حكم تصديق الرسول في ما أخبر عنه في حادثة الإسراء

حكم تصديق الرسول في ما أخبر عنه في حادثة الإسراء
حكم تصديق الرسول في ما أخبر عنه في حادثة الإسراء

حكم تصديق الرسول في ما أخبر عنه في حادثة الإسراء هو حكم من الأحكام التي يجب على المسلمين معرفتها، فقد أيدَّ الله تعالى نبيه الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- بالكثير من المعجزات التي تدل على صدقه وصدق الدعوة التي جاء بها، وحادثة الإسراء والمعراج هي واحدة منها، وفي هذا المقال سنوضح حكم تصديق الرسول في ما أخبر عنه في حادثة الإسراء، وسنذكر تفاصيل حادثة الاسراء والمعراج، وماهي الدروس التي يمكن الاستفادة منها في هذه الحادثة.

حادثة الإسراء والمعراج

جاءت حادثة الإسراء والمعراج بعد سلسلة من المعاناة والهموم التي عاشها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فقد توالت المِحن عليه، بعد أن توفي عمّه أبي طالب الذي كان بمثابة حماية له، كما توفيت زوجته التي أنجبت له كلّ أولاده خديجة رضي الله عنها، وأشتدّ حصار قريش على المسلمين، فجاءت حادثة الإسراء والمعراج لتُفرّج همَّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وتشرح له دره بعد أن ضاق، فقد كانت حادثة الإسراء والمعراج كالتالي:[1]

  • الإسراء: هو أنَّ الله تعالى أذهب نبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسج الأقصى في مدينة القدس في الليل، ثم عاد به  في نفس الليلة.
  • المعراج: هو إصعاد الله تعالى لنبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- من القدس إلى السموات السبع، وقد ذه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في المعراج برحلة سماوية إلى السماوات السبع، وما فوق ذلك، فرأى الجنة ونعيمها ورأى نهر الكوثر الذي خصصه الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم، كما رأى أهل الجنة وأهل النار، وقد فُرضت الصلاة على المسلمين في السماوات في ليلة الإسراء والمعراج.

حكم تصديق الرسول في ما أخبر عنه في حادثة الإسراء

إن حكم تصديق الرسول فيما أخبر عنه في حادثة الإسراء واجب على كلّ مسلم، فمن الواجب تصديق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في كلّ ما يقوله بدون أي استثناء، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يذكر في كتابه الكريم أنَّ أقوال النبي الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- هي مما يوحى إليه، ليس فيها كذب، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى”[2]، وكذلك فإنَّ حادثة الإسراء والمعراج قد تم تأكيد حدوثها في القرآن الكريم بالتفاصيل ذاتها التي أخبرَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بها المسلمين، فيقول الله عز وجل: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”[3]، كما عُرف عن النبي الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- سمو أخلاقه، وصدقه وأمانته، وعدم قوله للكذب أبدًا، فلم يستطع المشركون أن يكذبوه في حادثة الإسراء والمعراج كما في كل المعجزات والأخبار التي أخبرَ بها، لأن ما يقوله هو الحقيقة والصواب.[4]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج

الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج

إنَّ حادثة الإسراء والمعراج أحد الحوادث العظيمة في التاريخ النبوي، وواحدة من معجزات سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- المليئة بالدروس والعبر التي يجب على كلّ مسلم الاستفادة منها، ومن الدروس المستفادة من حادثة الإسراء والمعراج نذكر:[5]

  • إنَّ في الإسراء والمعراج تأكيد على أنَّ بعد العسر يسر، فبعد الكثير من المحن التي لاقاها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من أذى قريش له ولمن أسلمَ معه، والحصار في شعب أبي طالب وما تبعه من الجوع والحرمان، ووفاة كل من عمه أبي طالب، وزوجته خديجة التي كانت تدعمه وتواسيه، كانت رحلة الإسراء والمعراج مكافأة من الله تعالى لنبيه صلّى الله عليه وسلّم، ومواساة له وتخفيفًا عنه، وجزاءً لصبره وثبوته على نشر الدعوة رغم ما لاقاه من المعاناة.
  • في حادثة الإسراء والمعراج تأكيد على أنَّ دين الإسلام هو دين الفطرة، فهو متوافق مع طبيعة البشر وما خُلقوا عليه، يوازن بين متطلبات الروح والجسد، فالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- خلال رحلة الإسراء اختار إناء اللبن بدلًا من اختيار إناء الخمر فأخبره جبريل -عليه السلام- أنَّ ما اختاره هو الفطرة السليمة.
  • في حادثة الإسراء والمعراج تأكيد على أهمية الصلاة ومنزلتها في الإسلام، فقد فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج وبشكل مباشر على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دون وساطة، لما لها من فضل وأثر على نفوس المسلمين ومختلف نواحي حياتهم.
  • تؤكد حادثة الإسراء والمعراج على شجاعة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قول الحق، فقد واجه الكفار وأخبرهم بهذه الحادثة، دون أن يخاف من إنكارهم واستهزائهم، وفي هذا أسوة لبقية المسلمين في أهمية الوقوف ضد الباطل وقول الحق مهما يكن.
  • الإيمان الحقيقي هو الإيمان بكل ما جاء به الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- دون إنكار ما يخالف عقل الإنسان وهواه، فموقف أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد حادثة الإسراء وتصديقه بكل ما قاله النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يؤكد أن المؤمن الحقيقي يُصدق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بكل يقين وتسليم.
  • تأكيد أهمية المسجد الأقصى ومكانته في الإسلام، فقد ابتدأت هذه الرحلة بإسراء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وصلّى إمامًا بالأنبياء، وهو القبلة الأولى للمسلمين.
  • وحدة الرسالات التي جاء بها الرسل والأنبياء، فمن آدم -عليه السلام- إلى محمد -صلّى الله عليه وسلّم- دعا الجميع إلى توحيد الله تعالى وعبادته، وعدم الشرك به، وقد تبيّن ذلك من خلال صلاة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إمامًا بالأنبياء والرسل جميعًا في المسجد الأقصى.

شاهد أيضًا: معجزات الأنبياء عليهم السلام

إن من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده هو نزول رسالة الإسلام، فقد تحمّل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- المشاقَّ والمصاعب، وحادثة الإسراء والمعراج معجزة من المعجزات التي نَصرَهُ الله تعالى بها، وأظهر فيها صدق نبوته، وفي هذا المقال وضحنا ما هو حكم تصديق الرسول في ما أخبر عنه في حادثة الإسراء، بالإضافة لذكر بعض الدروس المُستفادة من هذه الحادثة.

المراجع

[2]سورة النجمالآية 4.
[3]سورة الإسراءالآية 1.