هل تجوز الصلاة بعد نزول السدادة المخاطية

هل تجوز الصلاة بعد نزول السدادة المخاطية

هل تجوز الصلاة بعد نزول السدادة المخاطية هو أحد الأسئلة التي تتعلَّّق بالأحكام الشرعية التي تخصّ نساء المُسلمين، فقد بيَّن الإسلام للمرأة بعض الأحكام التي تخصّها دون الرجال، ومن هذه الأحكام أحكام الحيض والنفاس والولادة والطهارة في هذه الفترات، ومن خلال هذا المقال سنقوم بتوضيح حكم الصلاة بعد نزول السدادة المخاطية للرحم، كما سنُعرِّف بما هي السدادة المخاطية ومتى يكون وقت نزولها.

ما هي السدادة المخاطية

السدادة المخاطية هي عبارة عن سدادة مكونة من أغشية ذات قوام مخاطي تتوضع في عنق الرحم وتقوم بإغلاقه بإحكام، وتكون هذه السدادة موجودة في فترة الحمل فقط، حيث أنَّها تنزل عند بدء الولادة، وإنَّ هذا المخاط الخارج من عنق الرحم يكون بمثابة عازل يعزل ومنع البكتيريا أو الميكروبات الضارة من الدخول إلى الرحم عن طريق المهبل، كما إنَّه يكون فيها أجسام وببتيدات مضادة للبكتيريا تُشابه الموجودة في المخاط الأنفي.[1]

هل تجوز الصلاة بعد نزول السدادة المخاطية

ليس على المرأة الصلاة بعد نزول السدادة المخاطية وبدء أعراض الولادة فإنَّ كل ما ينزل من المرأة من دماء وماء مُرافق للولادة يأخذ أحكام النفاس، وقد بيَّن ذلك العدوي في قوله: “النفاس دم ترخيه الرحم مع ولادة وقبلها بيومين أو ثلاثة مع أمارة“، أي أنَّ كل دم ينزل قبل الولادة ولو كان ذلك سابقًا لها بيوم أو يومين مع وجود إمارات الولادة كالطلق فهو يُعتبر نفاس، وله أحكام النفاس، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذا الحكم من الأحكام الخلافية عند أهل العمل، فقد اختلفوا في تفسير معنى النفاس وانقسموا إلى عدد من الأقوال هي:[2]

  • القول الأول: الدم الذي ينزل من المرأة قبل الولادة هو ليس دم نفاس إنمَّا هو دم فساد يأخذ حكم الاستحاضة، وهو قول الشافعية والحنفية.
  • القول الثاني: الدم النازل من المرأة قبل الولادة بيوم أو يومين مع وجود إمارات للولادة مثل الطلق هو دم نفاس ويأخذ أحكامه، وهو قول الحنابلة.
  • القول الثالث: الدم النازل قبل الولادة ومعها وأثنائها هو دم حيض وليس دم نفاس، وهو قول المالكية.

هل تصلي المرأة أثناء الطلق

لس على المرأة التي بدأت عندها علامات وإمارات الولادة ونزول الدم أو الماء المرافق للولادة صلاة أو صوم، فإنَّه لا حرج على من تركت صلاتها بسبب آلام الطلق والولادة، وليس عليها قضاء، لأنَّ هذه الفترة تُعتبر من النفاس وتأخذ أحكامه، أمَّا من شعرت بآلام الولادة بدون حصول طلق أو بدون حصول نزول لدم أو السدادة المخاطية فإنَّه يجب عليها الصلاة، وفي حال لم تفعل وجبت عليها الإعادة، والله أعلم.[3]

حكم الدم النازل بسبب سقوط الجنين

إذا لم يتبين مع المرأة أن السقط الحاصل فيه خلق إنسان وحمل، فإنَّه يأخذ أحكام الاستحاضة، وإذا توافق ذلك مع موعد الحيض فإنَّه يأخذ أحكام الحيض، أمَّا إذا تبيَّن معها أن السقط الذي حصل بسبب الحمل وكان واضحًا فيه خلق الإنسان، فإنَّه يأخذ أحكام النفاس، وقد وضَّح ذلك الشيخ ابن عثيمين في فتواه: “إذا نزل الجنين فنزل الدم بعده، فإن كان هذا الجنين قد تبين فيه خلق الإنسان، فتبين يداه ورجلاه وبقية أعضائه، فالدم دم نفاس لا تصلي المرأة ولا تصوم حتى تطهر منه، وإن لم يتبين فيه خلق إنسان فليس الدم دم نفاس فتصلي وتصوم إلا في الأيام التي توافق عادتها الشهرية“، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية قبل الدورة

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن أحد الأحكام المتعلقة بالمرأة في فترة والولادة وهو هل تجوز الصلاة بعد نزول السدادة المخاطية ، كما عرَّف بما هي السدادة المخاطية، وبَّن حكم صلاة المرأة في فترة الطلق وبعد إسقاط الجنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *