ما هي اصح طرق التفسير للقران الكريم

اصح طرق التفسير

ما هي اصح طرق التفسير للقران الكريم هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال، فالقرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى أنزل على سيّد الخلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليخرج به النّاس من الظلمات إلى النّور، وقد وردت فيه أخبار الأولين وقصصهم وفصّلت فيه أحكام الشّريعة ووصف الجنّة والنّعيم للمؤمنين ووصف النّار والعذاب للكافرين، وقد حفظه الله سبحانه وتعالى من التّحريف والضياع.[1]

طرق التفسير

رغم أنّ القرآن الكريم نزل بلسان عربيّ إلا أن كلماته وآياته تحتاج تفسيراً لأن العرب أضاعوا لغتهم ولم يعودوا يفقهون منها الكثير، والتفسير اصطلاحاً هو الكشف عن معاني آيات الله بكتابه وسنّة نبيّه ولغة تنزيله، وقد تعدّدت طرق التفسير وتنوّعت وأقسامها هي:[2]

  • الأول: تفسير القرآن بالقرآن حيث أنّ الآيات تفّر نفسها بنفسها وله أربعة أنواع نسخ القرآن للقرآن وتخصيص القرآن لعموم القرآن وتقييد القرآن لمطلق القرآن وتفصيل القرآن لمجمل القرآن.
  • االثّاني: تفسير السنّة للقرآن وينقسم بدوره أيضاً لأربعة أنواع: نسخ السنّة للقرآن وفيه ترفع السنّة حكم نزل في القرآن كالوصيّة للوارث، تخصيص السنّة لعموم القرآن، تقييد السنّة لمطلق القرآن، تفصيل السنّة لمجمل القرآن.
  • الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصّحابة وله شرطان أن يصحّ الإسناد إلى صحابيّ وأن لا يخالف قول الصّحابيّ آيةٍ قرآنيّة أو حديثاً نبويّاً.
  • الرابع: تفسير القرآن باللغة العربيّة وهو توضيح معان الآيات لغةً، حيث أنّ التفسير ينقسم إلى أربع أقسامٍ وطرق فما اصح طرق التفسير.

اصح طرق التفسير للقران الكريم

إنّ القرآن الكريم نعمةٌ من الله سبحانه وتعالى على عباده فهو حلقة الوصل بين العباد وبين خالقهم نزل به الرّوح الأمين على قلب سيّد الخلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليكون للعالمين نذيراّ وبشيراً وهادياً ونصيراً، ويعدّ تفسير القرآن الكريم علماً كاملاً  يهتمّ بمعرفة معاني كلام الله تعالى وما تشير إليه آياته،  وهو علم نزول الآيات وشؤونها وقصصها وكيفية النّطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها، وله أربعة أقسام هي تفسير القرآن بالقرآن وتفسير السنّة للقرآن وتفسير القرآن بأقوال الصّحابة رضوان الله عليهم أجمعين والقسم الأخير هو تفسير القرآن باللغة، وقد يتسائل الكثيرين ما اصح طرق التفسير للقرآن الكريم، وقد أجاب أهل العلم عن هذا التساؤل فقالوا إنّ اصح طرق التفسير للقرآن هي أن يفسّر القرآن بالقرآن فما أُجمِل في مكان شُرح في موضعٍ آخر فإن شقّ الأمر على المفسّر فقد قالوا أنّ افضل طرق التفسير بعد أن يفسر القرآن بالقرآن هي أن يفسر القرآن بالسنّة فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: “بم تحكُمُ ؟ قال : بكتابِ اللهِ، قال : فإن لم تَجِدْ ؟ قال : بسُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . قال : فإن لم تَجِدْ ؟ قال : أجتَهِدُ رأيي ولا آلُو . قال : الحمدُ للهِ الذي وفَّقَ رسولَ رسولِ اللهِ”،[3] فالأصحّ أن يطلب تفسير القرآن من القرآن نفسه فإن لم يوجد فمن السنّة النبويّة فالسنّة أيضاً من الوحي إلا أنّها لا تتلى كما يتلى القرآن فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا ينطق عن الهوا.[4]

ضوابط التفسير للقران الكريم

إنّ تفسير القرآن الكريم علمٌ كبير وهو بحر العلوم وله ضوابط وقواعد كثيرة ضوابط تتعلق بطريقة التفسير وضوابط تتعلق بالمفسر ذاته، وقد تناول العلماء كابن تيمية والقرطبيّ وابن عاشور وغيرهم قواعد وضوابط التفسير فقد قالوا أنّ أصح اتفاسير هو تفسير القرآن بالقرآن ثمّ تفسير القرآن بالسنّة ثمّ ما كان بأقوال الصحابة وأئمة التفسير ثمّ ما كان بلغة العرب، وعلى المفسّر أن يكون عالماً بلغة العرب ولابدّ له من معرفة أصول الفقه ليعلم ويميّز فحوى الخطاب والنّاسخ والمنسوخ وغيرها من الأمور،  ولابدّ للمفٍسٍّر أيضاً أن يعرف أسباب نزول الآيات فذلك يعين على فهم الآية، وقد اتفق العلماء على أن المفسّر يجب أن يتوفر لديه الفهم الدّقيق والملكة الطّبيعيّة التي تؤهله لفهم كتاب الله وإدراك معانيه، ليصل إلى مراده في تفسير آيات الله وفهمها وشرحها.[5]

كيفية تفسير القرآن بالقرآن

تعتبر طريقة تفسير القرآن بالقرآن من أقدم الطرق وأولها في تفسير القرآن الكريم وتفسير القرآن بالقرآن يعتمد على توضيح أيات القرآن بآيات أخرى فهي بمثابة مصدر تفسير لآياتٍ أخرى، ويعتبر تفسير القرآن بالقرآن اصح طرق التفسير فقد قيل أنّ أحسن طريقةٍ لتفسير القرآن هي أن يفسّ القرآن بالقرآن، فالآيات التي أُجملت في موضعٍ ما تكون قد فُصّلت في موضعٍ آخر وكذلك ما اختُصر في موضعٍ ما فيكون قد بُسّط في موضعٍ آخر، وذلك شرحٌ مبسّط لكيفيّة تفسير القرآن بالقرآن فإن أعيا ذلك المفسّر فعليه بالسنّة النبويّة فهي شارحةٌ للقرآن وموضّحةٌ له فالسنّة النبويّة من التشريع الإلهي فقد قال النّبيّ صلى الله عليه وسلّم: “ألَا إنِّي أُوتيتُ الكِتابَ ومِثلَه معه، ألَا إنِّي أُوتيتُ القُرآنَ ومِثلَه معه”،[6] وبذلك يؤكد النّبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّ السنّة النبويّة مقترنةً بالقرآن الكريم وهي موضحةٌ وشارحةٌ له والله ورسوله أعلم.[7]

اصح طرق التفسير هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال و قد ورد فيه طرق التفسير بتفصيلها وأنواعها وحدّد المقال اصح طرق التفسير كما ورد عن أهل العلم وهي تفسير القرآن بالقرآن، وذكر المقال أيضاً ضوابط التفسير التي يجب أن تتوافر في المفسّر وشرح كيفية تفسير القرآن الكريم.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , القرآن الكريم , 22/12/2020
  2. ^ alukah.net , طرق التفسير , 22/12/2020
  3. ^ أحكام القرآن , ابن العربي/معاذ بن جبل/1/574/صحيح
  4. ^ ahlalhdeeth.com , فصل في قول القائل ما أحسن طرق التفسير , 22/12/2020
  5. ^ slamweb.net , الضوابط المطلوب توافرها في مفسر القرآن , 22/12/2020
  6. ^ تخريج المسند , شعيب الارناؤوط/المقدام بن معدي كرب/17174/اسناده صحيح
  7. ^ al-eman.com , مسألة في أن أحسن طرق التفسير أن يفسر القرآن بالقرآن , 22/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *