق اللحية في الإسلام هو أمرٌ مُحرَّم وغير جائز، وذلك لأنَّ فيه مُخالفة لأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، إلا أنَّ بعض أهل العلم إلى جواز حلاقة اللحية في بعض الحالات التي تُشكّل ضرورة عند الإنسان، فإذا كان إبقاء اللحية يُشكل خطر أو تهديد على حياة لإنسان فجاز حلقها، أمّا عن حلق اللحية بهدف الذهاب إلى العسكرية فهو أمرٌ يُقاس بمدى حاجة المرء إلى ذلك، ومدى تأثيره على حياته وصحته كأن يتعرَّض للضرب أو الحبس أو الضرر، فإن ثبت ذلك جاز له حلق اللحية، والله أعلم.[5]

حكم إطلاق اللحية

إنَّ إعفاء اللحية وإطلاقها هو من السنن النبوية التي وردت عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي عادة بيَّن أهل العلم وجوبها وكراهة مُخالفتها في حال عدم وجود سبب أو عذر، وقد اختلف أهل العمل في المعنى المقصود من إعفاء اللحى فذهب البعض إلى القول بتركها وإطلاقها لتكثر وتكبر، كما ذهب آخرون إلى أنَّ ذلك يُشير إلى توفيرها وظهورها، وقد أجاز بعض العلماء قص ما زاد عن القبضة منها، كما استحبَّ مالك وغره تشذيب اللحية والأخذ منها ما شذَّ طولًا وعرضَا بحيث لا تُصبح مظهرًا من مظاهر الشهرة، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: المشروع في اللحية والشارب في حق الرجال

بعد بيان حكم إطلاق اللحية نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على أحد الأحكام الشرعية المُتعلقة بالرجال وهو حكم تخفيف اللحية، كما بيَّن رأي أئمة المذاهب الأربعة في ذلك، ووضَّح فتوى حلق اللحية عند الشيخ ابن عثيمين.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , عبد الله بن عمر، البخاري، 5892، صحيح.
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم تخفيف اللحية وتسويتها , 24/02/2022
  3. ^ wikiwand.com , اللحية في الإسلام , 24/02/2022
  4. ^ binothaimeen.net , حكم حلق اللحية , 24/02/2022
  5. ^ islamway.net , تخفيف اللحية بسبب التضييق الأمني , 24/02/2022
  6. ^ islamweb.net , حكم إعفاء اللحية والأخذ منها , 24/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *