حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل

حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل

حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل يقع العديد من الأزواج والزوجات في بعض المشاكل الاعتياديّة التي تواجههم في حياتهم اليوميّة، ولكن في بعض الأحيان قد تكون هذه المشاكل سبباً في رفض الزوجة الجماع مع زوجها، لذا يتساءل العديد من الأزواج عن حكم رفض زوجته الجماع بسبب الزعل بينهما، وهذا سوف يكون موضوع مقالنا في موقع محتويات في السطور القادمة.

حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل

لا يجوز للزوجة أن تمتنع عن الجماع بدون عذر شرعي؛ لأن الامتناع عن الجماع بسبب الزعل بين الزوجين لا يعدّ عذرًا لها، ومن حق الزوج على زوجته أن يجامعها بالوقت الذي يريده، وليس لها أن ترفض إلا لوجود عذر وسبب شرعي مبيح لذلك من المرض الشديد، والدورة الشهريّة أو غير ذلك من أسباب أخرى، وحق الزوج على زوجته بالجماع في الوقت الذي يريده  هو حق ثابت له بمجرد أن أعطاها مهرها المتفق عليه، ومقابل النفقة عليها، لذا فمن الواجب على الزوجة طاعة زوجها إذا طلبها لفراش الزوجيّة، فليس لها أن ترفض الجماع بسبب الغضب فقط، كذلك ليس للزوج الامتناع عن الإنفاق على الزوجة إذا هو غضب منها، فهو مستحق للجماع من الزوجة، وهي مستحقة للنفقة منه، ولا يجوز للرجل معاشرة زوجها بالقوة والعنف، بل يجب استخدام اللطف واللين.[1]

شاهد أيضًا: كيف اتعامل مع زوجي في الأيام الأولى من الزواج

حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الصلاة

لا يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها بسبب أنها تريد أن تنام باكرًا حتى تدرك صلاة الفجر، وهذا ليس عذرًا مبيحًا لامتناع الزوجة عن فراش زوجها، فإن صلاة الفجر لا تكون إلا في وقتها المحدد، ولا تجب إلى بدخولها، وليس للزوجة تقديم الشيء الواجب وهو الجماع على الشيء الذي لم يجب بعد وهو صلاة الفجر، فإجابة الزوج إلى فراش الزوجيّة واجبة، ولا يجوز اتخاذ الصلاة حجّة وسبب في عدم طاعة الزوج، ويكفي لأي زوجة تجعل صلاة الفجر سببًا لعدم الجِماع بحجة أنها تريد الاستيقاظ باكرًا أن تضع منبهًا على الهاتف لكي يوقظها للصلاة في وقتها، لذا على الزوجة التي لم تطع زوجها بحجة الاستيقاظ باكرًا لصلاة الفجر أن تتوب لربها، وأن تستغفر عن ذنبها، ولا تعود لمثل تلك الأفعال أبدًا حتى لا تقع في الحرام، ويقع زوجها في المحظور إذا لم تلبي طلبه للفراش.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية

حكم رفض الزوجة للجماع بسبب البرد

لا يجوز للزوجة رفض الجماع مع زوجها بسبب البرد فقط، ويجب أن تمكّن الزوجة زوجها من الاستمتاع بها متى ما أراد هو ذلك، ولكن بقدر ما تستطيع، وأما إذا كانت الزوجة تتأذى بسبب كثرة الجماع، فيجب على الرجل أن يراعي حالتها الصحيّة ولا يُحمّلها فوق طاقتها، فالتعب الشديد أو الأذى هو سببًا في إباحة امتناع الزوجة عن فراش زوجها، فالزوج يلبي رغبات زوجته ويُعفّها بقدر استطاعته، وهي كذلك نفس الأمر تعف زوجها بالقدر الذي تستطيعه بدون إلحاق الضرر بنفسها أو التأذي لكثرة الجماع، والزوج ليس له أن يُحمّل زوجته فوق قدرتها، فإذا كانت مريضة أو تتأذى من كثرة الجماع فلها أن ترفض، ولا تؤثم على ذلك، وقال بن حزم في ذلك: “لا يجب أن تمتنع المرأة عن جماع زوجها، إلا لعذر شرعي مبيح مثل التعب الشديد أو الحيض أو حصول الأذى لها من الجماع”.[3]

شاهد أيضًا: حكم التعري بين الزوجين … حكم التعري عند الجماع عند ابن عثيمين

امتناع المرأة عن إجابة زوجها بسبب حالتها النفسية

اضطراب الحالة النفسية أو عدم الرغبة بالجماع من قِبل الزوجة لا يبيح لها الامتناع عن فراش زوجها، فإن الهدف الأساسي الذي شرع الله تعالى الزواج لأجله هو إعفاف الزوجين وتلبية رغباتهما الجنسيّة واحتياجاتهما الغريزية التي لا تكون مباحة إلا بالزواج، فتنتهي الرذيلة والمفاسد، وتعم الفضيلة، لذا أمر الإسلام الزوجة بطاعة زوجها إذا دعاها لفراشه، وكذلك يجب على الزوج إطاعة زوجته في وطئها إذا كانت راغبة بذلك، فلا يباح لأي منهما الامتناع عن الآخر إذا لم يوجد سبب حقيقي مقنع لهذا الامتناع من مرض أو انشغال عن صلاة أو حيض أو غيرها من أسباب شرعيّة مقنعة.[4]

شاهد أيضًا: الدعاء بالزواج من شخص معين والله يستجيب

حكم امتناع الزوجة عن زوجها بدون سبب

امتناع الزوجة عن تلبية فراش زوجها إذا دعاها بدون أسباب لذلك الرفض هو حرام شرعًا، فليس للزوجة أن ترفض طلب جماع زوجها لها إلا إذا كان هناك عذر شرعي يُبيح لها ذلك، فالمرأة مأمورة بطاعة زوجها، وتلبية طلبه إلى الفراش متى احتاج لذلك، ومن أهم الأعذار التي تبيح للزوجة الامتناع عن فراش الزوج: فترة الحيض، وفترة النفاس، والإحرام للحج أو للعمرة، أو التعب الشديد والمرض، جميع هذه الأسباب مبيحة لعدم تلبية الزوجة فراش زوجها إذا دعاها، وأما إذا رفضت المرأة دعوة زوجها للفراش بدون أسباب واضحة ولا أعذار فهي آثمة على فعلها هذا، فكما أن الزوج قوّام على الزوجة بالنفقة، والمصروف، ولوازم البيت وكل احتياجات الأسرة، ولا يجوز له أن يمتنع عن ذلك، كذلك الزوجة لا يجوز لها أن تمتنع عن فراش زوجها دون وجود أعذار شرعيّة.[5]

شاهد أيضًا: حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام

أسباب امتناع الزوجة عن زوجها

هناك عدد من الأسباب الرئيسيّة التي تؤدي إلى امتناع الزوجة عن فراش زوجها، فقد تكون أسباب عضويّة أو نفسيّة وغير ذلك، وأهم الأسباب هي الآتي:[6]

  • الأسباب النفسيّة، فقد يكون عدم رغبتها بالجماع نتيجة عدم رغبتها بالجنس، أو أنها عانت من مشاكل أثناء فترة الطفولة، أو مشاكل لدى الزوج من البدانة وغيرها من أسباب.
  • المشاكل العضويّة، قدد تعاني الزوجة من الآلام أثناء الجماع نتيجة الالتهابات أو وجود مشاكل في جهازها التناسلي، ويكون الحل زيارة طبيبة مختصة.
  • عدم اهتمام الزوج بنظافته الشخصيّة، فتنفر الزوجة من رائحته الكريهة، أو من وزنه الزائد أو ملابسه الغير مُهندمة.
  • عدم الاستعداد النفسي للزوجة، فقد يأتي الرجل زوجته فجأة وبدون مقدمات وبدون تغزّل بجمالها ولباسها أو حتى دون ملامستها أو مداعبتها، فتتأذى الزوجة من ذلك وترفض الجماع.
  • وجود بعض المشاكل عند الزوج والتي تخص عمليّة الجماع.
  • وجود بعض المشاكل النفسيّة والاجتماعيّة بين الزوجين يؤدي إلى كرهها للجماع.

شاهد أيضًا: هل يجوز خلع الزوج لدمامة خلقته

ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته

عدم تلبية الزوجة رغبة زوجها إذا دعاها للفراش هو نشوز، وفي هذه الحالة يجوز للرجل أن يعضلها، أي أن يُضيق عليها ويضغطها، ويمتنع عن طلاقها حتى ترد له ما أعطاها من مهر وذهب ولباس، فلا يحق لها شيء، لأنها هي التي آذت زوجها بنشوزها وعدم تلبيتها لفراشه، فقد قامت بأمر محرّم لا يبيحه الشرع ولا الدين، لذا الجزاء يكون من جنس العمل الذي قامت به الزوجة، وقال تعالى: {وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ}[7]، وفي هذه الحالة أباح الله تعالى التضييق على الزوجة الناشز الغير مطيعة لزوجها.[8]

شاهد أيضًا: ماذا تفعل الزوجة عندما يهجرها زوجها

حديث نبوي عن امتناع الزوجة عن زوجها

ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث شريف يبيّن لنا مدى حُرمة وخطورة امتناع المرأة عن فراش زوجها، ونص الحديث الوارد عن أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ)[9]، فالمطلوب من الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف، وأن يقوم كلا الطرفين بواجباتهما الشرعيّة تجاه بعضهما البعض قدر المستطاع، والحديث فيه تحذير للزوجة من الامتناع عن فراش الزوج، فإذا طلب الزوج الجماع من زوجته ورفضت هي ذلك، وغضب منها زوجها، ونام كل منهما وهما على تلك الحالة، كان لذلك نتائج خطيرة، حيث تبات الزوجة والملائكة تلعنها: والمقصود تطردها من رحمة الله، لأنها خالفت أوامر زوجها، ومنعته من حق شرعي مثبت له.[10]

في الختام نكون قد تعرفنا على حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل وبيّنا الحكم الشرعي لذلك، كذلك تعرفنا على حكم امتناع الزوجة عن فراش زوجها بسبب التعب أو البرد أو الصلاة أو الحالة النفسية، وتعرفنا على أسباب امتناع الزوجة عن زوجها، والحديث الذي يوضح عاقبة وإثم امتناع الزوجة عن زوجها.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , حكم امتناع الزوجة عن المعاشرة لكونها غضبى منه , 21/09/2022
  2. ^ al-maktaba.org , حكم الامتناع عن فراش الزوج لأجل الاستيقاظ لأداء صلاة الصبح , 21/09/2022
  3. ^ islamway.net , هل يجوز للزوجة رفض الجماع إذا شعرت بالتعب , 21/09/2022
  4. ^ islamarchive.cc , امتناع المرأة عن إجابة زوجها بسبب حالتها النفسية , 21/09/2022
  5. ^ binbaz.org.sa , من: (باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها إِذَا دعاها..) , 21/09/2022
  6. ^ islamweb.net , امتناع الزوجة عن زوجها .. الأسباب والعلاج , 21/09/2022
  7. ^ النساء , 19
  8. ^ islamweb.net , ما يفعل الزوج إذا امتنعت الزوجة عن الفراش وطلبت الطلاق , 21/09/2022
  9. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة ،البخاري ، صحيح البخاري ،3237 ، [صحيح]
  10. ^ aliftaa.jo , حديث (إذا دَعا الرَّجُلُ امْرأتَهُ إلى فِراشِهِ فأبَتْ...) خاص بالزوجة , 21/09/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *