طريقة الغسل من الحيض بناء على السنة النبوية

طريقة الغسل من الحيض بناء على السنة النبوية ويجب أن نلتزم بطريقة الغسل هذه لأن النبي حثنا على الاغتسال بطريقة معينة، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف على طريقة الغسل الشرعي بناءًا على ماورد في السنة النبويّة الشريفة.

طريقة الغسل من الحيض بناء على السنة النبوية

طريقة الغسل من الحيض بناء على السنة النبوية يمكننا تلخيصها بما يلي:[1]

• نية الغُسل، فيجب على المسلم أن يبدء بنية الغسل والطهارة من النجاسة، و أهم ركن من أركان الغسل الشرعي، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}[2].
• تعميم الماء على سائر الجسد.
• غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء خاصة إذا كان الشخص مستيقظًا من نومه.
• إزالة الأذى الذي على الفرج، وذلك عن طريق صب الماء على اليد اليسرى وغسل الفرج بها.
• تنظيف اليد بعد غسل الأذى عن الفرج.
• بعد الإنتهاء من غسل يبدأ الشخص بالوضوء.
• غسل الرأس.
• إفاضة الماء على بقية البدن، والمستحب أن يفيض على يمينه أولاً ثم على يساره.
• على المرأة تتبع أثر الدم بقطعة من القماش وغيره، وتضيف إلى هذه القطعة رائحة عطرة زكية مثل رائحة المسك.

شاهد أيضًا: هل يجب الغسل بعد المداعبة

الحديث الذي يدلّ على طريقة الغسل الشرعي

فالحديث الصحيح الثابت والوارد عن عائشة أم المؤمنين فيما يخص الإغتسال من الحيض هو: (عن عائشة، أن أسماء سألتِ النبي – صلى الله عليه وسلم – عن غسل المحيض؟ فقال: ((تأخذ إحداكن ماءَها وسِدْرتَها، فتطهر، فتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها، فتدلكه دلكًا شديدًا حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تصب عليها الماء، ثم تأخذ فِرْصةً ممسَّكةً فتطهر بها))، فقالت أسماء: وكيف تطهر بها؟ فقال: ((سبحان الله، تطهرين بها))، فقالت عائشة – كأنها تخفي ذلك -: تتبعين أثر الدم، وسألته عن غسل الجنابة؟ فقال: ((تأخذ ماءً فتطهر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تفيض عليها الماء))، فقالت عائشة: (نِعْمَ النِّساءُ نساءُ الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين)[3].[4]

تعريف الحيض والفرق بينه وبين الاستحاضة

الَحيض في اللغة هو: السيلان، فنقول حاضَ الوادي إذا سالَ الوادي، وقد سمّي دم الحيض بذلك لسيلانه، وقد عرّف العلماء الحيض بأنه: الدم الذي ينزل من رحم المرأة إذا بلغت فيصبح عادة شهريّة، فالمرأة إذا وصلت سن البلوغ يخرج منها هذا الدم كل شهر، ويكون له وقت معروف ومعلوم ما بين يوم وليلة إلى سبعة أو عشرة أيام، ويكون لون دم الحيض أسود قان، ذو رائحة كريهة، وتصحبه حدوث الدورة أعراض ألم في البطن خاصة في بداية الحيض، وهذا هو دم الحيض، وما سوى ذلك هو استحاضة، وتعرف المرأة أنها طهرت من الحيض إما بجفاف محل الدم، بحيث لو وضعت المرأة قطعة قماش لم ترَ أي أثر لدم ولا حمرة ولا صفرة.

الاستحاضة هي: سيلان الدم في غير أوقاته المعتادة، ولا يوجب دم الاستحاضة على المرأة ترك صلاتها أو صيامها أو أي ركن آخر من أركان الشرع، بل يجب على المرأة المستحاضة أن تقوم بواجباتها الشرعية من صيام وصلاة ووطء، فهي كالمرأة الطاهرة فيما يجوز ويحلل لها.[5]

شاهد أيضًا: الفرق بين الحيض والاستحاضة في السيلان والانقطاع

ما يحرّم على الحائض

من أهم الأمور التي يحرم على الحائض القيام بها هي الآتي:[6]

• الصلاة: فقد أجمع علماء الأمة أن الحائض تسقط عنها الصلاة حتى تنتهي مدة حيضها، وتسقط النوافل والفروض من الصلاة، ولا تقضى الصلاة في حال طهارتها من الحيض، ففي الحديث النبوي الشريف عن أبو سعيد الخدري قال: حديثُ أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ما رأيتُ مِن ناقِصاتِ عَقلٍ ودينٍ أذهَبَ للُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ من إحداكُنَّ، قُلْنَ: وما نُقصانُ دِينِنا وعَقْلِنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: أليس شهادةُ المرأةِ مِثلَ نِصفِ شَهادةِ الرَّجُلِ؟ قُلْنَ: بلى. قال: فذلك من نُقصانِ عَقْلِها. أليس إذا حاضت لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ؟ قُلْنَ: بلى. قال: فذلك من نُقصانِ دِينِها)[7].
•  الصيام: فالحائض يسقط عنها فرض الصيام، ولكنها بعد إنقضاء الحيض تصوم الأيام التي أفطرت بها وهي في فترة الحيض.
• الجماع: المقصود بالجماع هو: إدخال ذكر الزوج في فرج المرأة، ولكن لا بأس بالمباشرة والتقبيل ولكن من دون الإيلاج في الفرج لأنه منهي عنه، قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ}[8].
• الطواف: فالحائض يحرم عليها الطواف في الحرم المكي، وأما بقية المناسك تستطيع أدائها ولا حرج عليها بذلك.
• قراءة القرآن الكريم: وقد اختلف العلماء على قسمين، منهم من قال بالجواز وهم: الأوزاعي، المالكية، وابن تيمية، وأما من قال بعدم جواز قراءة القرآن للحائض فهم: الشافعي، قتادة، النخعي، عمر، علي.
• الإعتكاف في المسجد: ذهب جمهور العلماء بعدم جواز المرأة الحائض من الإعتكاف في المسجد، واستدلوا بذلك على الآية الكريمة وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}[9].

شاهد أيضًا: هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء

حكم صلاة من لم تغتسل من الحيض بطريقة صحيحة

من نَوَى رفع الحدث، وعمم الماء على سائر بدنه، فهذا مجزئ عن الغسل، وأما إذا لم يتم تعميم الماء على سائر الجسد لم يصح غسل المرأة، وإذا لم يكن هناك تعميم لسائر الجسد بالماء، في هذه الحالة وجب على المرأة أن تقوم بإحصاء الصلوات التي قامت بها على الوجه المذكور، أيّ بدون تعميم الماء على سائر الجسد، ثم عليها قضاء هذه الصلوات، لأن الغسل في هذه الحالة غير صحيح، وهذا هو رأي جمهور العلماء.

وأما عن كيفيّة القضاء، فإنها تكون حسب قدرة المرأة ونشاطها، بما لا يضر بأطفالها وبدنها وعملها، فإن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وهي في هذه الحالة تقضي ما ما تجزم أو يغلب على ظنها براءة ذمتها به.[10]

شاهد أيضًا: حكم الاغتسال من الحيض بعد طلوع الشمس في رمضان

حكم الغسل من الحيض

الاغتسال من الحيض فرض لا بد من القيام به في السنّة الشريفة، فيجب على المرأة متى أنهت فترة الحيض أن تقوم بالغسل الشرعي فورًا، ولا تؤجل ذلك لأي سبب كان، فإذا انتهي الدم وانقطع أثره، ولم تعد المرأة تراه، ورأت طهارتها، وجب عليها الطهارة وجوبًا، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة الحائض بالغسل متى انتهت مدة حيضها، وإذا رأت الطهارة لمدة أقل من مدة حيضها المعتادة وجبت عليها الطهارة أيضًا.[11]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بعد الغسل بدون وضوء

حكم تأخير الغسل من الحيض

لا حرج في تأخير الغسل من الحيض إلى وقت قيام الصلاة، لأن الغسل من الحيض واجب على التراخي، وليس على الفور، وإنما يجب عند القيام إلى ما يلزم له الغسل كالصلاة، فإذا طهرت المرأة ودخل وقت الصلاة ولم تعتسل أو أخرت الاغتسال عن قصد وبدون عذر فهنا تقع في إثم كبير لأنها قامت بتأخير الصلاة عن وقتها.[12]

في نهاية مقالنا نكون قد تعرفنا على طريقة الغسل من الحيض بناء على السنة النبوية، وإلى تعريف الحيض والفرق بينه وبين الاستحاضة، والحديث الذي يدلّ على طريقة الغسل الشرعي،  حكم صلاة من لم تغتسل من الحيض بطريقة صحيحة،وحكم الغسل من الحيض وحكم تأخيره.