هل حلق اللحية حرام

هل حلق اللحية حرام ؟، سؤالٌ من الأسئلة الشرعية المهمةِ للرجال، وسيكون هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الأدلة الشرعية جاءت بأمر الرجالِ بإطلاقِ لحاهم، لكن هل الأمرُ جاء للوجوب أم الاستحباب وهل حلقُ اللحيةِ حرام؟ وما حكمُ تخفيفها وغسلها عند الوضوء؟ وما هي اللحيةِ بالاصطلاحِ الشرعي؟ وما حكمُ قصُّ الشارب عند الأئمة الأربعة؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

هل حلق اللحية حرام

يعرَّف الحلقُ في الاصطلاحِ على أنَّه استئصال الشعر بالموس ونحوه، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ حلق اللحيةِ يعرَّف على أنَّه استئصالُ شعرِ اللحيةِ بالموسِ ونحوه،[1] وقد تباينت آراء الأئمة الأربعةِ في حكمِ حلقِ اللحيةِ، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان آرائهم في ذلك، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: هل يجوز حلق شعر البطن

الرأي الأول: كراهة حلق اللحية

إنَّ القول الصحيح والراجح عند فقهاء الشافعية أنَّ حلق اللحيةِ لا يعدُّ حرامًا في الشريعة الإسلامية، بل يعدُّ حلقُ اللحيةِ مكروهٌ عندهم، مع ضرورةِ التنبيهِ إلى أنَّه في أحدِ أقوالهم ذهبوا إلى حرمةِ حلقها، وبناءً على ذلك يُمكن القولُ أنَّ هناك روايتان في حكمِ حلقِ اللحيةَ عند الشافعيةِ، الصحيح أنَّه مكروه.[2]

شاهد أيضًا: تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

القول الثاني: حرمة حلق اللحية

ذهب فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنَّ حلقَ الرجلِ لشعرِ لحيته يعدُّ حرامًا لا مكروهًا، وهذا قولٌ عند فقهاء الشافعية أيضًا كما تمَّ بيان ذلك في الفقرة السابقة، وحجة جمهور الفقهاء في ذلك أنَّ في حلق اللحية مخالفةٌ للأمرِ النبوي الذي جاء بأمر المسلمين بإعفاء لحاهم.[3]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

حكم تخفيف اللحية

يعدُّ تخفيفَ اللحيةِ من المسائل التي درسها العلماء السابقون، وهي أيضًا من المسائل التي تباينت آراؤهم فيها، وفي هذه الفقرة من هذا المقالِ سيتمُّ ذكرُ أقوالهم في ذلك، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: حكم تشقير الحواجب بالليزر

القول الأول: جواز تخفيف اللحية

ذهب الحنفية والحنابلة إلى جوازِ تخفيف اللحيةِ وتهذيبها، شريطة أن يكون طول اللحيةِ زائدًا عن قبضةِ اليدِ، استنباطًا من فعل عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- إذ أنَّه كان إذا قصِّر شعره أو حلقه من حجٍّ أو عمرةٍ كان يخفف من لحيتهِ وشاربه، وقد عدَّ فقهاء الحنفية الأخذَ من مما زاد عن قبضةِ اليدِ سنةً من السنن، وفي قولٍ آخر أنَّ الأخذ مما زاد عن قبضةِ اليدِ واجبٌ.[4]

شاهد أيضًا: تفسير آية وقرن في بيوتكن

القول الثاني: حرمة تخفيف اللحية

ذهب الإمام النووي وهو من فقهاء الشافعية إلى حرمةِ التخفيف من اللحيةِ، ولا يؤخذ من طولها ولا عرضها، لظاهر الخبرِ في الأمرِ بتوفيرها، وإلى ذلك ذهب الفقيه المختار حيث قال لا يؤخذ من اللحية لا بالتقصير ولا بغيره، بل تترك على حالها كما هي.[5]

شاهد أيضًا: حكم الإجهاض قبل نفخ الروح

حكم صبغ اللحية

يستحبُّ للمسلم تغيير الشيب الذي ظهر في لحيته بغيرِ السوادِ، ودليل ذلك ما رُوي عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- حيث قال: “أُتِيَ بأَبِي قُحَافَةَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: غَيِّرُوا هذا بشيءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ”،[6][7] أمَّا صبغُ اللحيةِ بالسواد فق كرهه جمهور الفقهاء، وحرَّمه الشافعي لغير المجاهدين.[8]

شاهد أيضًا: الغار الذي اختبأ فيه الرسول وصاحبه هو غار

حكم غسل اللحية في الوضوء

تباينت آراء أهل العلمِ في حكمِ تخليلِ الماءِ في اللحيةِ أثناءَ الوضوءِ، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر أقوال الإمامين الشافعي وأبو حنيفة، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: ما هي أصح طرق التفسير للقرآن الكريم

• المذهب الشافعي: ذهب فقهاء الشافعية إلى أنَّ صاحب اللحية الخفيفة يجب عليه تخليل الماءِ فيها عند الوضوء، بينما صاحب اللحيةِ الكثيفة فيستحب له تخليلَ الماءِ فيها ولا يجب.[9]
• المذهب الحنفي: ذهب فقهاء الحنفية إلى وجوب إيصال الماء إلى البشرةِ في اللحيةِ الخفيفة، ووجوب غسل ظاهر اللحيةِ الكثيفة.[10]
• المذهب المالكي: ذهب فقهاء المالكية إلى عدم وجوب غسل باطن اللحية الكثيفة، بينما يجب إيصال الماء إلى البشرة لصحاب اللحية الخفيفة.[11]
• المذهب الحنبلي: اتفق فقهاء المذهب الحنبلي مع فقهاء المذاهب الثلاثة في وجوب إيصال الماء إلى البشرة في اللحية الخفيفة، وعدم وجوب غسل باطن اللحية الكثيفة عند الوضوء.[12]

شاهد أيضًا: من أقسام التفسير باعتبار معرفة الناس له

تعريف اللحية

يطلق لفظ اللحية على لشعرِ النابتِ على الخدينِ والذقنِ، وتعدُّ إعفاء اللحيةِ من سنن الفطرةِ، ودليل ذلك ما رُوي عن السيدة عاشئة -رضي الله عنها وأرضاها- حيث قالت: “عَشْرٌ من الفِطْرَةِ : قَصُّ الشارِبِ ، و إعْفاءُ اللِحيَةِ ، و السِّواكُ ، و اسْتِنْشاقُ الماءِ ، وقَصُّ الأظْفارِ ، و غَسْلُ البَراجِمِ ، و نَتْفُ الإبِطِ ، و حَلْقُ العانَةِ ، و انْتِقاصُ الماءِ”.[13][14]

شاهد أيضًا: حكم الصبغة السوداء للنساء والرجال وأهم الأحكام المتعلقة بحلق الشعر وصبغه

حكم حفِّ الشارب

اتفق أهل العلم على أنَّ الأخذ من الشاربِ يعدُّ من سنن الفطرةِ، لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: “عَشْرٌ من الفِطْرَةِ : قَصُّ الشارِبِ”،[15] لكن الخلاف وقع بينهم في ضابط الأخذ من الشارب، وفي هذه الفقرة من هذا مقال هل حلق اللحية حرام سيتمُّ بيان أقوال الفقهاء في ذلك:[16]

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف

• المذهب الحنفي: ذهب فقهاء المذاهب الإسلامية إلى أنَّ الضابط في الشارب هو القصُّ، وقيل أنَّ الحلقَ عندهم أفضل من القصِّ.
• المذهب المالكي: ذهب فقهاء المالكية إلى أنَّ السنة في الشارب هو القصُّ لا الحلقُ والإحفاء.
• المذهب الشافعي: ذهب فقهاء الشافعية إلى أنَّ من السنة قصُّ الشارب حتى يبدو طرف شفته، ولا يحفُّه من أصله.
• المذهب الحنبلي: ذهب الحنابلة إلى أنَّ قصَّ الشارب يعدُّ من السنةِ، وأنَّ الحفَّ أولى من القصِّ.

شاهد أيضًا: حكم صيد حمام الحرم وحكم أكل أو إتلاف بيضه

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل حلق اللحية حرام كما تمَّ فيه بيان بعض الأحكامِ المتعلقةِ باللحيةِ من حيث حكم تخفيفها وصبغها وغسلها عند الوضوء، ثمَّ في ختام هذا المقال تمَّ بيان حكمِ حفِّ الشارب عند الأئمة الأربعة.