من سيحرر فلسطين في القرآن

من سيحرر فلسطين في القرآن

من سيحرر فلسطين في القرآن هو من الأسئلة التي كثر البحث عليها في هذه الأيام، ووقف عليه الكثير من المسلمين، وخاصّة بعد أن تفاقمت الأزمة في القدس الشّريف ما بين المسلمين واليهود، هل ورد ذكر فلسطين بالقرآن الكريم، ومن هو ذاك الجيش الذي سيحرير أراضي فلسطين من دنس اليهود ورجزهم، وهل تحرير القدس سيكون من علامات يوم القيامة الكبرى أو الوسطى، كل هذا سيتمّ إلقاء الضّوء عليه فيما يأتي.

من سيحرر فلسطين في القرآن

للباحث في هذا الأمر سيجد أنّ الله -سبحانه وتعالى- قد جاء على ذكر بيت المقدس منذ زمن النّبي موسى -عليه السّلام- إلى زماننا هذا، وهذا موجود في سورة الإسراء بقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ * وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً * ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً}.[1][2]

ومن ثم كان تتمّة الحديث عن عدد المرات التي أفسدوا فيها ببيت المقدس بقوله تعالى:{وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرَضِ مَرَتَيْنِ وَلَتَعْلُّنَّ عُلُواً كَبِيراً * فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرينَ حَصِيراً}.[1][2]

فالنّاظر إلى تلك الآيات الكريمة سيعلم علم اليقين أنّ الله لن يمكن اليهود الإسرائيلين من امتلاك الأرض المقدسة في فلسطين، وسيبعث عليهم في كلِّ مرةٍ يكثرون فيها الفساد من يقهرهم ويغلبهم، كما كان أوّل مرة عندما بعث عليهم جالوت، وقد قال المفسر سيد في هذه الآيات، أنّ الله -تعالى- أراد في قرآنه الكريم بأنّه ما تمسك المسلمون بدينهم وعقيدتهم إلّا كتب لهم النّصر على أعدائهم اليهود، وما تفلتوا وابتعدوا عن دينهم إلّا كُتبت الغلبة لأعدائهم، وبهذا يخبرنا الله تعالى بأنّه ستكون نهاية اليهود وتحرير فلسطين على أيدي المسلمين الذي اتّبعوا طريق النّبي محمد -عليه الصّلاة والسّلام- بحق.[2]

شاهد أيضًا: ما هي عاصمة فلسطين

من هو الجيش الذي سيحرر فلسطين

بعد أن تمّ الحديث عن من سيحرر فلسطين في القرآن وكيف أنّ هذا الأمر قد ورد في سورة الإسراء، سيتم الحديث عن هذا الجيش الذي سيشتبك مع اليهود ويقهرهم كما تنبأ القرآن الكريم بهذا، وعندها سيأذن الله -تعالى- أن تُفتح بيت المقدس، وقد بين ذلك أيضًا النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنه سيكون فتح بيت المقدس عند حصول خراب المدينة، وهذا سيكون  ما قبل فتح رومية لتفتح بعده، وبعد ذلك يخرج الدجال في السنة الثامنة، وعندها يخوض اليهود حربين مع المسلمين، فالحرب الأولى تكون ما بين اليهود والمسلمين، وفيها يحرر القدس -بإذن الله تعالى- وتسقط دولة اليهود ويتفرقون في بلاد الشام ، ولكن لم يذكر اسمٌ لجيش المسلمين هذا إلّا أنّه ورد عنهم أنّهم خيار أهل الأرض.[3]

وبعد ذلك تفتح روما وفي السّنة الثّامنة يقدر الله خروج المسيح الدجال والذي يخرج ما بين العراق والشام، وتقع بعد ذلك الحرب الثّانية ما بين اليهود والمسلمين وعندها يكون اليهود بقيادة المسيح الدجال، في حين يكون المسلمين بقيادة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وذلك بعد أن يكون أذِن الله -تعالى- بنزوله – الكلام عائد على عيسى بن مريم- في وقت أذان الفجر عند المنارة البيضاء في شرقي مدينة دمشق.[3]

يدرك عيسى ابن مريم -عليه السلام- المسيح الدجال في رملة لد، وهذا المكان الذي أُطلق عليه اسم رملة لد هو مطار تل أبيب الآن، عندها يقتل النّبي عيسى -عليه السّلام- المسيح الدجال هنالك ويقوم بكسر الصليب وبقتل الخنزير وبإسقاط الجزية، ويجتمع حوله المسلمون فيهاجرون إليه من مشارق الأرض ومغاربها؛ وما هذا إلّا رغبةً منهم بالانضمام إلى جيش  المسمين بقيادته والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل تحرير فلسطين من علامات الساعة

هل تحرير فلسطين من علامات الساعة ابن باز

لقد ذُكر في الصّحيح والثّابت من السّنة النّبوية الشريفة، بأنَّ المسلمين سيقاتلون اليهود وستكون الغلبة للمسلمين بإذن الله -سبحانه وتعالى- وسيكتب النّصر للمسلمين عليهم، وقد ثبت هذا في الحديث الصّحيح الذ رواه ابن عمر بأنّ الحجر سينطق  عندما يختبئ وراءه يهودي ويدلُّ المسلم عليه ليقتله، ولكن لم يرد ما هو ثابتٌ في السّنة النّبوية الشّريفة بأن تحرير فلسطين مرتبط قيام الساعة، وإنَّما الثابت أنَّه من علامات الساعة هو فتح بيت المقدس ولكن لم يحدّد الزّمن، بالإضافة إلى أنّ الثّابت عمّن سيحرر فلسطين وبيت المقدس سيكونون أبعد ما يكون عن المعاصي ويلتّفون حول أحكام القرآن والسّنة النّبيويّة والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل تحرير فلسطين من علامات الساعة ابن باز

علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى

بعد الحديث عن هل تحرير فلسطين من علامات الساعة، كان لزامًا علينا أن نلقي الضّوء على بعض العلامات الصّغرى والكبرى ليوم القيامة، ومن تلك العلامات الصغرى ما وقع وانقضى ومن ذلك:[5]

  • بعثة النّبي عليه الصّلاة والسّلام.
  • تطاول العمران وتنافس البشر بالبنيان.
  • أن تلد الأمة ربّتها وقد وقع هذا في زمن النّبي -عليه السّلام- عندما كانت الأمة تلد بتها من سيدها.

ومن علامات يوم القيامة الصغرى والتي حدثت ومازلت مستمرّة إلى هذا الوقت ما يأتي:

  • كثرة المعاصي والفجور والبعد عن الدّين.
  • كثرة القيل والقال وكثرة الهرج والقتل.
  • ازدياد الفتن وانتشار الشُّح والبخل
  • ازدياد عدد النّساء وقلّة عدد الرجال.
  • انتشار الجهل وقلة العلم بالابتعاد عنهومنها ماومن تلك العلامات التي ثبتت في الأحاديث

أما العلامات الكبرى والتي لم تحدث بعد وقد أخبر عنها النّبي عليه الصّلاة والسّلام هي:

  • المهدي: هو رجل يخرج من بيت النبوة يملأ الأرض قسطًا وعدلاً بعد أن ملئت ظلمًا وجوراً، ويحكم بشريعة الله ويقيم دين الله في الأرض.
  • الدجال: وخروج الدّجال يكون بعد المهدي وهو يخرج من المشرق من جهة خراسان ومن جهة الصين، ويطوف في الأرض يفسد فيها ويدعو بها إلى اتباعه، ويصل إلى فلسطين لينتهي إلى اليهود هناك
  • نزول عيسى ابن مريم عليه السّلام: ينزل في الشام فيحاصر الدّجال في فلسطين ويقتله ولا يبقى في زمن عيسى -عليه السّلام- إلا دين الإسلام ويضع الجزية ويقتل الخنزير ويكسر الصليب.
  • خروج الدخان.
  • هدم الكعبة.
  • نزع القرآن من المصاحف والصدور.
  • طلوع الشمس من مغربها.
  • خروج الدابة.
  • نار تخرج من المشرق: وتجبر النّاس على الذهاب إلى محشرهم.

دعاء للقدس الجريح

وبعد أن تحدّثنا عن بشارة الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز، وبشارة سيد المرسلين -عليه الصّلاة والسّلام- عن تحرير بيت المقدس وفلسطين، لا نملك إلّا أن نرفع أيدينا ونبتهل ليعجل الله هذا النّصر، وسيرد فيما يأتي بعض الأدعية من أجل نصرة القدس:

  • اللهم ثبت المجاهدين من إخواننا بالقدس اللهم سدد رميهم اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم واقذف الرعب في قلوب أعدائهم، اللهم اجعل القدس مقبرة لليهود اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم اللهم اقذف في قلوبهم الرعب اللهم فرق كلمتهم واجعل بأسهم بينهم شديد يا رب العالمين يا غوثنا إذا قل المعين يا ربنا نستغيث بك لأطفال القدس نستغيث بك لنساء القدس نستغيث بك لرجالها نستغيث بك لشيوخها نستغيث بك لدواب القدس نستغيث بك لأشجار القدس نستغيث بك لمساجد القدس.
  • يا ربنا اللهم إن الصهاينة بغاة معتدون وأنت اعلم بفسادهم واعلم بظلمهم اللهم إن الصهاينة في هذه الساعة يسيلون دماء المسلمين في القدس من الأبرياء الآمنين يا ربنا يا من بيده ملكوت كل شئ يا من يقهر ولا يُقهر يا من يغلب ولا يُغلب يا من له الأمر كله يا من بيده مقاليد كل شئ يا من أمره بين الكاف والنون يا رب الأرباب انقطعت بنا الأسباب إلا سبب واحد إلا بحبل منك ونصر منك وتأيد منك بنصر منك لإخواننا في القدس.
  • يا ربنا هذه أيدينا مرفوعة إليك وهذا ضعفنا ظاهر بين يديك وهذا ذلنا لا يخفى عليك اللهم إنا واقفون ببابك متذللون على أعتابك نرجوا رحمتك ونخشى عذابك نستغيث بك لأهل القدس اللهم اقهر أعدائهم من الصهاينة ورد هذه الطلقات إلى صدورهم فجر اللهم الأرض بركان من تحت أقدامهم ابتلهم بالأمراض التي لم تكن في أسلافهم اجعلهم عبرة للعالمين اللهم إنا نسألك أن تهلك من ظلم إخواننا في القدس

هكذا نرى في نهاية مقال من سيحرر فلسطين في القرآن ، أنّه ورد وصف الذين سيحررون القدس في سورة الإسراء كما فسره السّيد بأنّهم المتمسكون بدينهم البعيدون عن المعاصي والبدع، وتحدّثنا فيما بعد عن صفة هذا الجيش الذي سيحرر فلسطين وهل يعدّ تحرير فلسطين من علامات السّاعة، ومن ثم انتقلنا للحديث عن علامات السّاعة الكبرى والصّغرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *