من اقسام التفسير باعتبار معرفة الناس له

من اقسام التفسير باعتبار معرفة الناس له

من اقسام التفسير باعتبار معرفة الناس له هو أحد الأسئلة المتداولة بين المسلمين عمومًا، وبين المهتمين بدراسة علم التفسير خصوصًا، فإنَّ علم التفسير من العلوم القرآنية المهمة التي وُجدت لتسهّل على المسلمين فهم القرآن الكريم وأحكامه وتشريعاته، لذا لابدَّ لنا من الاطلاع على علم التفسير ومعناه، وأقسام التفسير، والفرق بين التأويل والتفسير، وفي هذا المقال سنعمل على توضيح ذلك.

علم التفسير ومعناه

علم التفسير هو أحد العلوم الشرعية المعروفة والتي تهدف إلى شرح وبيان وتوضيح كلام الله سبحانه وتعالى المتمثل بآيات القرآن الكريم، والإشارة إلى القصد من الآيات القرآنية التي يصعب على العامّة من الناس فهمها، كما استخراج الأحكام التشريعات الإلهية من آيات القرآن الكريم، ويتمّ ذلك بوساطة خيرة من العلماء المتخصصين والمتبحرين في علوم القرآن الكريم، ذوو العلم والفقه والخبرة، والذين يسمّون بالمفسرين، ويكون تفسير القرآن الكريم ضمن ضوابط وقواعد محددة فالأصح بحسب قول كبار أهل العلم تفسير القرآن بالقرآن والسنة، أي تفسير الآية القرآنية بآية قرآنية أخرى أو بما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من سنن وأحاديث شريفة، كما يمكن التفسير عن طريق أقوال كبار الأئمة والتابعين من مفسرين القرآن الكريم.[1]

شاهد أيضًا: اسباب كتابة التفسير بالتفصيل

من اقسام التفسير باعتبار معرفة الناس له

قُسم التفسير باعتبار معرفة الناس له إلى أربعة أوجه، وتمّ ذلك بواسطة ابن العباس والأقسام هي:[2]

  • الوجه الأول تفسير تعرفه العرب من كلامه: فقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب، فإنَّ هذا الوجه من التفسير يشمل ما هو واضحٌ ومفهوم بالنسبة للعرب لأنّه كلامٌ مألوف ومقصده ومعناه واضح.
  • الوجه الثاني تفسير لا يُعذر أحد بجهله: ويشمل هذا النوع من التفسير الاحكام والأوامر الشرعية المعروفة مثل إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وغيرها من الخطابات القرآنية الواضحة المعنى والقصد والتي لا يُعذر الإنسان بجهلها، أو بتجاهلها أثناء قراءة القرآن الكريم.
  • الوجه الثالث تفسير يعلمه العلماء: وهو التفسير الذي يجهل على العامة من الناس فهمه، ويصعب عليهم استنباط الأحكام الشرعية من بعض الآيات، فهو تفسير يعلمه العلماء والمفتين وهو فرض كفاية على المسلمين.
  • الوجه الرابع تفسير لا يعلمه إلّا الله: وهو تفسير لا علم لإنسان على وجه الأرض به، وهو التفسير الذي يشمل المغيبات والأشياء المجهولة في القرآن الكريم، والتي لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى.

شاهد أيضًا: من اول من الف في احكام القران

من اقسام التفسير باعتبار طرق الوصول إليه

قُسم التفسير باعتبار طرق الوصول إليه إلى قسمين وهما:[3]

  • التفسير بالرأي: ولا يُقصد بالتفسير بالرأي هو الرأي الشخصي للمفسر أو هواه، بل يُقصد الاجتهاد في تفسير القرآن الكريم معتمدًا على كل من ما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أقوال مع البعد عن الضعيف منها، كما الاعتماد على أقوال الصحابة رضوان الله عليهم، ويساعده في ذلك البناء اللغوي والمقصد وراء التركيب اللغوي في القرآن الكريم، والأخذ بمقتضى سياق الكلام في القرآن وسياق أحكامه الشرعية، وكل ما هو دون ذلك أو كل اجتهاد لا يعتمد في أصله على ما سبق فهو باطلٌ وغير جائز ولا يؤخذ به، وقد سُمّي التفسير بالرأي الذي لا يعتمد على ضوابط وأصول بالتفسير المذموم.
  • التفسير المأثور: وهو التفسير الذي وصل إليه المفسرون عن طريق الأثر، أي ما فُسر بالقرآن وكلام الله تعالى، أو ما ورد من كلام عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو السلف الصالح من أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأهل العلم من التابعين.

الفرق بين التفسير والتأويل

إنَّ مصطلحا التفسير والتأويل هما من المصطلحات التي تشكّل اختلاطًا على عامة الناس، فقد يعتقد بعض الناس أن التأويل والتفسير هما شيء واحد، وفيما يلي سنوضح الفرق بينهما:[4]

  • التفسير: هو العلم الذي يعمل على بيان وتوضيح كلام الله تعالى واستخراج الأحكام الشرعية، وتوضيح المقصود والمعنى، والعمل على استخراج أسباب نزول الآية وتوضيحا وترتيبها، واستخراج ما تحتويه من أحكام وتشريعات دينية.
  • التأويل: هو الذي يؤول كلام القرآن، وتأويل الشيء إلى إرجاعه إلى أصله ومعناه، وتأويل كلام القرآن الكريم هو تجميع المعاني وشرح المقصد المراد من كلمات الآيات الكريمة التي لا إشكال فيها، ومن الجدير بالذكر أنّ التأويل أعم من التفسير، وقد قيل في التأويل إنَّه شرح الآية الكريمة بكلام يوازيها في المعنى ويناسب سياق الآية في القرآن فيناسب ما قبلها وما بعدها من الكلام.

شاهد أيضًا: ما الفوائد التي تجنيها من حفظ القران الكريم .. اداب حفظ القران

علم التفسير هو من أهم العلوم الدينية، فهو علمٌ يعتني ويعمل على تفسير وتوضيح كلام الله سبحانه وتعالى، وهو من العلوم التي يجني دارسها ثمار دراسته في الدنيا والآخرة، وفي هذا المقال وضّحنا ما هو علم التفسير وما معناه، كمت بيّنا من اقسام التفسير باعتبار معرفة الناس له، وباعتبار طرق الوصول إليه، كما وضحنا الفرق بين التفسير والتأويل والذي يشكّل التباسًا عند كثير من الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *