هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية

هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية؟ كما هو معروف فإن فترة الدورة الشهرية عند المرأة هي فترة لا يجوز فيها الجماع بين الرجل وزوجته لعدة أسباب، وقد يخطر ببال الأزواج العديد من الأسئلة التي تخص الجماع في هذه الفترة ومنها فيما إذا كان يجوز جماع المرأة من الخلف أثناء الدورة، وهذا سوف يكون موضوع موقع محتويات في السطور القادمة.

هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية

لا يجوز مجامعة الزوجة من الخلف لا أثناء الدورة الشهرية ولا في غيرها من الأيام سواءً كانت الزوجة حائضًا أم غير حائض، وهو أمر محرم لا يجوز الإتيان به، وكل من قام به من الأزواج هو ملعون مطرود من رحمة الله تعالى، لذا وجب على من فعل ذلك التوبة إلى الله تعالى توبة نصوح وترك هذا الأمر، والاستغفار إلى الله علّه يغفر ذنبه وخطيئته، كذلك يجب عليه التصدق بشيء من المال للفقراء والمحتاجين، فجماع الزوجة من الخلف أمر حرّمه العلماء من جميع المذاهب الفقهيّة الأربعة، سواءً حصل مع المجامعة من الخلف إنزال للمني أم لا، وكذلك لا يجوز للمرأة أن تطيع زوجها في فعل هذا الأمر سواءً كان ذلك أثناء الدورة الشهرية أو في الأيام العادية؛ لأنه من المحرّمات التي ورد النهي عنها.[1]

شاهد أيضًا: حكم معاشرة الزوجة من الخلف برضاها

هل يجوز مفاخذة الزوجة وهي حائض

يجوز للرجل مفاخذة زوجته أثناء فترة الدورة الشهرية، وهذا ما أفتى به علماء الأمة أنه يجوز للرجل الاستمتاع بجسد الزوجة في فترة الحيض ما عدا الجماع فإنه غير جائز، وقد ورد في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنَّ اليَهُودَ كَانُوا إذَا حَاضَتِ المَرْأَةُ فيهم لَمْ يُؤَاكِلُوهَا، ولَمْ يُجَامِعُوهُنَّ في البُيُوتِ فَسَأَلَ أصْحَابُ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هو أذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في المَحِيضِ} [البقرة: 222] إلى آخِرِ الآيَةِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اصْنَعُوا كُلَّ شيءٍ إلَّا النِّكَاحَ)[2]، فمن السنة أن يبتعد المسلم عن جماع الزوجة فترة الحيض، وله أن يفاخذها، ويلمس فرجها أو بدنها وغير من أمور.[3]

شاهد أيضًا: أفضل وقت للجماع في الاسلام

حكم ملامسة الفرج أثناء الحيض دون إيلاج

ملامسة فرج الزوجة أثناء فترة الحيض هو أمر مباح، ولكن بشرط عدم الإيلاج في الفرج، وهذا هو رأي جمهور العلماء المسلمين، فقد أفتوا بحرمة الإيلاج في حال حيض الزوجة، وقد أجاز علماء المذهب الشافعي والحنفي الاستمتاع بالزوجة إلى ما بين السرة والركبة مع وجود غطاء أو مانع، ومنع ذلك المالكية، وقال الحنابلة بإجازة استمتاع كل الجسد من المرأة أثناء فترة الدورة الشهريّة ما عدا الإيلاج فإنه محرّم، ويستحب للرجل إذا أراد ملامسة أو مداعبة الفرج أو أي مكان آخر من زوجته أثناء فترة حيضها تغطية الفرج عند المداعبة الزوجية والاكتفاء بالملامسة فقط، وبالتالي أجاز علماء الأمة الاستمتاع بجسد الزوجة كاملاً من السرة إلى الركبة في فترة حيضها، ولكنهم حرّموا الجماع أو الإيلاج في الفرج.[4]

شاهد أيضًا: ما حكم من جامع زوجته من الدبر وهل تطلق؟

هل يجوز مجامعة الحائض في واقي ذكري

لا يجوز مجامعة الحائض بالفرج بأي طريقة كانت، سواءً كان يضع الرجل الواقي الذكري أو لم يضعه، فلا يوجد شيء يبيح مجامعة الزوجة في الإسلام، ولا تسقط الكفارة عن الشخص الذي جامع زوجته جاهلاً بالحكم مستخدمًا الواقي الذكري أثناء الدورة الشهريّة، فإذا تم الإيلاج بين الرجل والمرأة في منطقة الفرج أثناء الدورة، ولو كان يستخدم الرجل مانعًا أو واقيّا ذكريًا، ووجدت الزوجة سخونة في الفرج، فوجب على الرجل الكفارة في هذه الحالة حتى وإن كان لا يعلم بالحكم الشرعي لذلك الأمر، وقال الحنابلة بسقوط الكفارة عن الرجل إذا لم يكن له القدرة على أدائها، فإذا عجز عن الكفارة فهي تسقط عنه في هذه الحالة، وليس ليه شيء، وقد أفتى بعض العلماء بوجوب الكفارة عليه، وعلى زوجته إذا طاوعته على فعل ذلك.[5]

شاهد أيضًا: حكم إتيان الزوجة بين الفخذين

حكم الممارسة السطحية أثناء الحيض

الممارسة السطحيّة والمداعبة للزوجة بعيدًا عن الفرج هو أمر جائز، فيجوز للزوج الاستمتاع بزوجته الحائض ما دون الفرج، والمباح في الجماع فترة الدورة الشهريّة هو ما بين السرة والركبة ما عدا منطقة الفرج، وأما مباشرة الزوجة فيما بين سرت الزوجة وركبتها بعيدًا عن الفرج، فقد اختلف فيه أهل العلم، فحرّم علماء المذهب الحنفي والشافعي والمالكي ذلك الأمر، وأجازه الحنفيّة، والنووي، وابن حزم وغيرهم، واستدل من أباح الأمر من علماء الأمة على حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أمر أمته بفعل كل شيء أثناء فترة الحيض ما عدا الوطء في الفرج، فالغالب أنه يجوز الاستمتاع بالزوجة فترة الدورة ما عدا منطقة الفرج حتى وإن نزل المني، فهذا أمر مباح وأجازه العلماء.[6]

شاهد أيضًا: الرجل والمرأة كيفية ممارسة العلاقة الزوجية في الاسلام

العلاقة الزوجية آخر أيام الدورة

لو حصل جماع بين الرجل وزوجته في آخر أيام الدورة الشهرية معتقدين أن الدورة قد انتهت لا يكون على الزوج والزوجة إثم، فإذا ظنّت الزوجة أن حيضتها قد انتهت وأنها طهرت، ثم تبيّن لها غير ذلك بعد جماعها مع زوجها فلا إثم عليهما، ولكن يجب على الزوجة التروي وعدم الاستعجال في الحكم على انتهاء الدورة الشهريّة من عدمها، وأن تراقب علامات الطهر المعتادة عند النساء وهي: القَصة البيضاء التي تكون علامة من علامات الطهر عند غالبيّة النساء، أو بالعلامة الثانية وهي الجفاف: ويكون عن طريق إدخال المرأة قماشة جافة ونظيفة في منطقة الفرج، وخروجها جافة ليس عليها آثار للدماء هو علامة على الطّهر، فالوطء في القرج أثناء الحيض كبيرة من الكبائر إذا تعمد الزوجان ذلك بعكس الجاهل والمُكره والناسي.[7]

شاهد أيضًا: طريقة الغسل من الحيض بناء على السنة النبوية

كفارة وطء الحائض

كان للعلماء عدة آراء في وطء الرجل لزوجته وهي حائض، فكان للمالكيّة والشافعيّة والحنفيّة رأي، وكذلك كان للحنبلة رأي آخر، وآراء العلماء هي كما يلي:[8]

مذهب المالكيّة والحنفيّة والشافعيّة

يرى هؤلاء: أنه لا يتوجب على الوطء للزوجة وهي حائضًا كفارة معينة، بل يجب عليه التوبة إلى الله تعالى، والاستغفار عن ذنبه الذي ارتكبه، والعزم على عدم الرجوع لمثل ذلك الأمر أبدًا لأن فيه إثم كبير وذنب عظيم، فقد حرّم الله تعالى مباشرة الزوجة وهي حائض لعدة أسباب وحكم ومنها: أن دم الدورة هو أذى، فإذا وطء الزوجته زوجته في هذه الحالة فيكون وطئه حرام ويجب عليه التوبة والاستغفار.

مذهب الحنابلة

يرى الحنابلة: أنه يجب على الرجل الذي يطئ امرأته أنثاء حيضها الكفارة، وكذلك تجب على الزوجة إذا كانت راضية بما يفعله زوجها مُطيعة له الكفارة كذلك، وإذا كانت مغصوبة على فعل ذلك، تسقط عنها الكفارة، لأن الله تعالى لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، وتسقط الكفارة إذا وطء الزوج زوجته بعد انقطاع الدم، والكفارة تكون دينار أو نصف دينار فهو مخيّر بينهما.

في ختام مقالنا نكون قد تعرفنا على هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية حيث وضّحنا الحكم الشرعي لذلك الأمر وفيما إذا كان جائزًا أم لا، كذلك بيّن عدد من الأمور التي تخص الوطء في فترة الحيض ومنها: حكم الممارسة السطحية أثناء الحيض، وحكم ملامسة الفرج والعلاقة الزوجية آخر أيام الحيض، وكفارة وطء الحائض وحكمها عند أصحاب المذاهب الفقهيّة الأربعة، وحكم المفاخذة بين الزوجين، ومجامعة الزوجة مع استخدم الواقي وغيرها من أمور.